خطب ومحاضرات
شرح سنن ابن ماجه المقدمة [10]
الحلقة مفرغة
شرح حديث: (لمناديل سعد بن معاذ في الجنة خير من هذا)
حدثنا هناد بن السري قال: حدثنا أبو الأحوص عن أبي إسحاق عن البراء بن عازب رضي الله عنه قال: (أهدي لرسول الله صلى الله عليه وسلم سرقة من حرير، فجعل القوم يتداولونها بينهم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أتعجبون من هذا؟ فقالوا له: نعم يا رسول الله! قال: والذي نفسي بيده! لمناديل
هذا الحديث رواه الشيخان: البخاري ومسلم رحمة الله عليهما، وهو حديث فيه بيان فضيلة سعد بن معاذ رضي الله عنه.
قوله: (أهدي للنبي صلى الله عليه وسلم سرقة) يعني: قطعة من قماش من حرير، قال: (فجعل الصحابة يتداولونها -ويعجبون من لينها- فقال: أتعجبون من هذه؟ لمناديل سعد بن معاذ في الجنة خير من هذه) والمناديل يمسح بها العرق فمناديله التي يمسح بها العرق في الجنة خير من هذه السرقة التي من الحرير.
وفيه الشهادة له رضي الله عنه وأرضاه بالجنة، وهو الذي اهتز له عرش الرحمن، وهو الذي حكم في بني قريظة: بأن تقتل مقاتلتهم، وتسبى ذراريهم ونساؤهم، وهو سيد الأوس رضي الله عنه وأرضاه.
قال المؤلف رحمه الله تعالى: [ حدثنا علي بن محمد قال: حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (اهتز عرش الله عز وجل لموت
وهذا رواه الشيخان وفيه فضل سعد بن معاذ ، وقوله: (وعرش الرحمن اهتز طرباً وفرحاً)، فيه نظر، وبعضهم قال: (اهتز حزناً) والحزن أقرب من الفرح، يعني: لمكانته وعظم شأنه عند الله عز وجل اهتز عرش الرحمن لموته رضي الله عنه وأرضاه.
و سعد بن معاذ شهد له النبي صلى الله عليه وسلم بالجنة من غير العشرة، وكذا بلال شهد له بالجنة وهو من غير العشرة، كما قال (... سمعت خشخشة نعليك في الجنة)، وعبد الله بن عمر كذلك مشهود له بالجنة، وكذلك عكاشة بن محصن ، وغيرهم من الصحابة كثير.
والعشرة لهم ميزة خاصة حيث شهد لهم بأعيانهم، وسردوا في حديث واحد، أما غيرهم فذكروا في أحاديث وأوقات أخرى.
قال المؤلف رحمه الله تعالى: [ فضل سعد بن معاذ رضي الله عنه:
حدثنا هناد بن السري قال: حدثنا أبو الأحوص عن أبي إسحاق عن البراء بن عازب رضي الله عنه قال: (أهدي لرسول الله صلى الله عليه وسلم سرقة من حرير، فجعل القوم يتداولونها بينهم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أتعجبون من هذا؟ فقالوا له: نعم يا رسول الله! قال: والذي نفسي بيده! لمناديل
هذا الحديث رواه الشيخان: البخاري ومسلم رحمة الله عليهما، وهو حديث فيه بيان فضيلة سعد بن معاذ رضي الله عنه.
قوله: (أهدي للنبي صلى الله عليه وسلم سرقة) يعني: قطعة من قماش من حرير، قال: (فجعل الصحابة يتداولونها -ويعجبون من لينها- فقال: أتعجبون من هذه؟ لمناديل سعد بن معاذ في الجنة خير من هذه) والمناديل يمسح بها العرق فمناديله التي يمسح بها العرق في الجنة خير من هذه السرقة التي من الحرير.
وفيه الشهادة له رضي الله عنه وأرضاه بالجنة، وهو الذي اهتز له عرش الرحمن، وهو الذي حكم في بني قريظة: بأن تقتل مقاتلتهم، وتسبى ذراريهم ونساؤهم، وهو سيد الأوس رضي الله عنه وأرضاه.
