أصول الإيمان


الحلقة مفرغة

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه، وأصلي وأسلم على عبده نبينا ورسولنا محمد الذي بعثه الله تبارك وتعالى رحمة للعالمين، قال تعالى: وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ [الأنبياء:107].

إن رحمة الله تعالى لعبيده ببعثه هذا النبي المختار تتجلى في الدنيا وفي الآخرة، فأما رحمته تعالى لنا وللبشرية كلها في الدنيا ببعثة محمد صلى الله عليه وسلم، فهي أن منَّ علينا بهذا الدين الذي ينظم جميع شئون دنيانا، سواء في علاقتنا بعضنا ببعض، أو علاقتنا بغيرنا، أو في علاقة الفرد بالمجتمع، أو في علاقة المجتمع بالمجتمعات الأخرى، كما منَّ علينا سبحانه بأن بعث هذا النبي المختار صلى الله عليه وسلم يحمل الدين والإيمان الذي من تمسك به يشعر بالطمأنينة والسعادة، كما وعد سبحانه حينما أهبط أبانا آدم إلى الأرض وأمنا حواء، فقال سبحانه: فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدىً فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلا يَضِلُّ وَلا يَشْقَى [طه:123] وتوعد من أعرض عن هذه الهداية بالمعيشة الضنك في الدنيا والعذاب الشديد في الآخرة، فقال: وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى * قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيراً * قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى * وَكَذَلِكَ نَجْزِي مَنْ أَسْرَفَ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِآياتِ رَبِّهِ وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَشَدُّ وَأَبْقَى [طه:123-127] وواعد سبحانه المؤمنين ذكراناً كانوا أو إناثاً أنه سيهبهم الحياة السعيدة في الدنيا فقال: فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ [آل عمران:195] وفي الآية الأخرى: مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً [النحل:97].

أيها إلاخوة: إن كثيراً من النعم لا يدركها ولا يعرف قيمتها إلا من فقدها، ولو نظرنا إلى ما يتمتع به مجتمعنا -والحمد لله- من الاطمئنان والسكينة والهدوء، وقسنا ذلك بما تعانيه الأمم الأخرى، لأدركنا عظيم نعمة الله علينا بالإيمان، هذا ونحن مقصرون ومفرطون، فكيف لو استمسكنا بعروة الله الوثقى؟! وحققنا مدلول الإيمان الحقيقي؟! إذاً لعشنا عيشة كما قال عنها بعض السلف: [[ لو علم الملوك وأبناء الملوك ما نحن فيه لجالدونا عليه بالسيوف ]] إنكم تسمعون بين الفينة والفينة، بل تسمعون في اليوم الواحد أخباراً عديدة عن البلاد الأوروبية وغيرها، في أوروبا أو أمريكا أو روسيا أو سواها من بلاد العالم، التي تعيش في الجاهلية الجهلاء، والتي لم تستظل بظل الإسلام، ولم تستنر بنوره، ولم تقتبس من هدي محمد صلى الله عليه وسلم، تسمعون في اليوم الواحد أخباراً عديدة عن المآسي والمصاعب التي يعانونها، ويكفي أنهم يصدرون إحصائيات انتحار بالدقيقة أو ربما بما دون ذلك أحياناً....!

إن أي واحد منهم -نظراً لخواء قلبه وفراغ روحه وعدم شعوره بالهدف الذي خلق من أجله- يضيق من الحياة، ويتبرم منها لأدنى مشكلة يمكن أن تعرض له، وهذا وحده يكفي لنعرف عظيم نعمة الإيمان.

إن إيمان الإنسان بالله، وإيمانه بمحمد صلى الله عليه وسلم وإخوانه المرسلين، وإيمانه بالقضاء والقدر، لهو نعمة كبرى، تتجلى في الدنيا أولاً، وإذا كان هذا شيء منها فإن السعادة العظمى للمؤمن هي في الآخرة: يَوْمَئِذٍ يَصَّدَّعُونَ [الروم:43].

إذا كنا ندرك تماما أن الناس يوم القيامة ينقسمون إلى معسكرين لا ثالث لهما: إما إلى جنة، وإما إلى نار، هذا هو المصير الذي لا بد أن يصير إليه كل إنسان، وكل مؤمن بالله لا يتردد ولا يشك في هذه الحقيقة فهو يعلم أن مهر دخول الجنة، أو جواز دخول الجنة هو الإيمان بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى، ولذا فإن الله تبارك وتعالى حرّم على من لم يؤمن بمحمد صلى الله عليه وسلم -بعد أن تبلغه بعثته- حرّم عليه الجنة، فقال في الحديث الذي رواه أبو هريرة رضي الله عنه قال: قال صلى الله عليه وسلم: {والذي نفسي بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة -أي: من أمة الدعوة سواء من اليهود أو النصارى أو المشركين أو غيرهم- يهوديٌ ولا نصرانيٌ ثم لم يؤمن بالذي أرسلت به، إلا كان من أصحاب النار}.

