شرح سنن ابن ماجه المقدمة [9]


الحلقة مفرغة

شرح حديث العباس: (كنا نلقى النفر من قريش وهم يتحدثون...)

قال المؤلف رحمه الله تعالى: [ فضل العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه:

حدثنا محمد بن طريف قال: حدثنا محمد بن فضيل قال: حدثنا الأعمش عن أبي سبرة النخعي عن محمد بن كعب القرظي عن العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه قال: (كنا نلقى النفر من قريش وهم يتحدثون، فيقطعون حديثهم، فذكرنا ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ما بال أقوام يتحدثون، فإذا رأوا الرجل من أهل بيتي قطعوا حديثهم، والله! لا يدخل قلب رجل الإيمان حتى يحبهم لله ولقرابتهم مني) ].

هذا فيه انقطاع، فهو ضعيف؛ لأن محمد بن كعب القرظي لم يدرك العباس ، لكن له شاهد يدل عليه، أشار شيخ الإسلام رحمه الله إلى معناه في العقيدة الواسطية.

قوله: (حتى يحبهم لله ولقرابتي) يعني: آل البيت، فأهل البيت تجب محبتهم، ويحب الترضي عنهم، وموالاتهم، ومن أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم: علي وفاطمة والحسن والحسين والعباس رضي الله عنهم قال المحقق: إسناده ضعيف، ومحمد بن كعب القرظي لم يسمع من العباس بن عبد المطلب فروايته عنه مرسلة.

يعني: فيكون منقطعاً.

قال: وأبو سبرة النخعي كوفي يقال اسمه: عبد الله بن عابس ، قال ابن معين : لا أعرفه، ولم يوثقه سوى ابن حبان ، ففيه جهالة حال في أحسن أحواله.

وتكون هذه علة ثانية أيضاً، وهي جهالة عبد الله بن عابس أبو سبرة ، فمع الانقطاع تكون فيه علتان، لكن له شاهد.

قال: ومع ذلك قال البوصيري في مصباح الزجاجة: هذا إسناد رجاله ثقات إلا أن محمد بن كعب روايته عن عباس يقال: مرسلة، رواه الإمام أحمد في مسنده.

وله شاهد رواه الترمذي : (أن العباس دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم مغضباً فقال: ما أغضبك؟ قال: ما لنا وقريش إذا تلاقوا بينهم تلاقوا بوجوه بشرة، وإذا لقونا لقونا بغير ذلك؟ فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى احمر وجهه، ثم قال: والذي نفسي بيده! لا يدخل قلب رجل إيمان حتى يحبهم لله ولرسوله) قال الترمذي : حديث حسن. انتهى.

وشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في العقيدة الواسطية قال: لا يؤمن العبد حتى يحبهم لله ولقرابتهم من النبي صلى الله عليه وسلم.

قال المؤلف رحمه الله تعالى: [ حدثنا عبد الوهاب بن الضحاك قال: حدثنا إسماعيل بن عياش عن صفوان بن عمرو عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير عن كثير بن مرة الحضرمي عن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الله اتخذني خليلاً كما اتخذ إبراهيم خليلاً، فمنزلي ومنزل إبراهيم في الجنة يوم القيامة تجاهين، والعباس بيننا مؤمن بين خليلين) ].

وهذا ضعيف، بل باطل؛ لأنه موضوع، والعلة فيه من شيخ المؤلف عبد الوهاب ، فقد قيل: إنه وضاع يضع الحديث، ومعناه باطل؛ لأن فيه: أن العباس بين النبي صلى الله عليه وسلم وبين إبراهيم، والخلفاء الأربعة أفضل من العباس : أبو بكر وعمر وعثمان وعلي ، فهو حديث باطل سنده ومتنه.

قال المؤلف رحمه الله تعالى: [ فضل العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه:

حدثنا محمد بن طريف قال: حدثنا محمد بن فضيل قال: حدثنا الأعمش عن أبي سبرة النخعي عن محمد بن كعب القرظي عن العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه قال: (كنا نلقى النفر من قريش وهم يتحدثون، فيقطعون حديثهم، فذكرنا ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ما بال أقوام يتحدثون، فإذا رأوا الرجل من أهل بيتي قطعوا حديثهم، والله! لا يدخل قلب رجل الإيمان حتى يحبهم لله ولقرابتهم مني) ].