قال المؤلف رحمه الله تعالى: [ حدثنا علي بن محمد قال: حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (اهتز عرش الله عز وجل لموت
وهذا رواه الشيخان وفيه فضل سعد بن معاذ ، وقوله: (وعرش الرحمن اهتز طرباً وفرحاً)، فيه نظر، وبعضهم قال: (اهتز حزناً) والحزن أقرب من الفرح، يعني: لمكانته وعظم شأنه عند الله عز وجل اهتز عرش الرحمن لموته رضي الله عنه وأرضاه.
و سعد بن معاذ شهد له النبي صلى الله عليه وسلم بالجنة من غير العشرة، وكذا بلال شهد له بالجنة وهو من غير العشرة، كما قال (... سمعت خشخشة نعليك في الجنة)، وعبد الله بن عمر كذلك مشهود له بالجنة، وكذلك عكاشة بن محصن ، وغيرهم من الصحابة كثير.
والعشرة لهم ميزة خاصة حيث شهد لهم بأعيانهم، وسردوا في حديث واحد، أما غيرهم فذكروا في أحاديث وأوقات أخرى.
شرح حديث جرير: (ما حجبني رسول الله منذ أسلمت...)
حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير حدثنا عبد الله بن إدريس عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم عن جرير بن عبد الله البجلي رضي الله عنه قال: (ما حجبني رسول الله صلى الله عليه وسلم منذ أسلمت، ولا رآني إلا تبسم في وجهي، ولقد شكوت إليه أني لا أثبت على الخيل، فضرب بيده في صدري وقال: اللهم ثبته واجعله هادياً مهدياً) ].
رواه الشيخان في فضل جرير بن عبد الله البجلي رضي الله عنه، وفيه حسن خلق النبي صلى الله عليه وسلم، ومراعاته لأحوال الصحابة، فإن جرير بن عبد الله كان سيداً، والنبي صلى الله عليه وسلم ما حجبه، يعني: كان يستأذن عليه فيأذن له، فما حجبه رسول الله صلى الله عليه وسلم منذ أسلم، ولا رآه إلا تبسم في وجهه، وشكا إلى النبي صلى الله عليه وسلم أنه لا يقف على الخيل، فضرب النبي صلى الله عليه وسلم في صدره وقال: (اللهم ثبته واجعله هادياً مهدياً).
فجعل يرتفع على الخيل، وهذا فيه علم من أعلام النبوة، وهذا من دلائل نبوة النبي صلى الله عليه وسلم.
و جرير رضي الله عنه هو الذي أحرق صنم ذي الخلصة، وهو صنم كانت تعبده دوس، وهو الذي بايعه النبي صلى الله عليه وسلم على الشهادتين، قال: (بايعني الرسول صلى الله عليه وسلم على شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، والنصح لكل مسلم)، وقد اعتنى بهذه البيعة، فلما مات المغيرة بن شعبة وكان أمير الكوفة خطب الناس ونصحهم ووعظهم، فقال لهم: (اثبتوا حتى يأتيكم أمير)، ويعتبر هذا من النصيحة التي بايعه عليها النبي صلى الله عليه وسلم.
قال المؤلف رحمه الله تعالى: [ فضل جرير بن عبد الله البجلي رضي الله عنه:
حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير حدثنا عبد الله بن إدريس عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم عن جرير بن عبد الله البجلي رضي الله عنه قال: (ما حجبني رسول الله صلى الله عليه وسلم منذ أسلمت، ولا رآني إلا تبسم في وجهي، ولقد شكوت إليه أني لا أثبت على الخيل، فضرب بيده في صدري وقال: اللهم ثبته واجعله هادياً مهدياً) ].
رواه الشيخان في فضل جرير بن عبد الله البجلي رضي الله عنه، وفيه حسن خلق النبي صلى الله عليه وسلم، ومراعاته لأحوال الصحابة، فإن جرير بن عبد الله كان سيداً، والنبي صلى الله عليه وسلم ما حجبه، يعني: كان يستأذن عليه فيأذن له، فما حجبه رسول الله صلى الله عليه وسلم منذ أسلم، ولا رآه إلا تبسم في وجهه، وشكا إلى النبي صلى الله عليه وسلم أنه لا يقف على الخيل، فضرب النبي صلى الله عليه وسلم في صدره وقال: (اللهم ثبته واجعله هادياً مهدياً).
فجعل يرتفع على الخيل، وهذا فيه علم من أعلام النبوة، وهذا من دلائل نبوة النبي صلى الله عليه وسلم.