وقد أحببت أن أبدأ كلمتي هذه بقصة أو حادثة رواها لنا الإمام مسلم في صحيحهمسلم

في صحيحهأبي هريرة

وسهل بن سعد الساعدي رضي الله عنهما: {أن النبي صلى الله عليه وسلم حين خرج إلى خيبر كان هناك رجل من المسلمين يقاتل قتالاً شديداً ويبلي بلاءً حسناً، حتى إنه لم يدع للمشركين شاذّة ولا فاذة إلا أتى عليها يضربها بسيفه، فاجتمع الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقالوا: يا رسول الله! ما أغنى عنا أحد اليوم ما أغنى عنا فلان -لم يبل أحد في الحرب والقتال مثل بلاء فلان بن فلان هذا- فقال لهم الصادق المصدوق المؤيد بالوحي من السماء: هو في النار، فاستغرب المسلمون ذلك أشد الاستغراب، وكاد بعض المسلمين أن يرتاب ويشك في الأمر -إذا كان هذا في النار فمن سيكون في الجنة إذاً- فقالوا: إنه قتل يا رسول الله كثيراً من المشركين، قال: هو إلى النار، فقال رجل منهم أنا صاحبه -يعني: أنا الذي سأتبع هذا الرجل في كل خطواته، وأعرف السر الذي من أجله حكم النبي صلى الله عليه وسلم على هذا الرجل بالنار- فصار يتبع هذا الرجل خطوة بخطوة، فجاءت إشاعة عنه أنه قتل، ووجد أنه لم يقتل، وإنما أصابته جراح شديدة، ولا يزال حياً وفيه رمق، فجزع هذا الرجل من الجراحة التي أصابته، فقام فوضع ذباب السيف في صدره فاتكأ عليه حتى خرج من ظهره، فجاء هذا الرجل يقول: يا رسول الله! أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أنك عبده ورسوله -وكان هذا الرجل من قبل يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله- ولذلك استغرب الرسول صلى الله عليه وسلم من تجديد النطق بالشهادتين، وعرف أنه لم يجدد ذلك إلا لأمر حصل أو علامة اطلع عليها تؤيد نبوة الرسول صلى الله عليه وسلم وصدقه بما جاء به، ولذلك لما قال له: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أنك رسول الله، قال له الرسول صلى الله عليه وسلم: وما ذاك؟ -ما الأمر- فقال الرجل: يا رسول الله! الرجل الذي قلت: إنه من أهل النار، ذهبت فوجدته لم يمت وإنما جرح جرحاً شديداً، فجزع فقام فاتكأ على سيفه حتى خرج من ظهره ثم مات، فقال الرسول صلى الله عليه وسلم: اذهب يا فلان -لواحد من أصحابه- فأذن في الناس أن الجنة لا يدخلها إلا نفس مسلمة وإن الله ليعز هذا الدين بالرجل الفاجر!} هكذا في رواية أبي هريرة أما في رواية سهل بن سعد فإنه صلى الله عليه وسلم قال: {إن الرجل ليعمل عمل أهل الجنة فيما يبدو للناس وهو من أهل النار، وإن الرجل ليعمل عمل أهل النار فيما يبدو للناس وهو من أهل الجنة}.

فدعونا أيها الإخوة نتأمل قليلاً في معاني الكلمات التي أمر الرسول صلى الله عليه وسلم من ينادي بها في الناس، إنه لم يأمر بالنداء بها إلا لأنها من القضايا التي يجب أن يعلمها العام والخاص، والصغير والكبير، والجديد والقديم في إسلامه.

القضية الأولى: أن الجنة لا يدخلها إلا نفس مسلمة، فمهما عمل الإنسان من الأعمال بدون إيمان بالله، فإن هذه الأعمال لا تقربه إلى الله، بل تبعده عن الله، ولا تدخله الجنة، بل تزيد من توغله في دركات النار!