هذا فيه انقطاع، فهو ضعيف؛ لأن محمد بن كعب القرظي لم يدرك العباس ، لكن له شاهد يدل عليه، أشار شيخ الإسلام رحمه الله إلى معناه في العقيدة الواسطية.

قوله: (حتى يحبهم لله ولقرابتي) يعني: آل البيت، فأهل البيت تجب محبتهم، ويحب الترضي عنهم، وموالاتهم، ومن أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم: علي وفاطمة والحسن والحسين والعباس رضي الله عنهم قال المحقق: إسناده ضعيف، ومحمد بن كعب القرظي لم يسمع من العباس بن عبد المطلب فروايته عنه مرسلة.

يعني: فيكون منقطعاً.

قال: وأبو سبرة النخعي كوفي يقال اسمه: عبد الله بن عابس ، قال ابن معين : لا أعرفه، ولم يوثقه سوى ابن حبان ، ففيه جهالة حال في أحسن أحواله.

وتكون هذه علة ثانية أيضاً، وهي جهالة عبد الله بن عابس أبو سبرة ، فمع الانقطاع تكون فيه علتان، لكن له شاهد.

قال: ومع ذلك قال البوصيري في مصباح الزجاجة: هذا إسناد رجاله ثقات إلا أن محمد بن كعب روايته عن عباس يقال: مرسلة، رواه الإمام أحمد في مسنده.

وله شاهد رواه الترمذي : (أن العباس دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم مغضباً فقال: ما أغضبك؟ قال: ما لنا وقريش إذا تلاقوا بينهم تلاقوا بوجوه بشرة، وإذا لقونا لقونا بغير ذلك؟ فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى احمر وجهه، ثم قال: والذي نفسي بيده! لا يدخل قلب رجل إيمان حتى يحبهم لله ولرسوله) قال الترمذي : حديث حسن. انتهى.

وشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في العقيدة الواسطية قال: لا يؤمن العبد حتى يحبهم لله ولقرابتهم من النبي صلى الله عليه وسلم.

قال المؤلف رحمه الله تعالى: [ حدثنا عبد الوهاب بن الضحاك قال: حدثنا إسماعيل بن عياش عن صفوان بن عمرو عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير عن كثير بن مرة الحضرمي عن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الله اتخذني خليلاً كما اتخذ إبراهيم خليلاً، فمنزلي ومنزل إبراهيم في الجنة يوم القيامة تجاهين، والعباس بيننا مؤمن بين خليلين) ].

وهذا ضعيف، بل باطل؛ لأنه موضوع، والعلة فيه من شيخ المؤلف عبد الوهاب ، فقد قيل: إنه وضاع يضع الحديث، ومعناه باطل؛ لأن فيه: أن العباس بين النبي صلى الله عليه وسلم وبين إبراهيم، والخلفاء الأربعة أفضل من العباس : أبو بكر وعمر وعثمان وعلي ، فهو حديث باطل سنده ومتنه.

شرح حديث قول رسول الله للحسن: (اللهم إني أحبه...)

قال المؤلف رحمه الله تعالى: [ فضل الحسن والحسين ابني علي بن أبي طالب رضي الله عنه:

حدثنا أحمد بن عبدة قال: حدثنا سفيان بن عيينة عن عبيد الله بن أبي يزيد عن نافع بن جبير عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم: قال للحسن : (اللهم إني أحبه، فأحبه وأحب من يحبه، قال: وضمه إلى صدره) ].

وهذا الحديث ثابت، أخرجه الشيخان، وفيه فضل الحسن رضي الله عنه، وهو من أهل البيت، ومن سادات شباب أهل الجنة.

قال المؤلف رحمه الله تعالى: [ حدثنا علي بن محمد قال: حدثنا وكيع عن سفيان عن داود بن أبي عوف أبي الجحاف -وكان مرضياً- عن أبي حازم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من أحب الحسن والحسين فقد أحبني، ومن أبغضهما فقد أبغضني) ].

وهذا فيه أبو الجحاف وهو متكلم فيه.

