التكافل في الإسلام


الحلقة مفرغة

بسم الله الرحمن الرحيم.

الحمد لله رب العالمين، وأصلي وأسلم على من بعث رحمة للعالمين، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهديه واستن بسنته إلى يوم الدين.

أما بعد:

خطر الظلم وعاقبته

فإن الله تعالى حرم الظلم على نفسه وجعله محرماً بين عباده، وفي ذلك يقول جل جلاله: وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ[فصلت:46]، ويقول رسوله صلى الله عليه وسلم فيما يروي عنه في الحديث القدسي الصحيح: ( يا عبادي! إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرماً فلا تظالموا )، وقد حذر رسول الله صلى الله عليه وسلم من الظلم وبين عاقبة أمر الظالمين؛ فعاقبة أمرهم هي الخسران المبين كما قال الله تعالى: وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ[الشعراء:227]، وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( إياكم والظلم فإن الظلم ظلمات يوم القيامة ).

فالظلم ظلمات يوم القيامة بين يدي الإنسان، وهو أحوج ما يكون إلى النور في ذلك اليوم عندما تنسد الأبواب أمامه، وينصب الجسر على متن جهنم، وهو أرق من الشعر، وأحد من السيف، وعليه كلاليب كشوك السعدان، يتفاوت الناس عليه بحسب أعمالهم؛ فمنهم من يمر كالبرق الخاطف، ومنهم من يمر كالريح المرسلة، ومنهم من يمر كأجاويد الخيل والإبل، ومنهم من يمر كالرجل يشتد عدواً، ومنهم من يزحف على مقعدته؛ فناج مسلم ومخدوش مرسل ومكردس على وجهه في نار جهنم.

في ذلك الوقت يحتاج الناس إلى النور حاجة شديدة، ولكن الظلم يكون ظلمة في وجوه أصحابه، وقد وصف الله حالهم بقوله: أَوْ كَصَيِّبٍ مِنَ السَّمَاءِ فِيهِ ظُلُمَاتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ يَجْعَلُونَ أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ مِنَ الصَّوَاعِقِ حَذَرَ المَوْتِ وَاللهُ مُحِيطٌ بِالْكَافِرِينَ * يَكَادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصَارَهُمْ كُلَّمَا أَضَاءَ لَهمْ مَشَوْا فِيهِ وَإِذَا أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ قَامُوا[البقرة:19-20]، فهذا الحال لا يرضاه المؤمن لنفسه، وقد حذره منه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد أعذر من أنذر، وقد أنذرنا الله بمحمد صلى الله عليه وسلم وأقام علينا الحجة به جميعاً.

فعلينا جميعاً أن يتذكر حال الظالمين يوم القيامة، وأن نحذر من الظلم بكل أنواع وشتى ضروبه وأقسامه، ولنتذكر ما أخرج البخاري و مسلم في الصحيحين عن أبي مسعود البدري رضي الله عنه قال: ( كنت أجلد غلاماً لي في الطريق، فإذا صوت من ورائي يقول: اعلم أبا مسعود ! فنظرت فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فإذا هو يقول: اعلم أبا مسعود ! أن الله أقدر عليك منك على هذا الغلام؛ فقلت: يا رسول الله! هو حر لوجه الله؛ قال: أما إنك لو لم تفعل للفحتك النار ).

فليتذكر كل من زينت له نفسه الظلم والانتقام أن الله تعالى أقدر عليه منه على من يريد ظلمه، وعلينا جميعاً أن نحذر وبال الظلم ونتائجه التي تتعدى أصحابه؛ فإن شؤمه يصل إلى الشعوب كلها؛ فما من شعب يشيع فيه الظلم إلا عوقب بعقوبة عامة، والعقوبات العامة هي من أمر الله تعالى وكيده لا ترد بالحيلة.

الابتعاد عن الظلم سبب للأمن

فلذلك لا بد أن نعلم أن من الأمن والأمان والرخاء الابتعاد عن الظلم؛ فهو سبب لكل ذلك، وقد أمرنا الله سبحانه وتعالى بالعدل في كل الشئون وحض عليه في كل الأمور، وبه قامت السموات والأرض.

والعدل يقتضي الصدق في حال الغضب وفي حال الرضا، قال الله تعالى: وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللهَ[المائدة:8]، وقال تعالى: وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ أَنْ صَدُّوكُمْ عَنِ المَسْجِدِ الْحَرَامِ أَنْ تَعْتَدُوا وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللهَ[المائدة:2]، وقال تعالى: وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ[النحل:126].

