مقدمات في العلوم الشرعية [8]


الحلقة مفرغة

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه أجمعين.

أما بعد:

فبعد أن انتهينا من المقدمة السادسة المتعلقة بعلم التفسير، وهي فضل هذا العلم، نصل إلى المقدمة السابعة: وهي حكم هذا العلم.

أما حكم تعلم علم التفسير، فينقسم إلى قسمين: إلى حكم تعلمه, وحكم كتابته والتأليف فيه.

فحكم تعلمه الوجوب الكفائي، فهو فرض كفاية عن الأمة يجب عليهم أن يتعلموا معاني القرآن وأن يكون فيهم من يعرف ذلك, وإذا لم يوجد في قرية من قرى المسلمين أو بلد من بلدانهم من يعرف معاني القرآن، ولو ليلة واحدة أو يوماً واحد فقد أثموا جميعاً, فلا بد أن يكون في كل بلد من بلدان الإسلام من يعرف معاني القرآن، ويجيب عما فيه من المعاني, والحمد لله أصبح الأمر ميسوراً بهذه الكتب التي حفظت علينا هذا، فما هي إلا بمثابة أشخاص, كتب التفسير بمثابة علماء كما قال الحكيم:

لنا جـلساء ما يمل حـديثـهم ألباء مأمونون غيباً ومشهدا

يفيدوننا من علمهم علم ما مضى وعقــــلاً وتأديبـــاً ورأياً مسددا

بلا فتنة تخشى ولا سوء عشرة ولا نتقي منهم لساناً ولا يدا

فإن قلت أحياء فلست بكاذب وإن قلت أموات فلست مفندا

أما التأليف فيه فهو كذلك فرض عين على من تأهل له إذا كان سينشر جديداً مما ليس موجوداً في كتب السابقين أو يسهل على الناس ما يتعلق بالسابقين, فالتأليف فيه لا يعدو أن يكون مثل التأليف في غيره وهو يرجع إلى سبعة مقاصد، هي مقاصد التأليف عموماً التي نظمها بعضهم في قوله:

في سبعة حصروا مقاصد العقلاء من التآليف فاحفظها تنل أمل

أبدع تمام بيان لاختصارك في جمع ورتب وأصلح يا أخي الخلل

فقوله: (أبدع) هذا هو المقصد الأول من مقاصد التأليف أن يأتي الإنسان بجديد لم يسبق إليه, والجديد نسبي؛ لأنه بالإمكان أن يكون قد تعرض له شخص في موضع من المواضع أو تكلم عليه في مكان ما، لكن فتح أمامك أن أنت ذلك باباً واسعاً أو أعطاك خيوطاً يمكن أن تصل بها إلى غير هذا, فالإبداع نسبي دائماً, ولهذا تجدون كثير من أهل العلم يقولون فيما من الله عليهم به من الفتوحات الربانية يقولون: ولم أسبق إليه في هذا.

يقول ابن العربي رحمه الله لما يورد مسألة من المسائل الفقهية النادرة من الأصولية يقول: وهذا.. أو قلت: وهذا علم ما شم المالكية رائحته, ولا تجاوز لأنه من علوم المشارق ما وصل إلى المغرب نهائياً، هو أول من أوصله، يقول: ما شم أصحابنا رائحة هذه المسألة قبلي، وإن لم تتعدى ... وخرسان؛ لأنه سبق إليها في مكان من الأماكن دون غيره, ولذلك فإن صاحب القاموس عندما ألف قاموسه هو في الواقع فيه إبداع، أنه أتى بالجديد من ناحية الترتيب والتأليف والتنسيق وغير ذلك, وقال الفيروزآبادي في مقدمة القاموس: لولا ما يمكن أن ينتقد وتمثلت بقول أديب معرة النعمان أحمد بن سليمان:

وإني وإن كنت الأخير زمانه لآت بما لم تستطعه الأوائل.

فعدل عن ذلك وامتثل بقول حبيب وهو حبيب بن أوس الطائي أبو تمام: (كم ترك الأول للآخر)، هذا فيما يتعلق بالإبداع.

ثم بعد هذا (تمام) يشير بها إلى إتمام ما سبق, فكثير من المباحث يبدأها إنسان على حسب مستواه ووقته، وتبقى محتاجةً إلى تتمه، فيأتي من بعده لا يريد إبداعاً ولكن يريد تتميماً, والمفسرون الذين تمموا له أعدلين، فقد ذكرنا أن أحد تلامذة الرازي كمل تفسيره، قد بلغ الرازي بتفسير قول الله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنَى أُوْلَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ * لا يَسْمَعُونَ حَسِيسَهَا وَهُمْ فِي مَا اشْتَهَتْ أَنفُسُهُمْ خَالِدُونَ * لا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الأَكْبَرُ وَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ هَذَا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ [الأنبياء:101-103], ومات عند تفسير هذا في وقته, كمل أحد تلاميذه تفسيره على نفس أسلوبه ومنهجه وما شرطه في كتابه.

