خطب ومحاضرات
دروس في العقيدة [15]
الحلقة مفرغة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد:
فقد سبق الكلام على التوحيد وما يناقضه وينافيه، وينافي كماله، وعرفنا أن التوحيد يناقضه وينافيه الشرك والكفر، والشرك يتنوع إلى أنواع، كما أن الكفر يتنوع إلى أنواع، فالشرك نوعان: أكبر وأصغر، والكفر نوعان: أكبر وأصغر.
وكذلك الظلم نوعان: ظلم أكبر، وظلم أصغر، وكذلك الفسق يتنوع إلى نوعين: فسق أكبر وفسق أصغر، وكذلك النفاق نوعان: نفاق أكبر ونفاق أصغر.
الظلم وأنواعه
الأول: ظلم أكبر، وهو الشرك والكفر، قال الله تعالى: إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ [لقمان:13]، فجعل الشرك ظلماً، فهذا ظلم أكبر يخرج من الملة، وقال سبحانه: وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ [البقرة:254]، فالكفر ظلم أكبر يخرج من الملة، ويوجب الخلود في النار، ويحبط جميع الأعمال ولا يغفره الله إلا بالتوبة منه، وقال تعالى: فَإِنْ فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِنَ الظَّالِمِينَ [يونس:106] أي: من المشركين.
والنوع الثاني: ظلم أصغر، وهو ظلم الإنسان نفسه بالمعاصي، فهذا تحت مشيئة الله، ولا يحبط الأعمال ولا يخرج من الملة ولا يوجب الخلود في النار، وهذا كقوله سبحانه وتعالى بعد أن ذكر النكاح والرجعة والخلع والطلاق: وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ [البقرة:229]، فجعل من تعدى حدوده في النكاح والطلاق والرجعة والخلع ظالماً.
ومثله قوله تعالى عن الأبوين -آدم وحواء-: رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ [الأعراف:23]، فالأكل من الشجرة معصية وهي ظلم.
ومثله قوله تعالى عن موسى عليه الصلاة والسلام: رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ [القصص:16] أي: غفر له المعصية.
ومثله خبر الله تعالى عن يونس أنه قال وهو في بطن الحوت: لا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ [الأنبياء:87] فظلم نفسه، فهذا ظلم المعصية.
الفسق وأنواعه
الأول: فسق أكبر، وهو فسق كفري، وهذا يخرج من الملة، ولا يغفره الله إلا بالتوبة منه، ويحبط جميع الأعمال، ويخلد صاحبه في النار، ومثال ذلك قول الله تعالى: وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلَّا الْفَاسِقِينَ * الَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ أُوْلَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ * كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ [البقرة:26-28]، فجعل الفسق كفراً بالله، فهذا فسق الكفر.
ومثاله أيضاً قول الله تعالى: وَلَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَمَا يَكْفُرُ بِهَا إِلَّا الْفَاسِقُونَ [البقرة:99]، أي: فسوق كفر، ومثاله أيضاً قول الله تعالى: وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ [الكهف:50] أي: فسق فسقاً كفر أخرجه من الملة، وهو كفر الإباء والاستكبار والعياذ بالله.
والنوع الثاني: فسق أصغر، وهو فسق المعاصي، وهذا لا يوجب الخلود في النار، ولا يخرج من الملة، ولا يحبط الأعمال، ويكون صاحبه إذا مات عليه من غير توبة تحت مشيئة الله، ومثاله قول الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا [الحجرات:6] أي: فسق بكذبه في الخبر.
ومثله قوله سبحانه: فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلا رَفَثَ وَلا فُسُوقَ وَلا جِدَالَ فِي الْحَجِّ [البقرة:197] يعني: لا فسوق بمعصية في الحج.
ومثله قوله تعالى: وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ [النور:4] أي: فسوق معصية لا يخرج من الملة.
الجهل وأنواعه
الأول: جهل أكبر، وهو جهل الكفر، وهذا لا يغفره الله إلا بالتوبة منه، ويخرج من الملة، ويحبط الأعمال، ويخلد صاحبه في النار، والعياذ بالله، ومثاله قول الله تعالى: خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ [الأعراف:199] أي: الجاهلين جهل كفر، وهو مثل قوله تعالى: فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ [الحجر:94].
وهذه الآية مثل قوله تعالى: فَاصْفَحْ عَنْهُمْ وَقُلْ سَلامٌ [الزخرف:89]، أي: اصفح عن المشركين، وهذا قبل أن يؤمر بالجهاد عليه الصلاة والسلام.
والثاني: جهل أصغر، وهو جهل المعصية، مثل قوله تعالى: إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ [النساء:17]، فكل من عصى الله فهو جاهل ولو كان عالماً بالمعصية.
النفاق وأنواعه
فالنفاق الأكبر: لا يغفره الله إلا بالتوبة منه، ويخرج من ملة الإسلام، ويحبط جميع الأعمال، ويوجب لصاحبه الخلود في النار في دركها الأسفل تحت اليهود والنصارى والوثنيين، قال الله تعالى: إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا [النساء:145].