فالعدل مطلوب من الإنسان في خاصة نفسه، وفي شهادته على أهله، ومطلوب من كل من تولى أمراً من أمور هذه الأمة في رعيته، وهو أمانة يخاطب عنها الإنسان، ويسأل عنها بين يدي الله تعالى في اليوم الذي لا ينفع فيه مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.

ولذلك فإن ترك العدل في أية رعية يتولاها الإنسان تكون سبباً لسخط الله سبحانه وتعالى؛ لأنه ما من راع إلا والله تعالى هو الذي استرعاه على رعيته، وهو سائله عنها، كما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته )، وقد صح في الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( ما من راع يتولى أمر اثنين من أمتي يموت يوم يموت وهو غاش لرعيته إلا حرم الله عليه الجنة )؛ فلا بد من الحذر من الظلم، ولا بد من الحرص على العدل في الأقوال والأفعال، ولا بد من إشاعة هذا المفهوم وإطلاقه في الناس جميعاً.

فإن الله تعالى حرم الظلم على نفسه وجعله محرماً بين عباده، وفي ذلك يقول جل جلاله: وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ[فصلت:46]، ويقول رسوله صلى الله عليه وسلم فيما يروي عنه في الحديث القدسي الصحيح: ( يا عبادي! إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرماً فلا تظالموا )، وقد حذر رسول الله صلى الله عليه وسلم من الظلم وبين عاقبة أمر الظالمين؛ فعاقبة أمرهم هي الخسران المبين كما قال الله تعالى: وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ[الشعراء:227]، وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( إياكم والظلم فإن الظلم ظلمات يوم القيامة ).

فالظلم ظلمات يوم القيامة بين يدي الإنسان، وهو أحوج ما يكون إلى النور في ذلك اليوم عندما تنسد الأبواب أمامه، وينصب الجسر على متن جهنم، وهو أرق من الشعر، وأحد من السيف، وعليه كلاليب كشوك السعدان، يتفاوت الناس عليه بحسب أعمالهم؛ فمنهم من يمر كالبرق الخاطف، ومنهم من يمر كالريح المرسلة، ومنهم من يمر كأجاويد الخيل والإبل، ومنهم من يمر كالرجل يشتد عدواً، ومنهم من يزحف على مقعدته؛ فناج مسلم ومخدوش مرسل ومكردس على وجهه في نار جهنم.

في ذلك الوقت يحتاج الناس إلى النور حاجة شديدة، ولكن الظلم يكون ظلمة في وجوه أصحابه، وقد وصف الله حالهم بقوله: أَوْ كَصَيِّبٍ مِنَ السَّمَاءِ فِيهِ ظُلُمَاتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ يَجْعَلُونَ أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ مِنَ الصَّوَاعِقِ حَذَرَ المَوْتِ وَاللهُ مُحِيطٌ بِالْكَافِرِينَ * يَكَادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصَارَهُمْ كُلَّمَا أَضَاءَ لَهمْ مَشَوْا فِيهِ وَإِذَا أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ قَامُوا[البقرة:19-20]، فهذا الحال لا يرضاه المؤمن لنفسه، وقد حذره منه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد أعذر من أنذر، وقد أنذرنا الله بمحمد صلى الله عليه وسلم وأقام علينا الحجة به جميعاً.

فعلينا جميعاً أن يتذكر حال الظالمين يوم القيامة، وأن نحذر من الظلم بكل أنواع وشتى ضروبه وأقسامه، ولنتذكر ما أخرج البخاري و مسلم في الصحيحين عن أبي مسعود البدري رضي الله عنه قال: ( كنت أجلد غلاماً لي في الطريق، فإذا صوت من ورائي يقول: اعلم أبا مسعود ! فنظرت فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فإذا هو يقول: اعلم أبا مسعود ! أن الله أقدر عليك منك على هذا الغلام؛ فقلت: يا رسول الله! هو حر لوجه الله؛ قال: أما إنك لو لم تفعل للفحتك النار ).

فليتذكر كل من زينت له نفسه الظلم والانتقام أن الله تعالى أقدر عليه منه على من يريد ظلمه، وعلينا جميعاً أن نحذر وبال الظلم ونتائجه التي تتعدى أصحابه؛ فإن شؤمه يصل إلى الشعوب كلها؛ فما من شعب يشيع فيه الظلم إلا عوقب بعقوبة عامة، والعقوبات العامة هي من أمر الله تعالى وكيده لا ترد بالحيلة.

فلذلك لا بد أن نعلم أن من الأمن والأمان والرخاء الابتعاد عن الظلم؛ فهو سبب لكل ذلك، وقد أمرنا الله سبحانه وتعالى بالعدل في كل الشئون وحض عليه في كل الأمور، وبه قامت السموات والأرض.