انظروا -مثلاً- إلى المنافقين لقد كانوا يصلون مع الرسول صلى الله عليه وسلم ويحجون ويصومون، بل ويجاهدون معه صلى الله عليه وسلم! ومنهم من يقتل في المعركة، ومع ذلك لم تزدهم هذه الأعمال قربة من الله ولا قربة من الجنة، بل حكم الله عز وجل عليهم بأنهم أحط درجة في النار من الكفار أنفسهم ومن المشركين: إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ [النساء:145] فالكافر الحقيقي والمشرك الحقيقي هو في النار فوق المنافقين، فأعمال المنافقين التي ظاهرها أنها أعمال صالحة لم تزدهم إلا انحطاطاً وسفولاً في دركات جهنم والعياذ بالله لماذا؟ لأنها فقدت الجذر التي تمتد به في الأرض، فقدت الأصل الذي تنتسب إليه فصارت أعمالاً حابطة لا قيمة لها، فقدت الإيمان بالله.

وانظروا إلى قوله تعالى في شأن المرائين: فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ [الماعون:4] هو مصلٍ، ولذلك يتوعد بالويل وهو العذاب؛ ليس لأنه مصلٍ ولكن لأنه كما قال تعالى: الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ سَاهُونَ * الَّذِينَ هُمْ يُرَاؤُونَ * وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ [الماعون:5-7].

إذاً هذا المصلي الذي تجشم المتاعب، وقد يكون قام لصلاة الفجر -مثلاً- واغتسل بالماء البارد، ومشى في الجو البارد، وصلى مع الناس، تجشم كل هذه المتاعب، ومع ذلك كان جزاؤه أن يتوعده الله عز وجل بالويل وهو العذاب، لأنه فقد الأصل -الإيمان- الذي تنسب إليه هذه الأعمال وتكون به أعمالاً صالحة.

فالمنافقون والمراءون لم تزدهم أعمالهم -التي قصدوا بها ما عند الناس- من الله إلا بعداً، ويوم القيامة يقول الله تبارك وتعالى لهم بعد أن يثيب المؤمنين: {اذهبوا إلى الذين كنتم تراءون في الدنيا فانظروا هل تجدون عندهم جزاء} وفي الحديث القدسي الصحيح يقول الله تبارك وتعالى: {أنا أغنى الشركاء عن الشرك، من عمل عملاً أشرك معي فيه غيري تركته وشركه} وفي لفظ: {فهو للذي أشرك وأنا منه بريء} فكل عمل عمله الإنسان قصد فيه غير وجه الله، أو قصد فيه وجه الله مع أمرٍ آخر، فإن هذا العمل يكون حابطاً وهباءً منثوراً..! لا... بل لا يخرج الإنسان منه كفافاً لا له ولا عليه، بل إنه في موازين سيئاته يوم القيامة.

الطائفة المستثناة من الخسران

إن الجنة لا يدخلها إلا نفس مسلمة، ولذلك قال تعالى: إِنَّ الْأِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ ) [العصر:2] خسر مطبق في الدنيا والآخرة، ثم استثنى فقط طائفة واحدة ووصفهم بقوله: إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا [العصر:3] فهذا هو الشرط الأول، وبانتفاء هذا الشرط لا يكون لكل عمل عمله الإنسان ثمرة أو فائدة.

وهنا قد يقول قائل: إننا نجد كثيراً من الناس يقومون بأعمال صالحة تنفع الناس في الدنيا، فهذا فاجر -مثلاً- يتصدق وينفق الأموال الطائلة، ويحسن إلى اليتامى والمساكين، ويساعد المسلمين والمجاهدين وغيرهم فهل تقولون: إنَّ عمله حابط، وأنه هباء منثور، فأقول الجواب: نعم بدون تردد! إن كان قصده من هذا العمل أن يُمدح، أو يُثنى عليه، أو يُقال: إنه جواد أو إنه كريم، فإن عمله حابط، ويقلب عليه سيئات يوم القيامة، فيقول قائل: إذا كان الله لا يظلم أحداً ولا يضيع عنده شيء، ألا يجازي هذا الإنسان ولو بعض الجزاء؟!