ومثل ذلك ذكرنا عن السيوطي رحمه الله تتميمه لتفسير الجلال المحلي، ويحكى هذا عن عدد من الذين أكملوا تفاسير السابقين, لكن أبدع من أكمل الذي أكمل تفسير الرازي والسيوطي الذي أكمل تفسير الجلال المحلي، فإكمالهما جاء على نفس شرط المؤلف لو كان المؤلف حياً ما فعل إلا هذا, كما قال أبو الأعلى المودودي لما عرض عليه سيد قطب رحمه الله عرض عليه بعض كتبه خصائص التصور الإسلامي، قال: هذا الكتاب لو لم يقع في يدي مطبوعاً مكتوباً لقلت: هو من إنتاجي وقلمي، يوافق على كل ما فيه، فأسلوبه أسلوبه وأفكاره أفكاره، فجعله صورة لما في خاطره، كأنه موافق لذكره ولكلامه، وكل ما فيه مضموناً وألفاظاً وتعبيراً.

ثم بعد هذا الثالث: في التفسير والشرح المذكور في قوله: بيان، (أبدع تمام بيان)، والذين اشتغلوا بتبيين أقوال من سلف فهم المحشون وهم كثر، فمثلاً على تفسير الزمخشري الكشاف حاشية الشيخ أحمد التي بين فيها ما وقع فيها من الأخطاء تبع لمذهب المعتزلة، ومثل ذلك الحواشي على تفسير البيضاوي، ومثل ذلك حاشية سليمان الجمل على تفسير الجلالين السيوطي والمحلي، ومثل ذلك حاشية الصاوي أيضاً على تفسير الجلالين, فكثير من كتب التفسير عليها حواشي, هذه الحواشي إما أن تكون بياناً لبعض ما أجمل فيها أو ما استشكل, أو رداً على بعض الأخطاء التي فيها وتقويماً للكتاب.

بعد هذا الاختصار ومشار إليه بقوله: (لاختصارك), فكثير من المطولات تعيا دونها همم قاصديهما، فيحتاج إلى تلخيصها واختصارها, ومن أعمال المعاصرين في مجال الاختصار لكتب التفسير: مختصرات الشيخ محمد علي الصابوني لكثير من كتب الماضين, فقد اختصر تفسير الطبري، وتفسير ابن كثير، وتفسير الألوسي، وعدداً من التفاسير لخصها، في كتب مستقلة ثم جمع زبدتها في كتابه صفوة التفاسير.

وكذلك سبقه الإمام الشوكاني رحمه الله، فقد ذكرنا أن تفسيره فتح القدير إنما هو تلخيص لكتاب السيوطي وكتاب القرطبي، جمع بين التفسيرين باختصار, ومثله ما فعل صاحب النهر الماد من البحر، فقد لخص الأمور المهمة من كتاب أبي حيان في النهر الماد.

بل إن بعض المفسرين يضع تفسيراً كبيراً ثم يختصره بتفسير دونه، منهم من له تفسير كبير وتفسير صغير, لا يوجد تفسيران مطبوعان لأحد حسب علمي إلا السيوطي وله تفسير كبير هو الدور المنثور وله تفسيراً صغير هو التحبير, نعم والواحدي كذلك له الكبير والصغير الواحدي النيسابوري.

(في جمع) هذا الجمع بين ما تفرق في كتبٍ أو علوم شتى، وهو مقصد من مقاصد العقلاء في التأليف، والذين جمعوا من المفسرين ذوو عدد كـالخازن وغيره ومن الذين جمعوا فقط، السيوطي مثلاً في الدور المنثور ما ظهرت له شخصية؛ لأنه يجمع فقط ولا يحكم, فالجمع إذاً مقصد مهم لذاته؛ لأنه يغنيك عن الرجوع إلى عدد كبير من المراجع بل بعضها مفقود، وبعضها لا تصل إليه إلا بشق الأنفس, ولهذا قال ابن الجوزي في مقدمة كتابه: إنه ألفه لولده ليغنيه عن شراء الكتب الطائلة الأثمان، وعن إفساد وقته كذلك في دراسة ما لا يسمن ولا يغني من جوع، فلخص له جملة ذلك في كتابه.

كذلك قوله: (ورتب) ترتيب ما تفرق، مقصد مهم كذلك من مقاصد العقلاء في التفسير؛ لأن كثيراً من العلوم تنتشر عباراتها فيشق استحضارها واستذكارها في الذهن في انتشار العبارات, فلو وضعت في نقط مرقمة أو مرتبه لكان ذلك أسهل لحفظها وأيسر لها.

