خطب ومحاضرات
شرح سنن ابن ماجه المقدمة [8]
الحلقة مفرغة
شرح حديث: (... لكل نبي حواري وإن حواريَّ الزبير)
[ فضل الزبير رضي الله عنه.
حدثنا علي بن محمد حدثنا وكيع حدثنا سفيان عن محمد بن المنكدر عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم قريظة: (من يأتينا بخبر القوم؟ فقال
هذا الحديث رواه الشيخان: البخاري ومسلم رحمهما الله، وفيه: بيان فضل الزبير رضي الله عنه، وهو أحد العشرة المبشرين بالجنة، وهو ابن عمة النبي صلى الله عليه وسلم.
فهذا الحديث فيه بيان فضله رضي الله عنه، وأن النبي صلى الله عليه وسلم قال له: (لكل نبي حواري وإن حواريَّ الزبير )، والحواري: هو الناصر والمحب، فحواري عيسى ابن مريم عليه السلام أصحابه، فقوله: (لكل نبي حواري) يعني: صاحب وناصر، (وإن حواري الزبير ) وذلك لأن الزبير رضي الله عنه كان شجاعاً مقداماً، قوله: (من يأتيني بخبر القوم؟ فسكت الناس، فقال الزبير : أنا، فقال: من يأتيني بخبر القوم؟ فسكت الناس، فقال الزبير : أنا ثلاث مرات)، هذا يدل على الشجاعة، فهو لا يبالي أن يدخل في العدو ويأتي بخبره، وهذا فيه خطورة وفيه مخاطرة، وليس كل أحد يقدم على هذا، بأن يدخل على اليهود ويأتي بخبرهم.
شرح حديث الزبير: (لقد جمع لي رسول الله أبويه يوم أحد)
هذا الحديث رواه الشيخان، وفيه فضل الزبير ، حيث إن النبي صلى الله عليه وسلم جمع له أبويه فقال: فداك أبي وأمي، من التفدية.
شرح قول عائشة لعروة: (كان أبواك من الذين استجابوا لله والرسول من بعد ما أصابهم القرح)
يعني: قالت عائشة لـعروة بن الزبير وهي خالته، قالت له: (كان أبواك من الذين استجابوا لله والرسول) الأب الأول: الزبير ، والأب الثاني: أبو بكر وهو جده من قبل أمه؛ فأمه أسماء بنت أبي بكر ، فأبوها أبو بكر الصديق ، فقالت له: (كان أبواك) يعني: الزبير والصديق ، من الذين استجابوا لله والرسول، يعني: هما داخلان في هذه الآية: الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ [آل عمران:172]، وقد أثنى الله عليهم، قال الله: الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ [آل عمران:172]، وكان هذا بعد غزوة أحد، لما حصلت لهم قراحات، فحثهم النبي صلى الله عليه وسلم بعد ذلك على الجهاد، وذلك حين بلغهم أن أبا سفيان قال: لنرجعن إليهم ولنقضين على البقية الباقية، فقال الصحابة: حسبنا الله ونعم الوكيل، فهما من الذين استجابوا لله والرسول، فالصحابة ذهبوا إلى حمراء الأسد ورجعوا.
وهذا الأثر إسناده صحيح، أخرجه الحميدي .
قال المؤلف رحمه الله تعالى:
[ فضل الزبير رضي الله عنه.
حدثنا علي بن محمد حدثنا وكيع حدثنا سفيان عن محمد بن المنكدر عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم قريظة: (من يأتينا بخبر القوم؟ فقال
هذا الحديث رواه الشيخان: البخاري ومسلم رحمهما الله، وفيه: بيان فضل الزبير رضي الله عنه، وهو أحد العشرة المبشرين بالجنة، وهو ابن عمة النبي صلى الله عليه وسلم.
فهذا الحديث فيه بيان فضله رضي الله عنه، وأن النبي صلى الله عليه وسلم قال له: (لكل نبي حواري وإن حواريَّ الزبير )، والحواري: هو الناصر والمحب، فحواري عيسى ابن مريم عليه السلام أصحابه، فقوله: (لكل نبي حواري) يعني: صاحب وناصر، (وإن حواري الزبير ) وذلك لأن الزبير رضي الله عنه كان شجاعاً مقداماً، قوله: (من يأتيني بخبر القوم؟ فسكت الناس، فقال الزبير : أنا، فقال: من يأتيني بخبر القوم؟ فسكت الناس، فقال الزبير : أنا ثلاث مرات)، هذا يدل على الشجاعة، فهو لا يبالي أن يدخل في العدو ويأتي بخبره، وهذا فيه خطورة وفيه مخاطرة، وليس كل أحد يقدم على هذا، بأن يدخل على اليهود ويأتي بخبرهم.
قال المؤلف رحمه الله تعالى: [ حدثنا علي بن محمد حدثنا أبو معاوية حدثنا هشام بن عروة عن أبيه عن عبد الله بن الزبير عن الزبير قال: (لقد جمع لي رسول الله صلى الله عليه وسلم أبويه يوم أحد) ].
هذا الحديث رواه الشيخان، وفيه فضل الزبير ، حيث إن النبي صلى الله عليه وسلم جمع له أبويه فقال: فداك أبي وأمي، من التفدية.