فأقول: بلى.. إن الله لا يضيع عنده شيء مهما دق، وقد سمعتم: فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ [الزلزلة:7] مثقال ذرة، يعني الهباءة الصغيرة التي ترى في الشمس، أو الذرة النملة الصغيرة مثقال ذرة: لا يضيع عند الله خيراً أو شراً: فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ [الزلزلة:7-8] هؤلاء الذين ينفقون ويتصدقون من أجل أن يقال: إنهم أجواد كرماء، يجزيهم الله -تعالى- عن أعمالهم بالثناء الحسن في الدنيا، فيكتب اسمه في الجريدة -مثلاً- ويكتب اسمه في الإعلانات، (إن فلان بن فلان تصدق) فهذا جزاؤه من عمله؛ لأنه قصد هذا، فجازاه الله بأن كتب له ثناءً حسناً عند الناس أن فلاناً قد تصدق، وهذا هو كل حظه مما أنفق، ومثل الإنسان الذي يصلي من أجل أن يمدح ومن أجل أن يقال: إنه يصلي، فهذا جزاؤه في الدنيا عاجل غير آجل، أن يتكلم الناس عنه فيقولون: (فلان رجل صالح محافظ على الصلاة) هذا أجره وهذا جزاؤه، أما يوم القيامة فقد أخبرنا الله -جل وعلا- أن أعماله حابطة لا قيمة لها البتة، بل هي عليه -كما ذكرت -سيئات..!

إذاً: لا بد من الشرط الأول: إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا [العصر:3] قبل أن يعملوا الصالحات لا بد أن يؤمنوا، فإذا آمنوا بنوا على هذا الأصل البناء وهو العمل الصالح: وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ [العصر:3] انظر إلى هذا الرجل الذي ذكرت لكم شأنه، إنه مقاتل لا يدع شاذةً ولا فاذة، وقد أبلى البلاء الحسن حتى جرح جرحاً بليغاً في المعركة، وهذا أغلى ما يملك، ولذلك يمدح الشاعر رجلاً فيقول:

يجود بالنفس إن ظن البخيل بها والجود بالنفس أقصى غاية الجود

فيمدح رجلاً بأنه يجود بنفسه، وأغنى ما يملكه الإنسان هو نفسه، إذاً أغلى وأقوى عمل يمكن أن يعمله الإنسان هو الجهاد في سبيل الله في المعركة، قتال الكفار، ومع أن ذلك الرجل الذي قاتل قتالاً مستميتاً يكون جزاؤه أن الرسول صلى الله عليه وسلم يتوعده بالنار، لماذا؟ لأن الأصل الذي يقوم عليه هذا العمل مفقود، وهو الإيمان، فيأمر صلى الله عليه وسلم من ينادي: {إن الجنة لا يدخلها إلا نفس مسلمة} وهنا قبل أن أغادر هذه النقطة إلى النقطة الثانية، أذكركم بالحديث الصحيح الذي رواه مسلم في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه وهذا الحديث يجب أن نخاف إذا سمعناه.

أول من تسعر بهم النار

أيها الإخوة: يجب على كل مسلم يسمع هذا الحديث أن يرتعد ويخاف، لأن راويه وهو أبو هريرة، كان حين يريد أن يحدث بهذا الحديث، ينشغ ويشهق حتى يغمى عليه، ثم يفيق، ثم يغمى عليه أخرى ثم يفيق، ثم يغمى عليه ثالثة، ثم يقول هذا الحديث؛ لأنه حديث رهيب فعلاً، يقول أبو هريرة رضي الله عنه سمعت خليلي صلى الله عليه وسلم يقول: {أول من تسعر بهم النار يوم القيامة ثلاثه} اسمعوا أيها الإخوة، واحذروا أن يكون أحد منا ممن يخشى عليه أن يكون أحد هذه الأصناف الثلاثة، إنهم ليسوا ثلاثة أفراد، بل هم ثلاثة أصناف من الناس، الأول منهم: رجل قاتل في المعركة حتى قُتل، فيأتي به الله تبارك وتعالى يوم القيامة فيعرفه نعمه فيعرفها، أنه كان شجاعاً قوياً باسلاً مقداماً، فيقول الله تبارك وتعالى له: فماذا عملت فيها؟ فيقول: يا رب قاتلت فيك حتى قتلت، فيقول الله عز وجل له: كذبت! ولكنك فعلت ليقال هو جريء، وقد قيل، ثم يأمر الله عز وجل به فيسحب إلى النار، هذا الحديث -أقول لكم- في صحيح مسلم وهو من الكتب التي أجمعت الأمة على صحتها، الصنف الثاني من الناس: رجل آتاه الله مالاً في الدنيا فأنفق وتصدق، فيأتي به الله يوم القيامة فيعرفه نعمه فيعرفها، فيقول: ماذا عملت فيها؟ فيقول: يا رب أنفقت فيك وتصدقت، فيقول الله عز وجل له: كذبت! ولكنك فعلت ليقال هو جواد، فقد قيل، نصيبه من عمله أنه مدح في الدنيا بهذا العمل لا أكثر، ثم يؤمر به فيسحب إلى النار، ثم يأتي بالثالث: وهو رجل آتاه الله العلم فعِلم في الدنيا وعلَّم، فيأتي به الله تعالى يوم القيامة فيعرفه نعمه فيعرفها، فيقول له: ماذا عملت فيها؟ فيقول: تعلمت فيك العلم وعلمته، فيقول الله عز وجل له: كذبت! ولكنك تعلمت ليقال هو عالم، أو هو قارئ، فقد قيل، ثم يؤمر به فيسحب إلى النار، هؤلاء على لسان الصادق المصدوق هم أول من تسعر بهم النار، إنهم عملوا في الظاهر أعمالاً صالحة في الدنيا، إما جهاداً في سبيل الله، أو إنفاقاً، أو علماً وتعليماً، ومع ذلك هم أول من تسعر بهم النار؛ لأنهم لا يقصدون وجه الله فيما عملوا، إنما قصدوا وجه فلان وفلان من الناس، وهذا هو الشرك والعياذ بالله.