أخيراً الإصلاح: وهو قوله: (وأصلح يا أخي الخلل)، إصلاح خلل وقع فيه السابقون, وهذا ما ذكر عدد من المفسرين أنه قصده كـالقرطبي ذكر أنه قصد التخلص من الإسرائيليات، وإن كان قد نقل قليلاً منها، لكن يمكن أن يكون هذا الشرط تجدد في ذهنه، وأن يكون المواضع التي ساق فيها ضعف الإسرائيليات ألفها قبل أن يحضر في ذهنه هذا الشرط؛ لأن كثيراً من المفسرين لا يبدؤون التأليف من بداية القرآن, كما يعرض أن يفسروا من مكان معين ثم يكملون.

وقد تجدد بعد هذا بعض المقاصد منها مثلاً: نظم المنثوري، ومنها قنص الشواربي نادرة جمع الشوارد النادرة, وكذلك الضبط، والشكل لتصحيح الألفاظ، فهذه من مقاصد العقلاء في التأليف أيضاً وما ذكرها أبو هلال، وقد ذكرها الشيخ محمد علي في قصيدته التي يقرب بها شرح تلميذه محمد بن أبي مدين... في المصطلح يقول في هذه القصيدة:

يحد ذوو التأليف مقصوده حدا بسبعة أقسام يعدونها عدا

وإني أرى الشيخ الإمام محمداً يزيد كثير من يطيق له جحدا

كضبط بما عروا وإيضاح مشكلٍ ونظم لمنثور وتقييد ما ندا

فيبليه داراً في الدروس منظما وينظمه عقداً ويحكمه عقدا

وذلك أن الشيخ أطولهم يداً وأرواهم وعونا وأوراهم زندا

وأسعدهم سعداً وأوعاهم حجىً وأرحبهم باعاً وأسماهم جدا

وأمرؤهم غيثاً من الغوث ميله فلا يهلك السعدان عنه ولا صدا

فلا زال محسوداً بنصرٍ مؤيدا ولا زال باسم الناس تحمده حمدا

إذاً هذه هي المقاصد التي يقصدونها في التأليف.

بالنسبة لـمحمد بن أبي مدين رحمة الله عليه، هو محمد بن أبي مدين بن الشيخ أحمد بن سليمان الديواني، يرجع نسبه إلى أبي بكر الصديق من جهة أبيه, من جهة أمه, فأمه فاطمة ابنة الشيخ بابل بن الشيخ سدية مجدد العلم في قطر الشنقيط، وقد اعتني به من صغره فتربى تربية من نوع خاص, ودرس كثيراً من العلوم ومهر فيها، وبالأخص في علم العلل والرجال ومتون الحديث وكان ذا حافظة قوية, اشتهر بذلك من بين أقرانه وبحدته وشدته في المناظرة حتى كان الناس يلقبونه بـابن تيمية، انتشر هذا اللقب عنه.

وهو من علماء أهل الحديث بمعنى السلفيين في البلاد، في بلاد شنقيط.

قد توفي رحمه الله عن اثنتين وثمانون سنة، عام ألف وثلاثمائة وسبعة وتسعون تقريباً, قد درس على كثير من الجلة العلماء الكبار، ومنهم شيخي محمد علي بن عبد الودود وجده هو الشيخ بابل بن ..., وأبوه أبو مدين بن الشيخ أحمد، وعدد من العلماء مختلف العلوم, ترك كثيراً من المؤلفات لم يطبع منها إلا كتب يسيرة، منها كتاب: الصوارم والأسنة في الذب عن الخمسة السنة، مطبوع طباعة فيها بعض الأخطاء لكنه جمع مفيد جداً.

وكذلك كتاب آخر في أحكام الرضاع وما ينشر الحرمة منه وما لا ينشرها، وهو رحمه الله كان يميل إلى الاجتهاد المطلق لم يكن مقلداً لمذهب من المذهب على حال أهل الحديث, ولذلك كثيراً ما يخالف بعض علماء قطره، ويقع بينهم ردود وكتابات في هذا الشأن, ومن أهم مؤلفاته شرحه على ألفية العراقي في المصطلح، فقد جمع فيه كل ما وصلت إليه يده من كلام أهل المصطلح، ويثبت كلام المؤلفين من كتبهم ينقله باللفظ, فلذلك يعتبر شرحه من أحسن شروح الألفية وأوسعه وهو غير مطبوع، لكنه مصور في مجلدين لدينا، وله كتب أخرى مثل: أرجوزة له في التقيد بالسنة وعدم التقليد، وأرجوزة كذلك طويلة في أخلاق العلماء وطلاب العلم، له مؤلفات كثيرة أخرى, ويرثيه الشيخ محمد سالم حفظه الله عند موته في قصيدة يقول فيها:

إن وجدي بخاتم الحفاظ ضاق عنه مجامع الألفاظ

لست أنسى مواقف الجد منه حين يدعو الإسلام أهل الحفاظ

ينصر الحق في حشود عظام كـخطيب مفوه في عكاظ

يوثر اللين ما استقام له اللين فإن حال مال للإغلاظ

ذو وفاء وذو إباءٍ وذو علم وذو فطنة وذو استيقاظ

وسخاء بالمال والعلم والجاه وصفح عن زلة الاحفاظ

وشطاط إذا يقوم خطيباً يتحدى طبعاً حلى الحاوي

ووقار وحكمة واحتقار لغرور المستكبر الجواظ

نال من دأب جده وأبي مدين حظاً أناف فوق الأحاظ

من الخال جد أبناء في الغدر الميامين سر الاستحفاظ

شحنوا منه في مكافحة البدع عضباً على الرقاب الغلاظي

إلى آخر القصيدة، ومراثيه كثيرة فقد مات من غير مرض ومن غير ضعف أيضاً, نعم كان في قوته وشدته نعم.