قال المؤلف رحمه الله تعالى: [ حدثنا هشام بن عمار وهدية بن عبد الوهاب قالا: حدثنا سفيان بن عيينة عن هشام بن عروة عن أبيه قال: قالت لي عائشة : يا عروة ! كان أبواك من الذين استجابوا لله والرسول من بعد ما أصابهم القرح: أبو بكر والزبير ].
يعني: قالت عائشة لـعروة بن الزبير وهي خالته، قالت له: (كان أبواك من الذين استجابوا لله والرسول) الأب الأول: الزبير ، والأب الثاني: أبو بكر وهو جده من قبل أمه؛ فأمه أسماء بنت أبي بكر ، فأبوها أبو بكر الصديق ، فقالت له: (كان أبواك) يعني: الزبير والصديق ، من الذين استجابوا لله والرسول، يعني: هما داخلان في هذه الآية: الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ [آل عمران:172]، وقد أثنى الله عليهم، قال الله: الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ [آل عمران:172]، وكان هذا بعد غزوة أحد، لما حصلت لهم قراحات، فحثهم النبي صلى الله عليه وسلم بعد ذلك على الجهاد، وذلك حين بلغهم أن أبا سفيان قال: لنرجعن إليهم ولنقضين على البقية الباقية، فقال الصحابة: حسبنا الله ونعم الوكيل، فهما من الذين استجابوا لله والرسول، فالصحابة ذهبوا إلى حمراء الأسد ورجعوا.
وهذا الأثر إسناده صحيح، أخرجه الحميدي .
شرح حديث جابر: (أن طلحة مرّ على النبي فقال شهيد يمشي على وجه الأرض)
حدثنا علي بن محمد وعمرو بن عبد الله الأودي قالا: حدثنا وكيع حدثنا الصلت الأزدي حدثنا أبو نضرة عن جابر : (أن
والصلت ضعيف متروك ولا يعول عليه؛ لأنه ناصبي، فيكون الحديث ضعيفاً، لكن لا شك أن طلحة قتل شهيداً، وهو من العشرة المبشرين بالجنة رضي الله عنه وأرضاه.
شرح حديث: (طلحة ممن قضى نحبه)
هذا الحديث إسناده ضعيف؛ لأن فيه إسحاق بن يحيى بن طلحة وهو مجمع على ضعفه، وقال الترمذي : هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه.
هذا داخل في قوله: مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ [الأحزاب:23]، يعني: منهم من جاهد وقاتل وقتل، ومنهم من ينتظر الجهاد القادم، وطلحة هو من الذين قضوا نحبهم، فقد قتل شهيداً رضي الله عنه مظلوماً في وقعة الجمل.
قال: [ حدثنا أحمد بن سنان حدثنا يزيد بن هارون أنبأنا إسحاق عن موسى بن طلحة قال: (كنا عند
وهذا هو نفس الحديث السابق وإسناده ضعيف.
ولا شك أنه رضي الله عنه أبلى بلاء حسناً وجاهد، فقد حضر مع النبي صلى الله عليه وسلم ووقاه يوم أحد بيده رضي الله عنه فَشُلّتْ.
شرح حديث إسماعيل بن قيس: (رأيت يد طلحة شلاء وقى بها رسول الله يوم أحد)
هذا الحديث رواه الشيخان.
فيه: فضل طلحة رضي الله عنه؛ لأنه يوم أحد وقى النبي صلى الله عليه وسلم بيده؛ حتى شلت ويبست، جعلها أمام النبي صلى الله عليه وسلم حتى يبست وشلت.
قوله: (رأيت يد طلحة بن عبيد الله التي وقى بها النبي صلى الله عليه وسلم يوم أحد قد شلت) يعني: يبست من وقع النبال رضي الله عنه وأرضاه وهو صامد، بل وقى النبي صلى الله عليه وسلم بنفسه، فقد وقف أمامه لا يتحرك؛ فداء للنبي صلى الله عليه وسلم، ولأنه لو تحرك لجرح الرسول صلى الله عليه وسلم ولربما قتل، فهو جعل يده وقاية من النبال حتى يبست.
قال المؤلف رحمه الله تعالى: [ فضل طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه.
حدثنا علي بن محمد وعمرو بن عبد الله الأودي قالا: حدثنا وكيع حدثنا الصلت الأزدي حدثنا أبو نضرة عن جابر : (أن
والصلت ضعيف متروك ولا يعول عليه؛ لأنه ناصبي، فيكون الحديث ضعيفاً، لكن لا شك أن طلحة قتل شهيداً، وهو من العشرة المبشرين بالجنة رضي الله عنه وأرضاه.
استمع المزيد من الشيخ عبد العزيز بن عبد الله الراجحي - عنوان الحلقة | اسٌتمع |
---|---|
شرح سنن ابن ماجه المقدمة [12] | 2220 استماع |
شرح سنن ابن ماجه المقدمة [16] | 2216 استماع |
شرح سنن ابن ماجه المقدمة [9] | 2140 استماع |
شرح سنن ابن ماجه المقدمة [10] | 2070 استماع |
شرح سنن ابن ماجه المقدمة [2] | 2027 استماع |
شرح سنن ابن ماجه المقدمة [4] | 1898 استماع |
شرح سنن ابن ماجه المقدمة [18] | 1794 استماع |
شرح سنن ابن ماجه المقدمة [6] | 1775 استماع |
شرح سنن ابن ماجه المقدمة [1] | 1749 استماع |
شرح سنن ابن ماجه المقدمة [15] | 1667 استماع |