استحضار النية الصالحة في كل عمل

إني أوصي نفسي، وأوصي كل مؤمن، أن يخاف الله في نفسه، وأن يتذكر أن من واجبه أن يستحضر النية الصالحة في كل عمل يعمله، فإن النية الصالحة تجعل الأعمال العادية الدنيوية البحتة عبادات، وفقدان النية تجعل العبادات أوزاراً على ظهر الإنسان، انظروا إلى جماع الرجل لزوجته على سبيل المثال، وهو أمر من الأمور الدنيوية العادية التي ركبها الله في كل واحد من البشر، هذا العمل العادي يتحول بالنية إلى عمل يؤجر عليه الإنسان على لسان محمد صلى الله عليه وسلم، يقول في الحديث الصحيح الذي رواه مسلم أيضاً: {كل معروف صدقة، كل يوم تطلع فيه الشمس تعدل بين اثنين صدقة، وتعين الرجل في دابته وتحمله عليها -يعني الرجل الكهل الذي لا يستطيع أن يركب الدابة - أو ترفع له عليها متاعه صدقة، والكلمة الطيبة صدقة، وبكل خطوة تمشيها إلى الصلاة صدقة} { -بل- وتبسمك في وجه أخيك صدقة} الله أكبر! ابتسامة يفترُّ عنها ثغر الإنسان تكتب له حسنة؛ لأنه أدخل بها السرور إلى قلب أخيه المسلم {وتفرغ من دلوك في دلو أخيك صدقة، وفي بضع أحدكم صدقة، قالوا: يا رسول الله! أيأتي أحدنا شهوته وله فيها أجر؟! قال صلى الله عليه وسلم: أرأيتم لو وضعها في الحرام أيكون عليه وزر؟ قال: كذلك إذا وضعها في الحلال كان له أجر} إذاً القضية الأولى: النية الصالحة وبها تتحول الأعمال الدنيوية العادية إلى عبادات يثاب عليها الإنسان، وبفقدها تتحول العبادات إلى أوزار يبوء بإثمها العبد يوم القيامة، ولذلك قال بعضهم: (الموفقون من الناس عاداتهم عبادات، والمحرومون من الناس عباداتهم عادات).

قد ينصر الله الدين بالرجل الفاجر

القضية الثانية التي أراد منا الرسول صلى الله عليه وسلم أن نفقهها بهذه المناسبة هي قوله صلى الله عليه وسلم: {وإن الله ليعز هذا الدين بالرجل الفاجر} وهذا يعني إما أن هذا الرجل كان مشركاً منافقاً فيكون معنى الفجور هنا الكفر والعياذ بالله ويكون المعنى أن الرجل الفاجر قد ينفع الله به الدين، كمثل المقاتل في المعركة يقاتل رياء أو سمعة أو حمية أو طلباً للغنيمة، فينصر الله به المسلمين وإن كان آثماً لعمله ذلك، فهذا الاحتمال الأول: أن يكون الرجل منافقاً، الاحتمال الثاني: أن يكون الرجل فاسقاً غير منافق، ويكون ذنبه وجرمه أنه قتل نفسه.