وما أعرف محفوظاته بالضبط، لكنني أذكره وأنا صغير يحدث في المجالس الطويلة، يجلس ويحدث من حفظه بالمتون والأسانيد مثلاً: ساعات متوالية دون تلكئ أو دون تغيير, وقد اشتغل بالحديث واشتهر به حتى قال الشيخ محمد سالم فيه أبيات يقول فيها: في ذكر آبائه وأجداده يقول:

ففاقوا في القديم معاصريهم وفقت رجال عصرك في الحديث

اسم الحديث.

وقد ذكر عدد من المفسرين عند قول الله تعالى: وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ[آل عمران:7], خلافاً في التفسير هل المقصود بذلك ما يرجع إليه ما في القرآن من الغيبيات، مثلاً إذا جاء خبر بأن شيئاً سيقع فهيئة وقوعه وزمان ذلك ومكانه هذا هو تأويله، ولا يعلمه إلا الله, أو أن معناه وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ[آل عمران:7], أي: صرفاً متشابهاً منه عن ظاهره؛ لأن المتشابه القرآن يصون التشابه عنه بالتدريج، فيحال علم ذلك إلى الله سبحانه وتعالى.

وقد كنت قديماً في أيام الصبا حصل لدي التباس في مفهوم التأويل والتفسير، عند أول الاشتغال بالدراسة لعلم التفسير, فخاطبت الشيخ ببيتين في السؤال عن هذا, قلت فيهما:

أريد فرقاً دقيقاً بين أوله وبين فسره من شرح ذي الجولي

وهل سواء هما في قول خالقنا تأويله وكما هو ظاهر الجمل

الظاهر ما قاله الجمل.

الشيخ قال:

الأوْل كـالعود في معنىً وفي زنة والفعل كالفعل وفي وزن وفي عمل

وعدد الضعف والتأويل مصدره أي رد لفظٍ لمعنى فيه محتملي

والفسر كشف المغطى لمعنى كالتفسير فذهن فجل الفهم في المقلي

وقد يراد بلى هذا فيحسبه من ليس يعرف ردفاً فاغنى عن جدلي

أبيات هكذا، ما أحفظها... لطول الأخذ به، لكن فيها بيان الفرق بين التأويل والتفسير على هذا الوجه.

أما المقدمة التاسعة: فهي فائدته، وفائدة علم التفسير هي فائدة العلم كله؛ لأن العلم فائدته الحقيقية هي العمل, فليس العلم مقصوداً لذاته إنما يقصد للعمل به, ولهذا جاء في الأثر: أن العلم ينادي بالعمل فإن أجابه إلا ارتحل, يقول شيخي رحمه الله:

العلم من دون العبادة هباء لا يستقر فحري أن يذهب

والعلم في التمثيل مثل الشجرة أما العبادة فمثل الثمرة

ففضله من جهة وفضلها من جهة ثمرة وأصلها

ففائدة العلم العمل، وهو مرتب عليه، ولذلك قال البخاري رحمه الله في الصحيح: باب العلم قبل القول والعمل لقول الله تعالى: فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ [محمد:19], فعلم التفسير فائدته العمل المقتضي للإيمان، والعمل لآيات الأحكام، فيحكم الإنسان محكم القرآن ويؤمن بمتشابهه, ويستمد منه أسلوب حياته كلها, فإنما يستمد ذلك من القرآن فهو دستور المسلمين وهو أحدث الكتب بالله عهداً كما قال ابن عباس، ولذلك فهو مائدة الله في الأرض لا يشبع منه العلماء ولا تفنى عجائبه, فهو حبل الله المتين من تمسك به عصم، ومن تركه من جبار قصم الله ظهره.

وفيه خبرنا وخبر من قبلنا وخبر ما يأتي بعدنا، والناس محتاجون للتنوير في مثل هذا، ولا يمكن أن يعرف هذا إلا من خلال التفسير, فهذه إذاً فائدة التفسير وأهميته, وقد قال المقري رحمه الله:

وكل علم للمزية اكتسبت فالفضل من معلومه له انتسب

وهو إنما يأتي من فائدته ومعلومه, لهذا يعلم أهمية علم التفسير, وأن النبي صلى الله عليه وسلم بين أن قوماً يأتون يقرءون القرآن يحفظون حروفه ويضيعون حججه، يقرءون القرآن لا يتجاوز تراقيهم أو لا يتجاوز نحورهم, فهؤلاء حفظوا الحروف وضيعوا الحدود.