والنفاق الأكبر: هو أن يظهر الإنسان إيمانه بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر، وهو في الباطن منصرف من ذلك كله، فلا يؤمن بالله في الباطن، ولا بالملائكة ولا بالكتب ولا بالرسل ولا باليوم الآخر ولا بالقدر، ولا يؤمن بالقرآن وأن الله تكلم به، وأن الله أنزله هداية للناس، وشفاء لما في الصدور، وأن الله أنزله للإنذار والبشارة، ففيه بشارة المؤمنين وإنذار لبأس الله وعقابه.
والنوع الثاني: نفاق أصغر، وهذا النفاق الأصغر تحت مشيئة الله، وقد يكون معصية من المعاصي، وقد يغفره الله، ولا يخرج من ملة الإسلام، ولا يحبط الأعمال، ولا يوجب الخلود في النار.
والفرق بين النوعين: أن النفاق الأكبر يكون في القلب، والنفاق الأصغر يكون في العمل، فالنفاق الأكبر لا يغفره الله إلا بالتوبة منه، فمن مات على ذلك فهو كافر مشرك لا يغفر له، وهو خارج من ملة الإسلام، وأعماله كلها حابطة، وهو من المخلدين في النار في دركها الأسفل، نسأل الله السلامة والعافية.
وهو أن يكون للإنسان باطن وظاهر، فباطنه الكفر وظاهره الإسلام، ففي الظاهر يصلي مع الناس ويصوم ويحج ويجاهد ويتصدق، وقد يتكلم بكلام طيب نفاقاً، ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، لكنه في الباطن كاذب، وقلبه غير منقاد، وإن صدق وعرف الحق لكنه ليس مقراً ولا معتقداً به.
صور من الكفر الأكبر
النوع الأول: تكذيب الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، أو تكذيب أحدهما.
الثاني: تكذيب بعض ما جاء عن الله، أو بعض ما جاء عن رسول الله، ومن أدلة ذلك قول الله تعالى: وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ [المائدة:10]، وقال تعالى: يَا بَنِي آدَمَ إِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي فَمَنِ اتَّقَى وَأَصْلَحَ فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ [الأعراف:35]، وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ [البقرة:39].
الثالث: بغض الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، أو بغض أحدهما.
الرابع: بغض شيء مما جاء عن الله أو عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فهذه أربعة، وإن شئت جعلتها ثمانية فقلت.
أولاً: تكذيب الله تعالى.
ثانياً: تكذيب الرسول صلى الله عليه وسلم.
ثالثاً: تكذيب بعض ما جاء عن الله.
رابعاً: تكذيب بعض ما جاء عن رسول الله.
خامساً: بغض الله.
سادساً: بعض رسول الله.
سابعاً: بغض شيء مما جاء عن الله.
ثامناً: بغض شيء مما جاء عن رسول الله.
تاسعاً: المسرة بانخفاض دين الرسول صلى الله عليه وسلم، أي: السرور والمحبة لضعف الإسلام والمسلمين، فإذا ضعف المسلمون وانخفض دين الإسلام فرح المنافق واستبشر وسره ذلك.
عاشراً: الكراهية لانتصار دين الرسول صلى الله عليه وسلم، فالمنافق يكون عنده كراهية وأسف إذا انتصر دين الرسول صلى الله عليه وسلم أو انتصر الإسلام والمسلمون، فإذا انتصر الإسلام والمسلمون كره ذلك وساءه ذلك، فهذا منافق في الدرك الأسفل من النار، نعوذ بالله.
الحادي عشر: اعتقاد عدم وجوب تصديق الرسول صلى الله عليه وسلم في أخباره، أي: يعتقد أنه لا يجب تصديق الرسول صلى الله عليه وسلم في أخباره، أو يعتقد أنه لا يجب تصديق الله ولا تصديق رسوله صلى الله عليه وسلم في الأخبار التي جاءت في القرآن وفي السنة، فيقول: يجوز أن تصدق خبر الله ورسوله صلى الله عليه وسلم لكنه ليس بواجب، أي: إن شئت فصدق، وإن شئت فلا تصدق، فأنت بالخيار، إن شئت أن تصدق خبر الله وخبر رسوله فافعل، وإن شئت أن تصدق كلام المنجمين أو غيرهم فافعل، فهذا نفاق، فلابد من أن يعتقد وجوب تصديق الله والرسول صلى الله عليه وسلم في أخبارهما.
الثاني عشر: اعتقاد عدم وجوب طاعة الله وطاعة الرسول صلى الله عليه وسلم، أي أنه تجوز طاعة الله ورسوله، لكنها ليست واجبة، فهذا نفاق.
الثالث عشر: أن يطلب العلم بالله من غير أخبار الله ورسوله، فيطلب معرفة الله بأسمائه وصفاته عن طريق الفلاسفة، أو يطلبها عن طريق التقليد.