قاتل النفس ليس مرتداً

قتل النفس وهو ما يعرف بالانتحار، جريمة كبرى، وكبيرة من الكبائر، وخطيئة من الخطايا، لكن مما لا شك فيه أن قاتل نفسه لا يحكم عليه بالكفر المخرج من الملة والخلود في النار، والله أعلم والدليل على ذلك:-

أولاً: قوله تعالى: إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ [النساء:48] وأما الدليل الخاص في هذه المسألة فهو ما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أن الطفيل بن عمرو الدوسي هاجر هو ورجل من قومه إلى المدينة، فكأن هذا الرجل المرافق للطفيل بن عمرو الدوسي رضي الله عنه لما سكن المدينة اجتواها واستوخمها، وأصابه شيء من حمَّاها، فضاق به المقام فيها، فقام هذا الرجل إلى مشاقص كانت عنده- وهي السهام العريضة - فقطع بها براجمة -والبراجم هي: المفاصل في كل أصبع- فصار دمه ينـزف حتى مات، فلما نام الطفيل بن عمرو في تلك الليلة رآه في المنام في هيئة حسنة، وقد غطى يديه بثوبه، انظروا إلى هذا العجب هذه الرؤية العجيبة؛ رآه في المنام في هيئة حسنة وقد غطى يديه بثوبه، فقال: ما صنع الله بك؟ قال غفر الله لي بهجرتي إلى نبيه صلى الله عليه وسلم قال: فما شأن يديك؟ لماذا أنت مغطٍ يديك؟ قال: قيل لي: لن نصلح منك ما أفسدت من نفسك، فلما أصبح الطفيل، قام إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقص عليه هذه الرؤيا العجيبة، فقال الرسول صلى الله عليه وسلم: {اللهم وليديه فاغفر} فالشاهد من هذا الحديث أولا: هذه الرؤيا وهي رؤيا حق، وقد رأى الطفيل هذا الرجل في هيئة حسنة مع أنه قتل نفسه، وقد يقول قائل: إن الرؤيا لا يثبت بها حكم شرعي، وهذا صحيح.

الرؤيا لا يثبت بها حكم شرعي، لكن الرسول صلى الله عليه وسلم أقر هذه الرؤيا حين سمعها، بل وزاد عليها أنه دعا لذلك الرجل بالمغفرة، فقال: {وليديه فاغفر} الشاهد من ذلك: أن قاتل نفسه لا يُحكم عليه بالردة عن الإسلام فيما أعلم، بل هو كمن قتل غيره من المسلمين يُحكم عليه بأنه ارتكب جرماً عظيماً وموبقة من الموبقات وكبيرة من كبائر الذنوب، وإن استحل هذا العمل فهو كافر، أما إن فعل وندم على ما فعل قبل أن تخرج روحه، فهذه والله أعلم نوع من التوبة ويرجى لمثله أن يتوب الله عليه، وإن عذبه فمصيره -إن شاء الله- إلى المغفرة.

فيحتمل أن يكون هذا الرجل الذي قتل نفسه في معركة خيبر ليس كافراً، وإنما هو مسلم غلبته الجراح فقتل نفسه، فحكم عليه الرسول صلى الله عليه وسلم بأنه في النار، يعني أنه سيعذب في النار بهذه الخطيئة التي ارتكبها، ولا يلزم من ذلك أن يكون خالداً مخلداً في نار جهنم خلود الكفار والمشركين هذا فيما يتعلق بالرواية الأولى وهي قوله صلى الله عليه وسلم: {إن الجنة لا يدخلها إلا نفس مسلمة وإن الله يعز هذا الدين بالرجل الفاجر}.

إن الجنة لا يدخلها إلا نفس مسلمة، ولذلك قال تعالى: إِنَّ الْأِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ ) [العصر:2] خسر مطبق في الدنيا والآخرة، ثم استثنى فقط طائفة واحدة ووصفهم بقوله: إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا [العصر:3] فهذا هو الشرط الأول، وبانتفاء هذا الشرط لا يكون لكل عمل عمله الإنسان ثمرة أو فائدة.

وهنا قد يقول قائل: إننا نجد كثيراً من الناس يقومون بأعمال صالحة تنفع الناس في الدنيا، فهذا فاجر -مثلاً- يتصدق وينفق الأموال الطائلة، ويحسن إلى اليتامى والمساكين، ويساعد المسلمين والمجاهدين وغيرهم فهل تقولون: إنَّ عمله حابط، وأنه هباء منثور، فأقول الجواب: نعم بدون تردد! إن كان قصده من هذا العمل أن يُمدح، أو يُثنى عليه، أو يُقال: إنه جواد أو إنه كريم، فإن عمله حابط، ويقلب عليه سيئات يوم القيامة، فيقول قائل: إذا كان الله لا يظلم أحداً ولا يضيع عنده شيء، ألا يجازي هذا الإنسان ولو بعض الجزاء؟!