وبين كذلك أن الناس في زمان كثير علماؤه قليل قراؤه، كثير من يسأل قليل من يجيب, وسيأتي على الناس زمان يكثر فيه القراء ويقل فيه العلماء, فكل هذا يدلنا على أهمية التدبر في كتاب الله، وبالأخص أن التفسير لا يمكن أن يمتثل الإنسان ما أمره الله به من تدبر القرآن إلا بواسطته, الله تعالى يقول: لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الأَلْبَابِ [ص:29], ويقول: أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا [محمد:24], فحض على التدبر فيه، فلا يمكن أن يتم هذا إلا من خلال التفسير، هذا إذاً فائدة هذا العلم.

أما المقدمة العاشرة والأخيرة: فهي مسائله، وأصل ذلك التبويب، أي: تبويبه, والعادة أن هذه المقدمة إنما يحتاج إليها في العلوم التي لا تتقيد بشرح متنٍ, فالعلوم التي تتقيد بشرح متن معين تبويبها وتبويب ذلك المتن التي تتعلق به, فمثلاً لو بحثت عن المسائل في النحو ستقول: أولاً التمييز بين الكلمات الاسم والفعل والحرف، ثم بعد ذلك في الإعراب، ثم أوجه الإعراب وعلاماته، ثم بعد ذلك تركيب الجمل, للتفريق بين المعرفة والنكرة وأنواع المعارف، ثم تركيب الجمل، ثم ما يعرض لها من النسخ, ثم بعد ذلك الجملة الفعلية، الفاعل والنائب عن الفاعل والاشتغال والتنازع، ثم بعد ذلك الفضلات الثمانية, ثم بعد ذلك المجرورات، تبدأ بالمجرور بالحرف، ثم المجرور بالإضافة, ثم إعمال مصدر، ثم إعمال اسم المصدر, ثم إعمال الأوصاف وأنواع الأوصاف, ثم بعد هذا تكميل للتعجب مما يشيره وهو نعم وبأس وبعد هذا التوابع, ثم بعد ذلك مكمل الفضلات وهو: المنادى وما يستحق به, ثم بعد ذلك ما يتعلق بإعراب الفعل بالخصوص، والجوازم والنواصب، وأدوات الشرط غير الجازمة, ثم بعد هذا ما يكمل الكلام من الحكاية والعدد ونصبه للتمييز وجره له, ثم بعد هذا المباحث الصرفية تبدأ بما ينصرف وما لا ينصرف, ثم الجموع جموع التكسير، ثم النسب والوقف والإمالة، والتصريف والإدغام ومخارج الحروف فهذه هي مسائل النحو التي تدرس فيه.

وهذه تختلف الكتب في التقديم والتأخير بينها، لكن هذا الذي ذكرناه الآن هو فهرسة النحو التي سار عليها جمهور المؤلفين من النحويين بعد ابن مالك في عصر ابن مالك ومن دونه، أما في التفسير فلا يمكن أن نضع هذا التقسيم، لكن نقول: إن المعاني التي عليها مدار القرآن أساساً هي أركان التشريع:

أولاً: العقائد وما يتعلق بالتوحيد.

ثانياً: التشريع وما يتعلق بالأحكام.

ثالثاً: الأخلاق.

رابعاً: القصص والوعظ.

خامساً: أشراط الساعة ومشاهد القيامة وما يتعلق بذلك.

سادساً: ما ينظم حياة الناس من العلوم التي هي محل لاكتشافات ونحو هذا, وهذا منه ما يتعلق بالطبائع, ومنه ما يتعلق باللغات, ومنه ما يتعلق بالأحياء وغير ذلك مما يشمله القرآن, هذه الستة متناسبة مع عد الآي فآية القرآن ستة آلاف وزيادة قليلة مختلف في تلك الزيادة، لكن ستة آلاف هي الأصل، الزيادة قد أشرنا إليها من قبل لاختلاف العد فيها, فكل ألف تناسب معنى من هذه المعاني الست التي ذكرناها.

ويمكن أن نرتب المسائل ترتيباً آخر فنقول: إن علم التفسير ينقسم إلى مقدمات وأصل, فالمقدمات هي: ما يضعه المفسر بين يديه باشتغاله بالعلم، وهي تنقسم إلى قسمين: مقدمة كتاب, ومقدمة علم.

فمقدمة الكتاب التي يذكر فيها المؤلف شروطه في الكتاب ومنهجه فيه وسبب تأليفه له.

ومقدمة العلم: هي ما يتعلق بمصطلحات التفسير عموماً، مثل: أن يتكلم عن الحروف السبعة والخلاف فيها, يتكلم فيما يتعلق بترجمة القرآن, يتكلم في القول في القرآن في الرأي، في تفسير القرآن بالأثر ونحو هذا فهذه هي المقدمة.

