الكذب لجلب النفع أو دفع الضر
مدة
قراءة المادة :
دقيقتان
.
من الكذبالإخبار عن الشيء بخلاف ما هو عليه متعمِّدًا
وذلك لجلب نفع، أو دفع ضر
مثال للكذب من أجل دفع الضر ما أخرجه البخاري من حديث ابن عمر رضي الله عنه قال:
"إن اليهود جاؤوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذكروا له أن رجلاً منهم وامرأة زنَيَا، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما تجدون في التوراة في شأن الرجم؟))، فقالوا: نفضحهم ويُجْلَدون، فقال عبدالله بن سلاَم: كذبتم، إن فيها الرجم، فَأَتَوْا بالتوراة فنشروها، فوضع أحدهم يده على آية الرجم، فقرأ ما قبلها وما بعدها، فقال له عبدالله بن سلام: ارفع يدك، فرفع يده؛ فإذا فيها آية الرجم، فقالوا: صدق يا محمدُ، فيها آية الرجم، فأمر بهما رسول الله صلى الله عليه وسلم فرُجِمَا، قال عبدالله بن عمر: فرأيت الرجل يَجْنَأُ[1]على المرأة يقيها الحجارة".
مثال للكذب من أجل جلب نفع:
ما أخرجه البخاري ومسلم من حديث ثابت بن الضَّحَّاك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((ليس على رجل نذرٌ فيما لا يملك، ولَعْنُ المؤمن كقتله، ومَن قتل نفسه بشيء في الدنيا؛ عُذِّبَ به يوم القيامة، ومَن ادَّعَى دَعْوَى كاذبة[2] ليتكثر بها، لم يزده الله إلا قلة، ومَن حلف على يمين صَبْرٍ فاجرة[3])).
[1] يجنأ: أي يميل.
[2] دعوى كاذبة: يعني باطلة.
[3] اليمين الصَبْر الفاجرة: هي التي ألزم بها الحالف عند حاكم ونحوه، والفاجرة بمعنى الكاذبة، وفي الحديث إيجاز بالحذف يدل عليه ما قبله؛ إذ التقدير: "ومَن حلف...
فهو مثله".