فأقول: بلى.. إن الله لا يضيع عنده شيء مهما دق، وقد سمعتم: فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ [الزلزلة:7] مثقال ذرة، يعني الهباءة الصغيرة التي ترى في الشمس، أو الذرة النملة الصغيرة مثقال ذرة: لا يضيع عند الله خيراً أو شراً: فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ [الزلزلة:7-8] هؤلاء الذين ينفقون ويتصدقون من أجل أن يقال: إنهم أجواد كرماء، يجزيهم الله -تعالى- عن أعمالهم بالثناء الحسن في الدنيا، فيكتب اسمه في الجريدة -مثلاً- ويكتب اسمه في الإعلانات، (إن فلان بن فلان تصدق) فهذا جزاؤه من عمله؛ لأنه قصد هذا، فجازاه الله بأن كتب له ثناءً حسناً عند الناس أن فلاناً قد تصدق، وهذا هو كل حظه مما أنفق، ومثل الإنسان الذي يصلي من أجل أن يمدح ومن أجل أن يقال: إنه يصلي، فهذا جزاؤه في الدنيا عاجل غير آجل، أن يتكلم الناس عنه فيقولون: (فلان رجل صالح محافظ على الصلاة) هذا أجره وهذا جزاؤه، أما يوم القيامة فقد أخبرنا الله -جل وعلا- أن أعماله حابطة لا قيمة لها البتة، بل هي عليه -كما ذكرت -سيئات..!

إذاً: لا بد من الشرط الأول: إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا [العصر:3] قبل أن يعملوا الصالحات لا بد أن يؤمنوا، فإذا آمنوا بنوا على هذا الأصل البناء وهو العمل الصالح: وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ [العصر:3] انظر إلى هذا الرجل الذي ذكرت لكم شأنه، إنه مقاتل لا يدع شاذةً ولا فاذة، وقد أبلى البلاء الحسن حتى جرح جرحاً بليغاً في المعركة، وهذا أغلى ما يملك، ولذلك يمدح الشاعر رجلاً فيقول:

يجود بالنفس إن ظن البخيل بها والجود بالنفس أقصى غاية الجود

فيمدح رجلاً بأنه يجود بنفسه، وأغنى ما يملكه الإنسان هو نفسه، إذاً أغلى وأقوى عمل يمكن أن يعمله الإنسان هو الجهاد في سبيل الله في المعركة، قتال الكفار، ومع أن ذلك الرجل الذي قاتل قتالاً مستميتاً يكون جزاؤه أن الرسول صلى الله عليه وسلم يتوعده بالنار، لماذا؟ لأن الأصل الذي يقوم عليه هذا العمل مفقود، وهو الإيمان، فيأمر صلى الله عليه وسلم من ينادي: {إن الجنة لا يدخلها إلا نفس مسلمة} وهنا قبل أن أغادر هذه النقطة إلى النقطة الثانية، أذكركم بالحديث الصحيح الذي رواه مسلم في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه وهذا الحديث يجب أن نخاف إذا سمعناه.