الرابع عشر: أن يطلب العمل لله من غير أمر الله وأمر رسوله صلى الله عليه وسلم، ويعمل لله ويتقرب إلى الله، لكن من غير أوامر الله وأوامر رسوله، بل من طريق الوجد أو الذوق أو القياس أو التقليد، فهذا نفاق.
فالظلم نوعان:
الأول: ظلم أكبر، وهو الشرك والكفر، قال الله تعالى: إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ [لقمان:13]، فجعل الشرك ظلماً، فهذا ظلم أكبر يخرج من الملة، وقال سبحانه: وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ [البقرة:254]، فالكفر ظلم أكبر يخرج من الملة، ويوجب الخلود في النار، ويحبط جميع الأعمال ولا يغفره الله إلا بالتوبة منه، وقال تعالى: فَإِنْ فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِنَ الظَّالِمِينَ [يونس:106] أي: من المشركين.
والنوع الثاني: ظلم أصغر، وهو ظلم الإنسان نفسه بالمعاصي، فهذا تحت مشيئة الله، ولا يحبط الأعمال ولا يخرج من الملة ولا يوجب الخلود في النار، وهذا كقوله سبحانه وتعالى بعد أن ذكر النكاح والرجعة والخلع والطلاق: وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ [البقرة:229]، فجعل من تعدى حدوده في النكاح والطلاق والرجعة والخلع ظالماً.
ومثله قوله تعالى عن الأبوين -آدم وحواء-: رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ [الأعراف:23]، فالأكل من الشجرة معصية وهي ظلم.
ومثله قوله تعالى عن موسى عليه الصلاة والسلام: رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ [القصص:16] أي: غفر له المعصية.
ومثله خبر الله تعالى عن يونس أنه قال وهو في بطن الحوت: لا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ [الأنبياء:87] فظلم نفسه، فهذا ظلم المعصية.
وكذلك الفسق ينقسم إلى قسمين:
الأول: فسق أكبر، وهو فسق كفري، وهذا يخرج من الملة، ولا يغفره الله إلا بالتوبة منه، ويحبط جميع الأعمال، ويخلد صاحبه في النار، ومثال ذلك قول الله تعالى: وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلَّا الْفَاسِقِينَ * الَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ أُوْلَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ * كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ [البقرة:26-28]، فجعل الفسق كفراً بالله، فهذا فسق الكفر.
ومثاله أيضاً قول الله تعالى: وَلَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَمَا يَكْفُرُ بِهَا إِلَّا الْفَاسِقُونَ [البقرة:99]، أي: فسوق كفر، ومثاله أيضاً قول الله تعالى: وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ [الكهف:50] أي: فسق فسقاً كفر أخرجه من الملة، وهو كفر الإباء والاستكبار والعياذ بالله.
والنوع الثاني: فسق أصغر، وهو فسق المعاصي، وهذا لا يوجب الخلود في النار، ولا يخرج من الملة، ولا يحبط الأعمال، ويكون صاحبه إذا مات عليه من غير توبة تحت مشيئة الله، ومثاله قول الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا [الحجرات:6] أي: فسق بكذبه في الخبر.
ومثله قوله سبحانه: فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلا رَفَثَ وَلا فُسُوقَ وَلا جِدَالَ فِي الْحَجِّ [البقرة:197] يعني: لا فسوق بمعصية في الحج.
ومثله قوله تعالى: وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ [النور:4] أي: فسوق معصية لا يخرج من الملة.
وكذلك الجهل ينقسم إلى قسمين:
الأول: جهل أكبر، وهو جهل الكفر، وهذا لا يغفره الله إلا بالتوبة منه، ويخرج من الملة، ويحبط الأعمال، ويخلد صاحبه في النار، والعياذ بالله، ومثاله قول الله تعالى: خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ [الأعراف:199] أي: الجاهلين جهل كفر، وهو مثل قوله تعالى: فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ [الحجر:94].
وهذه الآية مثل قوله تعالى: فَاصْفَحْ عَنْهُمْ وَقُلْ سَلامٌ [الزخرف:89]، أي: اصفح عن المشركين، وهذا قبل أن يؤمر بالجهاد عليه الصلاة والسلام.
والثاني: جهل أصغر، وهو جهل المعصية، مثل قوله تعالى: إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ [النساء:17]، فكل من عصى الله فهو جاهل ولو كان عالماً بالمعصية.
استمع المزيد من الشيخ عبد العزيز بن عبد الله الراجحي - عنوان الحلقة | اسٌتمع |
---|---|
دروس في العقيدة [12] | 2283 استماع |
دروس في العقيدة [9] | 2217 استماع |
دروس في العقيدة [2] | 2128 استماع |
دروس في العقيدة [11] | 2047 استماع |
دروس في العقيدة [18] | 1875 استماع |
دروس في العقيدة [17] | 1827 استماع |
دروس في العقيدة ]16[ | 1666 استماع |
دروس في العقيدة [10] | 1436 استماع |
دروس في العقيدة [4] | 1377 استماع |
دروس في العقيدة [14] | 1346 استماع |