ثم بعد ذلك الأصل: والأصل هو تفسير كل سورة من القرآن على حدة, وينبغي أن يبدأ تفسيرها بالربط بينها وبين سابقتها ببيان وجه المناسبة في الترتيب, ثم ببيان هل هي مكية أو مدنية وتاريخ نزولها, ثم بعد ذلك ببيان تناسب آياتها ومقاطعها, وإذا استطاع الإنسان أن يبرز محور السورة والمعنى الأهم فيها، مثلما فعل فيها سيد قطب رحمه الله, هذا مهم أيضاً, ومن السور ما يكون طويلاً يتناول محاور كثيرة كـسورة البقرة وسورة النساء وسورة المائدة, فهذه لها محاور كثيرة تشريعية وأخلاقية، وردود ومجادلات لقواعد مختلفة.

فيبين الإنسان هذه المحاور ويذكر الارتباط والمناسبة بين المقاطع, ويذكر كذلك سبب النزول إن كان للسورة سبب نزول واحد فليذكره في المقدمة, وإن كان لكل مقطع منها سبب نزول مستقل؛ ليبين ذلك عند ذلك المقطع بخصوصه، فيجعل كل مقطع بمثابة السورة كاملة.

وفي الأخير بعد أن يورد أن يصل إلى النص لا بد أن يتكلم عن الألفاظ وطرق قراءتها, وأن يبين الأوجه المتواترة في القراءة، ثم بعد ذلك ينسب هذه القراءات إلى القراء الذين اشتهرت قراءتهم لها، ويبين أوجه الاختلاف بينها هل هو مؤثر في المعنى أو غير مؤثر، وهل بعضها مفسر لبعض، ثم أوجه الإعراب في الآية كلها، وهذا ينبغي التركيز فيه على الكلمات التي تختلف الدلالة باختلاف أوجه الإعراب بها, أما ما يتعلق برفع الفاعل ونصب المفعول، هذه الأمور المعهودة معروفة لدى الناس لا ينبغي للمفسر أن تأخذ جزءً كبيراً من وقته واهتمامه, لكن ما يتعلق بالجار والمجرور ومتعلقه في المحذوف ونحو هذا من الأمور التي يركز عليها في التفسير؛ لأن بها فهم النص.

ثم بعد هذا التحليل البنيوي للألفاظ يأخذ قطعة من مثلاً آية أو آيات مقطع فيحلله تحليلاً بنيوياً، فمع كل كلمة يذكر ما يناسبها من ذلك التحليل، كل جملة يبين متعلقات الفعل بين المبتدأ والخبر، ما يتعلق بترتيبهما، لماذا اختير هذا اللفظ بالخصوص لهذا الموضع؟ ما هي الألفاظ التي كانت محتملة لأن توضع في هذا المكان وقد اختيرت هذه الألفاظ عنها؟ وجه الإعجاز في ذلك وجه البلاغة فيه؟ والتركيز على الجانب البلاغي والإعجاز التشريعي مهم جداً, وكذلك التركيز على الجوانب العلمية إن كان الإنسان أهلاً لهذا, مثلما يتعلق بالعظمة، بعظمة الله من خلال عظمة الكون وعظمة إتقان الصنعة، وما تشير إليه الآيات كثيرة في هذا الباب.

ثم بعد هذا ما يستنبط من المقطع، وليجعل ذلك آخراً وينبغي ألا ينسجه بتفسير الكلمات وتحليل البنيوي لها، بل يتوصل إليه في النهاية, والاستنباطات ينبغي أن يدرج فيها ما يؤخذ منها من الفقه والأصول والدلالات المختلفة، فيجعلها في الآخر, وينبغي له ألا يميل مع المذهب الفقهي؛ لأن ذلك يقتضي منه تعصباً، ويقتضي منه أن يحصر معنى الآية فيما ذكر، ولهذا فإن السيوطي رحمه الله كان موفقاً في كتابه الإكليل في استنباطات التنزيل، حين لم ينسب مذهباً من المذاهب إلى القائل به، يأتي بالآية يقول: قول الله تعالى كذا فيه كذا، وفيه كذا، وفيه كذا أي: أخذ منه كذا, وكذا, وكذا، سواء كان ذلك الأخذ صحيحاً أو ضعيفاً، أنا أبين لك وجه الاستنباط كيف استنبط العلماء من هذه الآية وما استنبطوا منها؟ ولذلك بالإمكان أن أتكلم في نفس الآية في موضع استنبط منه العلماء حكماً وفي الموضع الذي يليه استنبطوا حكماً مخالفاً للسابق, وحينئذٍ نبحث عن أوجه الجمع وأوجه التفريق.