قال المحقق: قال في الزوائد: إسناده صحيح ورجاله ثقات. ورواه النسائي في المناقب عن عمرو بن منصور عن أبي نعيم عن سفيان به.

قال: وحسن العلامة الألباني رحمه الله إسناده في صحيح سنن ابن ماجة .

قال في التقريب: داود بن أبي عوف سويد التميمي البرجمي بضم الموحدة والجيم مولاهم أبو الجحاف بالجيم وتشديد المهملة، مشهور بكنيته، وهو صدوق شيعي ربما أخطأ.

قوله: ربما أخطأ، يعني: قليل، فيكون حسن الحديث، وكونه يتشيع تشيعه قليل.

ولا شك أن محبة الحسن والحسين من محبة النبي صلى الله عليه وسلم، ومن أبغضهما لابد أن يكون في قلبه مرض.

قال المحقق: وأخرجه أحمد من طريق سفيان عن سالم بن أبي حفصة ، وسالم من غلاة الشيعة أيضاً، وإن قال ابن حجر في التقريب: صدوق في الحديث، فإنه على ما حققناه في تعقباتنا عليه ضعيف.

فهذا الضعيف يمكن أن يكون شاهداً، والعمدة ليست عليه بل العمدة على الحديث، والحديث حسن، والمعنى صحيح: فمن أحب الحسن والحسين فلا شك أن هذا من محبة أهل البيت، وأن هذا من الدين والإيمان.

شرح حديث (... حسين مني وأنا من حسين...)

قال المؤلف رحمه الله تعالى: [ حدثنا يعقوب بن حميد بن كاسب قال: حدثنا يحيى بن سليم عن عبد الله بن عثمان بن خثيم عن سعيد بن أبي راشد : أن يعلى بن مرة رضي الله عنه حدثهم: (أنهم خرجوا مع النبي صلى الله عليه وسلم إلى طعام دعوا له، فإذا حسين يلعب في السكة، قال: فتقدم النبي صلى الله عليه وسلم أمام القوم وبسط يديه فجعل الغلام يفر هاهنا، ويضاحكه النبي صلى الله عليه وسلم، حتى أخذه، فجعل إحدى يديه تحت ذقنه والأخرى في فأس رأسه فقبله، وقال: حسين مني وأنا من حسين ، أحب الله من أحب حسيناً ، حسين سبط من الأسباط) ].

وقال: إسناده ضعيف، وسعيد بن أبي راشد مجهول، ومع ذلك قال البوصيري في مصباح الزجاجة: هذا إسناد حسن رجاله ثقات.

ولكن معنى الحديث صحيح؛ فـالحسين رضي الله عنه سبط رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن آل البيت، وحبه دين وإيمان وقربة.

قال المؤلف رحمه الله تعالى: [ حدثنا علي بن محمد قال: حدثنا وكيع عن سفيان مثله ].

قال المحقق: سعيد بن أبي راشد مقبول من السادسة.

يعني: أنه مقبول إذا توبع.

وحديث يعلى بن مرة يدور على سعيد بن أبي راشد ، وعلى كل حال يكون الحديث حسناً، والمعنى صحيح، وله شواهد.

شرح حديث: (أنا سلم لمن سالمتم، وحرب لمن حاربتم)

قال المؤلف رحمه الله تعالى: [ حدثنا الحسن بن علي الخلال وعلي بن المنذر قالا: حدثنا أبو غسان قال: حدثنا أسباط بن نصر عن السدي عن صبيح مولى أم سلمة رضي الله عنها عن زيد بن أرقم رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لـعلي وفاطمة والحسن والحسين رضي الله عنهم: (أنا سلم لمن سالمتم، وحرب لمن حاربتم) ].

وهذا فيه صبيح مولى أم سلمة متكلم فيه، لكن المعنى صحيح، فلا شك أن من حاربهم وعاداهم فهو محارب للنبي صلى الله عليه وسلم.

قال في التقريب: صبيح مصغراً مولى أم سلمة ، ويقال: مولى زيد بن أسلم ، مقبول من السادسة.

يعني: مقبول إذا توبع، يعني: قد يكون الحديث حسناً بشواهده.

وبعد الحديث السابق جاء في المطبوع: حدثنا علي بن محمد قال: حدثنا وكيع عن سفيان مثله.