و جرير رضي الله عنه هو الذي أحرق صنم ذي الخلصة، وهو صنم كانت تعبده دوس، وهو الذي بايعه النبي صلى الله عليه وسلم على الشهادتين، قال: (بايعني الرسول صلى الله عليه وسلم على شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، والنصح لكل مسلم)، وقد اعتنى بهذه البيعة، فلما مات المغيرة بن شعبة وكان أمير الكوفة خطب الناس ونصحهم ووعظهم، فقال لهم: (اثبتوا حتى يأتيكم أمير)، ويعتبر هذا من النصيحة التي بايعه عليها النبي صلى الله عليه وسلم.
شرح حديث فضل من شهد بدراً من الصحابة والملائكة
حدثنا علي بن محمد وأبو كريب قالا: حدثنا وكيع قال: حدثنا سفيان عن يحيى بن سعيد عن عباية بن رفاعة عن جده رافع بن خديج قال: (جاء جبريل عليه السلام أو ملك إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ما تعدون من شهد بدراً فيكم؟ قالوا: خيارنا، قال: كذلك هم عندنا خيار الملائكة) ].
فهذا الباب ذكره المؤلف رحمه الله لبيان الأحاديث الواردة في فضل أهل بدر، وهم المجاهدون من الصحابة رضوان الله عليهم، الذين حضروا أول مشهد كان للنبي صلى الله عليه وسلم وهو غزوة بدر، وهي الفاصلة بين الإيمان والكفر، وبدر مكان بين مكة والمدينة، وهي الآن بلد تسمى ببدر، وفيها حصلت الواقعة والغزوة بين حزب الله وأوليائه نبي الله وأصحابه، وبين كفار قريش، فهزم الله كفار قريش، وقتل صناديدهم، وقتل منهم سبعون وأسر سبعون، وفرق الله فيها بين الحق والباطل، وسماها الله يوم الفرقان فقال: يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ [الأنفال:41].
وفي هذا الحديث بيان فضل الصحابة الذين حضروا هذه الغزوة، وأنهم من أفضل الناس، ولهذا قال جبريل للنبي صلى الله عليه وسلم: (ما تعدون أهل بدر فيكم؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: خيارنا) يعني: من أفضل الناس ومن أفضل الصحابة، فقال جبريل: (وكذلك من شهد بدراً من الملائكة)، وهذا فيه دليل على أن الملائكة شهدوا بدراً وقاتلوا، وهذا دل عليه القرآن الكريم، كما في قوله عز وجل: إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ مُرْدِفِينَ [الأنفال:9].
ذكر الله تعالى هذا في سورة آل عمران وفي سورة الأنفال، فالملائكة قاتلوا مع المؤمنين، والملائكة الذين حضروا لهم مزية فضل على غيرهم، كما أن الصحابة الذين شهدوا بدراً لهم مزية، ولهذا قال جبريل للنبي صلى الله عليه وسلم: (ما تعدون من شهد بدراً فيكم؟ قالوا: خيارنا، قال: كذلك هم عندنا خيار الملائكة). يعني: أنهم خيار، وفي اللفظ الآخر: (أنهم أفضل الملائكة).
والحديث فيه أن الله تعالى أمد المؤمنين بألف من الملائكة، كما قال تعالى: بَلَى إِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا وَيَأْتُوكُمْ مِنْ فَوْرِهِمْ هَذَا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُمْ بِخَمْسَةِ آلافٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ مُسَوِّمِينَ [آل عمران:125].
فمد الله المؤمنين بالملائكة يقاتلون معهم ويؤيدونهم، يزلزلون الكفار وينشرون الرعب في قلوبهم.
شرح حديث: (لا تسبوا أصحابي..)
وهذا فيه فضل الصحابة المتقدمين.
وهذا الحديث له سبب، وهو أنه كان بين خالد بن الوليد رضي الله عنه وعبد الرحمن بن عوف شيء من سوء التفاهم، فكأن خالداً تكلم على عبد الرحمن بن عوف ، فالنبي صلى الله عليه وسلم خاطب خالداً ومن كان مثله من الذين تأخرت صحبتهم، فقال: (لا تسبوا أصحابي) يعني: لا تسبوا أصحابي الذين تقدمت صحبتهم، فهو خطاب للصحابة الذين تأخرت صحبتهم؛ لأن عبد الرحمن بن عوف من السابقين الأولين الذين أسلموا قبل الفتح وهاجروا.