ثم بعد هذا الأحسن بالمفسر أن يضع في نهاية كل مقطع ما يؤدي إلى الربط الذهني، سواء كان بأسئلة محددة عما سبق تبين مدى استيعاب الناس له، يضعها في آخر كل مقطع، أو بالتخلص للوصول إلى الموضع الذي يليه، وهذا الذي سار عليه جمهور المفسرين، يأتون في آخر الكلام مما يربطه بالموضوع الذي يليه, وأهل البلاغة يقسمون السورة في الأصل إلى ثلاثة أقسام:

القسم الأول: المقدمة. والقسم الأوسط الصلب. والقسم الآخر الخاتمة, يقول السيوطي رحمه الله:

ويطلب التأنيق في ابتداء وفي تخلص وفي انتهائي

وسور القرآن في ابتدائها وفي خلوصها وفي انتهائها

وفي انتهائها واردة أكمل وجه وأجل وكيف لا وهو كلام الله جل

ومن لها أمعن بالتأمل بان له كل خفي وجلي

وختم كتابه بهذه الخاتمة الجميلة.

بهذا نكون قد أتينا على المقدمات العشر في علم التفسير, ونصل هنا إلى أمر مهم، وهو أن الدارس لعلم التفسير غير مفسر، فالمفسر هو الذي شغلنا وأخذ جمهور وقتنا, أما الدارس فهو الطالب, والطالب لا بد أن يعرف قدره وأن يجلس دونه، رحم الله امرءً عرف قدره وجلس دونه, ومن هنا فعليه ألا يتجاوز طوره وألا يتعداه, فكيف يتم ذلك؟ إنما يتم بالانتخاب والاختيار، يختار المناسب له, وهذا الاختيار في العادة لا يكون إلى الطالب وإنما يكون لشيخه, الشيخ الذي يدرس التفسير في المسجد لا بد أن يختار لأهل مسجده الكتاب الذي يعرف أنه مناسب لمستواهم ولوقتهم، ولا يجبرهم على كتاب ليس على مستواهم أصلاً فيوقعهم في إشكالات وحرج كبير, ومن هنا فالعادة أن طلاب العلم على ثلاث مستويات:

فالمستوى الأول: المبتدئون، وهؤلاء ينبغي أن يأخذوا من التفاسير ما سهل وخف مثل تفسير الجلالين، وتفسير السعدي، وتفسير ابن جزي، وتفسير النسائي، فهذه التفاسير مختصره سهلة, وهي متكاملة فيما بينها, فمثلاً: أحسن شيئ في مقدمات التفسير ما لخصه ابن جزي في مقدمة تفسيره, وهذا يغنيهم عن الخوض في المقدمات الطويلة، مثلما ذكره ابن جرير الطبري والقرطبي في تفسيره, فالمقدمات التي ذكره ابن جزي هي فوق العشرة, ينبغي لكل مشتغل بعلم التفسير أن يثبتها في دماغه؛ لأنها تعينه كثيراً على هذا العلم, ومثل ذلك مقدمة التفسير لشيخ الإسلام ابن تيمية مقدمة في أصول التفسير، أي: ذكر فيها بعض القواعد المهمة في التفسير يفهم فيها الإنسان كثير من الأمور مثل قوله: إن التفسير السلف ليس تفسيراً لكامل المعنى وإنما هو تفسير جزئي، وهذه قاعدة ركز عليها شيخ الإسلام في هذه المقدمة, وأتى عليها بكثير من الأدلة.

قال: إن تفسير السلف هو بمثابة من قال لك: ما الخبز؟ فأخذت خبزة فرفعتها قلت: هذا الخبز, فليس معناه أنك تزعم أن ما في الدنيا من الخبز محصوراً بما في يدك, بل المعنى أنك تريد أن تفهمه وقد فهمه الخبز بمجرد رؤيته، وهذا مثل الذي لا يعرف لغة العرب فسألك ما التمر؟ فأخذت تمرة فرفعتها قلت: هذا التمر، يفهم بهذا التمر، وليس معناه أنك أنت تقصد انحصار التمر فيما رفعته, ولذلك فقول عائشة رضي الله عنها في تفسير قول الله تعالى: وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ [فصلت:33], هو المؤذن هذا تفسير جزئي، ولا تقصد به أن هذا معنى الآية مطلقاً, معناه من هؤلاء المؤذن فهم يدعون إلى الله ويقولون: أحسن القول وهو دعا إلى الله حيث قال: حي على الصلاة، حي على الفلاح, (وعمل صالحاً) حين كبر: الله أكبر، الله أكبر, وقال إنني من المسلمين: حين قال: أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً رسول الله, فالمؤذن فعلاً دعا إلى الله وعمل صالحاً وقال إنني من المسلمين, لكن لا يقتضي هذا انحصار معنى الآية في هذا المثال.

