عنوان الفتوى : سؤال الملكين في القبر لمن يكون؟
من هو الكافر الذي ستسأله ملائكة القبر عن الله، وعن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وهو لا يعرف كيف يرد. هل هو غير المؤمن بالله، أو أي أحد عنده ذنوب؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن سؤال الملكين في القبر لمن شاء الله من أهل القبلة، وللمنافق، محل اتفاق. وأما الكافر الجاحد فقد اختلف في سؤاله في القبر.
قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري: والأحاديث الناصة على أن الكافر يسأل، مرفوعة مع كثرة طرقها الصحيحة، فهي أولى بالقبول. وجزم الترمذي الحكيم بأن الكافر يسأل..... لأن السؤال يختص بمن شأنه أن يفتن.
وقد مال ابن عبد البر إلى الأول. وقال: الآثار تدل على أن الفتنة لمن كان منسوبا إلى أهل القبلة. وأما الكافر الجاحد فلا يسأل عن دينه.
وتعقبه ابن القيم في كتاب الروح، وقال: في الكتاب والسنة دليل على أن السؤال للكافر والمسلم، قال الله تعالى: يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة ويضل الله الظالمين. وفي حديث أنس في البخاري: وأما المنافق والكافر. بواو العطف. وفي حديث أبي سعيد: فإن كان مؤمنا. فذكره، وفيه: وإن كان كافرا. وفي حديث البراء: وإن الكافر إذا كان في انقطاع من الدنيا، فذكره. وفيه: فيأتيه منكر ونكير. الحديث أخرجه أحمد هكذا. اهـ.
وتراجع لمزيد من الفائدة، الفتاوى: 57747، 97384 ، 145163
والله أعلم.