أيها الإخوة: يجب على كل مسلم يسمع هذا الحديث أن يرتعد ويخاف، لأن راويه وهو أبو هريرة، كان حين يريد أن يحدث بهذا الحديث، ينشغ ويشهق حتى يغمى عليه، ثم يفيق، ثم يغمى عليه أخرى ثم يفيق، ثم يغمى عليه ثالثة، ثم يقول هذا الحديث؛ لأنه حديث رهيب فعلاً، يقول أبو هريرة رضي الله عنه سمعت خليلي صلى الله عليه وسلم يقول: {أول من تسعر بهم النار يوم القيامة ثلاثه} اسمعوا أيها الإخوة، واحذروا أن يكون أحد منا ممن يخشى عليه أن يكون أحد هذه الأصناف الثلاثة، إنهم ليسوا ثلاثة أفراد، بل هم ثلاثة أصناف من الناس، الأول منهم: رجل قاتل في المعركة حتى قُتل، فيأتي به الله تبارك وتعالى يوم القيامة فيعرفه نعمه فيعرفها، أنه كان شجاعاً قوياً باسلاً مقداماً، فيقول الله تبارك وتعالى له: فماذا عملت فيها؟ فيقول: يا رب قاتلت فيك حتى قتلت، فيقول الله عز وجل له: كذبت! ولكنك فعلت ليقال هو جريء، وقد قيل، ثم يأمر الله عز وجل به فيسحب إلى النار، هذا الحديث -أقول لكم- في صحيح مسلم وهو من الكتب التي أجمعت الأمة على صحتها، الصنف الثاني من الناس: رجل آتاه الله مالاً في الدنيا فأنفق وتصدق، فيأتي به الله يوم القيامة فيعرفه نعمه فيعرفها، فيقول: ماذا عملت فيها؟ فيقول: يا رب أنفقت فيك وتصدقت، فيقول الله عز وجل له: كذبت! ولكنك فعلت ليقال هو جواد، فقد قيل، نصيبه من عمله أنه مدح في الدنيا بهذا العمل لا أكثر، ثم يؤمر به فيسحب إلى النار، ثم يأتي بالثالث: وهو رجل آتاه الله العلم فعِلم في الدنيا وعلَّم، فيأتي به الله تعالى يوم القيامة فيعرفه نعمه فيعرفها، فيقول له: ماذا عملت فيها؟ فيقول: تعلمت فيك العلم وعلمته، فيقول الله عز وجل له: كذبت! ولكنك تعلمت ليقال هو عالم، أو هو قارئ، فقد قيل، ثم يؤمر به فيسحب إلى النار، هؤلاء على لسان الصادق المصدوق هم أول من تسعر بهم النار، إنهم عملوا في الظاهر أعمالاً صالحة في الدنيا، إما جهاداً في سبيل الله، أو إنفاقاً، أو علماً وتعليماً، ومع ذلك هم أول من تسعر بهم النار؛ لأنهم لا يقصدون وجه الله فيما عملوا، إنما قصدوا وجه فلان وفلان من الناس، وهذا هو الشرك والعياذ بالله.

إني أوصي نفسي، وأوصي كل مؤمن، أن يخاف الله في نفسه، وأن يتذكر أن من واجبه أن يستحضر النية الصالحة في كل عمل يعمله، فإن النية الصالحة تجعل الأعمال العادية الدنيوية البحتة عبادات، وفقدان النية تجعل العبادات أوزاراً على ظهر الإنسان، انظروا إلى جماع الرجل لزوجته على سبيل المثال، وهو أمر من الأمور الدنيوية العادية التي ركبها الله في كل واحد من البشر، هذا العمل العادي يتحول بالنية إلى عمل يؤجر عليه الإنسان على لسان محمد صلى الله عليه وسلم، يقول في الحديث الصحيح الذي رواه مسلم أيضاً: {كل معروف صدقة، كل يوم تطلع فيه الشمس تعدل بين اثنين صدقة، وتعين الرجل في دابته وتحمله عليها -يعني الرجل الكهل الذي لا يستطيع أن يركب الدابة - أو ترفع له عليها متاعه صدقة، والكلمة الطيبة صدقة، وبكل خطوة تمشيها إلى الصلاة صدقة} { -بل- وتبسمك في وجه أخيك صدقة} الله أكبر! ابتسامة يفترُّ عنها ثغر الإنسان تكتب له حسنة؛ لأنه أدخل بها السرور إلى قلب أخيه المسلم {وتفرغ من دلوك في دلو أخيك صدقة، وفي بضع أحدكم صدقة، قالوا: يا رسول الله! أيأتي أحدنا شهوته وله فيها أجر؟! قال صلى الله عليه وسلم: أرأيتم لو وضعها في الحرام أيكون عليه وزر؟ قال: كذلك إذا وضعها في الحلال كان له أجر} إذاً القضية الأولى: النية الصالحة وبها تتحول الأعمال الدنيوية العادية إلى عبادات يثاب عليها الإنسان، وبفقدها تتحول العبادات إلى أوزار يبوء بإثمها العبد يوم القيامة، ولذلك قال بعضهم: (الموفقون من الناس عاداتهم عبادات، والمحرومون من الناس عباداتهم عادات).


استمع المزيد من الشيخ سلمان العودة - عنوان الحلقة اسٌتمع
أحاديث موضوعة متداولة 5137 استماع
حديث الهجرة 5016 استماع
تلك الرسل 4156 استماع
الصومال الجريح 4147 استماع
مصير المترفين 4124 استماع
تعرف على الله في الرخاء يعرفك في الشدة 4053 استماع
وقفات مع سورة ق 3978 استماع
مقياس الربح والخسارة 3931 استماع
نظرة في مستقبل الدعوة الإسلامية 3873 استماع
العالم الشرعي بين الواقع والمثال 3834 استماع