المستوى الثاني: هو المستوى المتوسط بعد أن يقرأ الإنسان هذه الكتب مختصراً ملخصاً لا بد أن يتجاوز هذا الحد ويصل إلى الحد الأوسط، وهذا يحصل فيه تفسير الشوكاني فتح القدير، وإذا جمع الإنسان معه تفسير ابن كثير، ونحو ذلك فهذا مفيد له, ولو ضم إلى ذلك أيضاً تفسير البيضاوي أو أبى السعود فإن ذلك مما ينفعه كثيراً, وهذه المرتبة يقصد بها زيادة الاستيعاب وفهم توجهات المفسرين ومدارسهم المختلفة, وكذلك تحفيز الهمم للازدياد من العلم.

المرحلة الأخيرة: وهي التي يكون الإنسان فيها مستعداً للتأليف في التفسير, هذه يركز فيها الإنسان على تفسير الطبري، وتفسير القرطبي، وتفسير ابن عطية، وتفسير أبي حيان، فهذه الكتب الجامعة الكبرى، وهذا المستوى الأعلى في التفسير, وإذا كان الإنسان يريد أن يهذب لسانه وأقواله فليختر مع هذه بعض كتب المتأخرين لأسلوبهم السهل، مثل كتاب الشيخ محمد طاهر بن عاشور التحرير والتنوير, فأسلوبه أسلوب عصري رصين وهو ميسر وسهل.

وإذا أراد كذلك أن يجعل نفسه مستوعباً للجانب الفكري في القرآن فلا غنى به عن كتاب في ظلال القرآن لـسيد قطب رحمه الله, والذي يريد أن يجعل مقدمات للسور كما ذكرنا أنه ينبغي أن يكون من شأن المفسر دائماً, لا بد أن يرجع إلى هذا الكتاب، لا غنى به عنه، فإذاً هذه هي المستويات الثلاث المعتاد في التفسير.

وأقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم.

الكلام على تفسير الثعالبي

السؤال: [ما حال تفسير الثعالبي؟]

الجواب: بالنسبة لتفسير الثعالبي هذا التفسير أدبي يعتني بالأسلوب؛ لأن المؤلف كذلك أديب، فهو من مشاهير الأدباء، هو مؤلف كتاب يتيمة الدهر، ومؤلف كذلك كتب كثيرة جداً من مؤلفاته الآن مطبوعة تقريباً ستة عشر كتاباً في الأدب فقط، ألفها الثعالبي مطبوعة، بالإضافة إلى أنه مؤلف أيضاً فقه اللغة، وله كتب كثيرة مطبوعة الآن في علوم شتى.

وله المثل السائر، وله أحسن ما سمعت، له النكات، وله التعميم، له كثير من الكتب المطبوعة.

...كذلك التفاسير غير هذا مثل تفسير ابن الفرس، وهو مختص بآيات الأحكام، أحكام القرآن فقط, والثعلبي تفسيره يقول شيخ الإسلام ابن تيمية: إنه بالغ فيه في تأويل الصفات حتى كاد يصل إلى مستوى الاعتزال، أنا ما قرأت كتابه هذا، وتفاسير المتقدمين لا حصر لها، أعداد هائلة جداً, مثلاً تفسير أبي الليث السمرقندي، تفسير الإمام سلطان العلماء العز بن عبد السلام، وأبي الليث تفسيره مطبوع في مجلد واحد.

وبالنسبة لتفسير سلطان العلماء مخطوط والآن يحقق في رسائل دكتوراه.

وتفسير الواحد الكبير كذلك موجود مخطوط.

كتب معاني القرآن هذه مختصة بالألفاظ مثل: غريب القرآن، معاني القرآن للفراء وغيرها هذه تعتني بالنحو والصرف.

تفاسير أصول الفقه

السؤال: [هل هناك تفسير يتعلق بأصول الفقه؟]

الجواب: ما فيه تفسير يختص بأصول الفقه فقط، لكن كتاب الفخر الرازي ذكر فيه كثيراً من المسائل الأصولية والمناورات الجدالية الأصولية, واعتنى بها في مجال الأصول، فمن أحسن الكتب هذا الكتاب، بالإضافة إلى أن القرطبي يعتني كثيراً بمسائل الأصول, وكذلك ابن العربي في أحكام القرآن، يقسم المسائل: مسائل عقدية، مسائل فقهية، ومسائل أصولية.

أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.


استمع المزيد من الشيخ محمد الحسن الددو الشنقيطي - عنوان الحلقة اسٌتمع
مقدمات في العلوم الشرعية [18] 3789 استماع
مقدمات في العلوم الشرعية [39] 3564 استماع
مقدمات في العلوم الشرعية [42] 3515 استماع
مقدمات في العلوم الشرعية [30] 3440 استماع
مقدمات في العلوم الشرعية [16] 3393 استماع
مقدمات في العلوم الشرعية [4] 3375 استماع
مقدمات في العلوم الشرعية [22] 3326 استماع
مقدمات في العلوم الشرعية [13] 3263 استماع
مقدمات في العلوم الشرعية [6] 3256 استماع
مقدمات في العلوم الشرعية [35] 3147 استماع