والعدل يقتضي الصدق في حال الغضب وفي حال الرضا، قال الله تعالى: وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللهَ[المائدة:8]، وقال تعالى: وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ أَنْ صَدُّوكُمْ عَنِ المَسْجِدِ الْحَرَامِ أَنْ تَعْتَدُوا وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللهَ[المائدة:2]، وقال تعالى: وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ[النحل:126].

فالعدل مطلوب من الإنسان في خاصة نفسه، وفي شهادته على أهله، ومطلوب من كل من تولى أمراً من أمور هذه الأمة في رعيته، وهو أمانة يخاطب عنها الإنسان، ويسأل عنها بين يدي الله تعالى في اليوم الذي لا ينفع فيه مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.

ولذلك فإن ترك العدل في أية رعية يتولاها الإنسان تكون سبباً لسخط الله سبحانه وتعالى؛ لأنه ما من راع إلا والله تعالى هو الذي استرعاه على رعيته، وهو سائله عنها، كما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته )، وقد صح في الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( ما من راع يتولى أمر اثنين من أمتي يموت يوم يموت وهو غاش لرعيته إلا حرم الله عليه الجنة )؛ فلا بد من الحذر من الظلم، ولا بد من الحرص على العدل في الأقوال والأفعال، ولا بد من إشاعة هذا المفهوم وإطلاقه في الناس جميعاً.

وكذلك لا بد من الحذر من الفتن؛ فإنها مضلة وإنها سبب لانتشار الفوضى والأخلال بشئون الناس، ولا يمكن أن يكون مخلص راغباً في إحياء الفتنة ولا إيقاظها وهي نائمة، والفتن شر للناس لأنها تأكل الأخضر اليابس، وتصيب البريء كما تصيب المشبوه، فلا بد من الحذر منها، والحرص على إطفائها، والابتعاد عنها بالكلية، وقد حذر منها رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين ضررها وأثرها.

وقد أخرج البخاري في الصحيح أن سفيان بن عيينة رحمه الله تعالى كان يقول: كان يعجبهم أن ينشدوا في الفتنة:

والحرب أول ما تكون فتية تسعى بزينتها لكل جهول

حتى إذا حميت وشب ضرامها عادت عجوزاً غير ذات حليل

شمطاء جزت رأسها وتنكرت مكروهة للشم والتقبيل

فلذلك لا بد من الحذر من الفتن قبل نشأتها، ومن الابتعاد عنها، وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم فتناً ستقع في هذه الأمة، وبين أن ( القاعد فيها خير من القائم، وأن القائم فيها خير من الماشي )، وهذا تحذير بليغ من رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقتضي من المؤمن أن يكف شره وأذاه عن الناس، وأن يحرص على ألا يشارك في إثارة الفتنة مهما كانت، وأن يحرص على الابتعاد بنفسه إذا خشي أن تصل إليه الفتنة؛ فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( لا يزال المسلم في فسحة من دينه ما لم يصب دماً حراماً ).

إن فتن آخر الزمان آتية لا محالة فلا يمكن أن تستمر أمور الناس على ما يحبون، بل لا بد أن تكثر الفتن قبل خروج المسيح الدجال ؛ فهو الفتنة الكبرى، ما بين خلق آدم وقيام الساعة فتنة أعظم من فتنة المسيح الدجال ( وما من نبي إلا وقد أنذره قومه، وإن نوحاً أنذره قومه وهو أول الرسل إلى أهل الأرض، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: وإني أنذركموه ).

أسباب الفتن

فلذلك علينا جميعاً أن نبتعد عن الفتن وأن نحذر من أسبابها، وأن نعلم أن أسباب الفتن كثيرة، فمنها:

المشي بالنميمة، وقد حرمه الله تعالى في كتابه، وبين ضرره، وقال فيه النبي صلى الله عليه وسلم: ( لا يدخل الجنة قتات )، وكذلك منها التجسس، وقد حرمه الله في كتابه، ونهى عنه رسوله صلى الله عليه وسلم وبين ضرره وأثره.

ومنها الكذب واختلاق الأقوال، وقد حذر الله من ذلك فقال: وَيْلَكُمْ لا تَفْتَرُوا عَلَى اللهِ كَذِبًا فَيُسْحِتَكُمْ بِعَذَابٍ وَقَدْ خَابَ مَنِ افْتَرَى[طه:61]، وحذر منه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ( إياكم والكذب فإن الكذب يهدي إلى الفجور وإن الفجور يهدي إلى النار، ولا يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذاباً، وإن الصدق يهدي إلى البر وإن البر يهدي إلى الجنة، ولا يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقاً ).