والسابقون الأولون الصواب أنهم هم الذين أسلموا قبل الفتح قبل صلح الحديبية، فصلح الحديبية هو الحد الفاصل بين من أسلم قبل الفتح فهو من السابقين الأولين، وبين من أسلم بعد الفتح فليس منهم، فـعبد الرحمن بن عوف ممن أسلم قبل الفتح وهاجر وأنفق، وخالد بن الوليد تأخر إسلامه فلم يسلم إلا بعد صلح الحديبية، وهناك أيضاً جمع ممن تأخر إسلامه ولم يسلم إلا بعد الفتح كـأبي سفيان وابنيه: معاوية ويزيد ، فإنهم أسلموا يوم الفتح، بعد إسلام خالد ، فـخالد لم يسلم إلا بعد صلح الحديبية وقبل يوم الفتح، وأبو سفيان ومعاوية أسلموا يوم الفتح.
فالصحابة طبقات، فالسابقون هم الذين أسلموا قبل الفتح قبل صلح الحديبية، وقيل: هم الذين صلوا إلى القبلتين، لكن هذا مرجوح، والصواب أنهم هم الذين أسلموا قبل الفتح، كما أخبر الله تعالى في كتابه الكريم وبين ذلك فقال: لا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُوْلَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقَاتَلُوا [الحديد:10].
ثم قال: وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى [الحديد:10] يعني: السابقون واللاحقون كلهم موعودون بالجنة.
فلما حصل سوء تفاهم بين خالد وعبد الرحمن بن عوف كأن خالداً سبه، فالنبي صلى الله عليه وسلم قال يخاطب خالداً: (لا تسبوا أصحابي) أي: لا تسبوا أصحابي الذين تقدمت صحبتهم، وهذا خطاب لمن تأخرت صحبتهم، يقول: (لا تسبوا أصحابي، فوالذي نفسي بيده..) وهو عليه الصلاة والسلام الصادق وإن لم يقسم، ولكن أقسم للتأكيد، وفيه إثبات صفة اليد لله عز وجل، فأنفس العباد بيد الله، قال: (فوالذي نفسي بيده! لو أنفق أحدكم) أي: أيها المتأخرون في الصحبة، (مثل أحد ذهباً ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه)، النصيف: النصف، والمد: هو ملء كفي الرجل المتوسط والصاع أربعة أمداد، فلو أنفق عبد الرحمن مداً -مثلاً- من الدراهم أو من الذهب أو نصف المد، وأنفق خالد مثل أحد ذهباً، لسبقه عبد الرحمن ؛ لتقدم صحبته، هذا وهم صحابة، فكيف بمن لم يكن من الصحابة ممن بعدهم؟
والحديث فيه فضل الصحابة رضوان الله عليهم، وأنهم متفاضلون، وفيه فضل عبد الرحمن بن عوف وأنه من السابقين الأولين رضي الله عنه وأرضاه، وهو ممن شهد بدراً، وأما خالد فإنه فاته ذلك، فلم يشهد بدراً؛ لأنه تأخر إسلامه.
شرح أثر عمر: (لا تسبوا أصحاب محمد...)
وهذا الحديث لا بأس بسنده، ونسير لا بأس به، قال في الزوائد: إسناده صحيح.
وفيه فضل الصحابة، وأن من بعدهم لا يلحقهم.
استمع المزيد من الشيخ عبد العزيز بن عبد الله الراجحي - عنوان الحلقة | اسٌتمع |
---|---|
شرح سنن ابن ماجه المقدمة [12] | 2221 استماع |
شرح سنن ابن ماجه المقدمة [16] | 2218 استماع |
شرح سنن ابن ماجه المقدمة [9] | 2141 استماع |
شرح سنن ابن ماجه المقدمة [2] | 2028 استماع |
شرح سنن ابن ماجه المقدمة [4] | 1899 استماع |
شرح سنن ابن ماجه المقدمة [18] | 1796 استماع |
شرح سنن ابن ماجه المقدمة [6] | 1777 استماع |
شرح سنن ابن ماجه المقدمة [1] | 1751 استماع |
شرح سنن ابن ماجه المقدمة [8] | 1701 استماع |
شرح سنن ابن ماجه المقدمة [15] | 1668 استماع |