ومنها الغل والحسد، وقد حذر الله من ذلك في كتابه، وحذر منه رسوله صلى الله عليه وسلم، فبين الله تعالى في كتابه أنه من وصف اليهود عليهم لعائن الله، وهو لا يضر المحسود وإنما يضر الحاسد يتقد قلبه بنعم الله التي لا يستطيع إحصاءها ولا توقيفها.

ومما يثير الفتن عدم التثبت في نقل الأخبار؛ فقد قال الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ * وَاعْلَمُوا أَنَّ فِيكُمْ رَسُولَ اللهِ لَوْ يُطِيعُكُمْ فِي كَثِيرٍ مِنَ الأَمْرِ لَعَنِتُّمْ وَلَكِنَّ اللهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ أُوْلَئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ * فَضْلًا مِنَ اللهِ وَنِعْمَةً[الحجرات:6-8].

ومن الأسباب المثيرة للفتن الطمع؛ فإن الطمع في ما عند المخلوقين سبب للكذب وسبب لقول الزور وسبب لشهادة الزور، وهو سبب للفتن كلها، ولا خير في الطمع؛ فإنما هو غشاوة تصيب الإنسان من الافتقار إلى المخلوق ولا يكون ذلك إلا عندما يزهد فيما عند الخالق فيطرده الخالق عن بابه؛ فيسلطه على نفسه فيذل للمخلوقين على طمع في ما في أيديهم، ويكون ذلك سبباً لإثارة الفتن والمشكلات.

فلذلك علينا جميعاً أن نبتعد عن الفتن وأن نحذر من أسبابها، وأن نعلم أن أسباب الفتن كثيرة، فمنها:

المشي بالنميمة، وقد حرمه الله تعالى في كتابه، وبين ضرره، وقال فيه النبي صلى الله عليه وسلم: ( لا يدخل الجنة قتات )، وكذلك منها التجسس، وقد حرمه الله في كتابه، ونهى عنه رسوله صلى الله عليه وسلم وبين ضرره وأثره.

ومنها الكذب واختلاق الأقوال، وقد حذر الله من ذلك فقال: وَيْلَكُمْ لا تَفْتَرُوا عَلَى اللهِ كَذِبًا فَيُسْحِتَكُمْ بِعَذَابٍ وَقَدْ خَابَ مَنِ افْتَرَى[طه:61]، وحذر منه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ( إياكم والكذب فإن الكذب يهدي إلى الفجور وإن الفجور يهدي إلى النار، ولا يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذاباً، وإن الصدق يهدي إلى البر وإن البر يهدي إلى الجنة، ولا يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقاً ).

ومنها الغل والحسد، وقد حذر الله من ذلك في كتابه، وحذر منه رسوله صلى الله عليه وسلم، فبين الله تعالى في كتابه أنه من وصف اليهود عليهم لعائن الله، وهو لا يضر المحسود وإنما يضر الحاسد يتقد قلبه بنعم الله التي لا يستطيع إحصاءها ولا توقيفها.

ومما يثير الفتن عدم التثبت في نقل الأخبار؛ فقد قال الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ * وَاعْلَمُوا أَنَّ فِيكُمْ رَسُولَ اللهِ لَوْ يُطِيعُكُمْ فِي كَثِيرٍ مِنَ الأَمْرِ لَعَنِتُّمْ وَلَكِنَّ اللهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ أُوْلَئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ * فَضْلًا مِنَ اللهِ وَنِعْمَةً[الحجرات:6-8].

ومن الأسباب المثيرة للفتن الطمع؛ فإن الطمع في ما عند المخلوقين سبب للكذب وسبب لقول الزور وسبب لشهادة الزور، وهو سبب للفتن كلها، ولا خير في الطمع؛ فإنما هو غشاوة تصيب الإنسان من الافتقار إلى المخلوق ولا يكون ذلك إلا عندما يزهد فيما عند الخالق فيطرده الخالق عن بابه؛ فيسلطه على نفسه فيذل للمخلوقين على طمع في ما في أيديهم، ويكون ذلك سبباً لإثارة الفتن والمشكلات.


استمع المزيد من الشيخ محمد الحسن الددو الشنقيطي - عنوان الحلقة اسٌتمع
خطورة المتاجرة بكلمة الحق 4810 استماع
بشائر النصر 4287 استماع
أسئلة عامة [2] 4131 استماع
المسؤولية في الإسلام 4057 استماع
كيف نستقبل رمضان [1] 3997 استماع
نواقض الإيمان [2] 3946 استماع
عداوة الشيطان 3932 استماع
اللغة العربية 3930 استماع
المسابقة إلى الخيرات 3906 استماع
القضاء في الإسلام 3896 استماع