ولا معنى لها غير هذا الحديث؛ إذ لم يذكره المزني في التحفة ولا البوصيري في مصباح الزجاجة، ولا علاقة له بهذا الحديث.

وعلى كل حال يعني زيادة السند.

والمؤلف لم يذكر حديث: (الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة) وكان ينبغي للمصنف أن يذكره في هذا؛ فإن حديث: (الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة) حديث مشهور.

قال المؤلف رحمه الله تعالى: [ فضل الحسن والحسين ابني علي بن أبي طالب رضي الله عنه:

حدثنا أحمد بن عبدة قال: حدثنا سفيان بن عيينة عن عبيد الله بن أبي يزيد عن نافع بن جبير عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم: قال للحسن : (اللهم إني أحبه، فأحبه وأحب من يحبه، قال: وضمه إلى صدره) ].

وهذا الحديث ثابت، أخرجه الشيخان، وفيه فضل الحسن رضي الله عنه، وهو من أهل البيت، ومن سادات شباب أهل الجنة.

قال المؤلف رحمه الله تعالى: [ حدثنا علي بن محمد قال: حدثنا وكيع عن سفيان عن داود بن أبي عوف أبي الجحاف -وكان مرضياً- عن أبي حازم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من أحب الحسن والحسين فقد أحبني، ومن أبغضهما فقد أبغضني) ].

وهذا فيه أبو الجحاف وهو متكلم فيه.

قال المحقق: قال في الزوائد: إسناده صحيح ورجاله ثقات. ورواه النسائي في المناقب عن عمرو بن منصور عن أبي نعيم عن سفيان به.

قال: وحسن العلامة الألباني رحمه الله إسناده في صحيح سنن ابن ماجة .

قال في التقريب: داود بن أبي عوف سويد التميمي البرجمي بضم الموحدة والجيم مولاهم أبو الجحاف بالجيم وتشديد المهملة، مشهور بكنيته، وهو صدوق شيعي ربما أخطأ.

قوله: ربما أخطأ، يعني: قليل، فيكون حسن الحديث، وكونه يتشيع تشيعه قليل.

ولا شك أن محبة الحسن والحسين من محبة النبي صلى الله عليه وسلم، ومن أبغضهما لابد أن يكون في قلبه مرض.

قال المحقق: وأخرجه أحمد من طريق سفيان عن سالم بن أبي حفصة ، وسالم من غلاة الشيعة أيضاً، وإن قال ابن حجر في التقريب: صدوق في الحديث، فإنه على ما حققناه في تعقباتنا عليه ضعيف.

فهذا الضعيف يمكن أن يكون شاهداً، والعمدة ليست عليه بل العمدة على الحديث، والحديث حسن، والمعنى صحيح: فمن أحب الحسن والحسين فلا شك أن هذا من محبة أهل البيت، وأن هذا من الدين والإيمان.

قال المؤلف رحمه الله تعالى: [ حدثنا يعقوب بن حميد بن كاسب قال: حدثنا يحيى بن سليم عن عبد الله بن عثمان بن خثيم عن سعيد بن أبي راشد : أن يعلى بن مرة رضي الله عنه حدثهم: (أنهم خرجوا مع النبي صلى الله عليه وسلم إلى طعام دعوا له، فإذا حسين يلعب في السكة، قال: فتقدم النبي صلى الله عليه وسلم أمام القوم وبسط يديه فجعل الغلام يفر هاهنا، ويضاحكه النبي صلى الله عليه وسلم، حتى أخذه، فجعل إحدى يديه تحت ذقنه والأخرى في فأس رأسه فقبله، وقال: حسين مني وأنا من حسين ، أحب الله من أحب حسيناً ، حسين سبط من الأسباط) ].

وقال: إسناده ضعيف، وسعيد بن أبي راشد مجهول، ومع ذلك قال البوصيري في مصباح الزجاجة: هذا إسناد حسن رجاله ثقات.

ولكن معنى الحديث صحيح؛ فـالحسين رضي الله عنه سبط رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن آل البيت، وحبه دين وإيمان وقربة.

قال المؤلف رحمه الله تعالى: [ حدثنا علي بن محمد قال: حدثنا وكيع عن سفيان مثله ].

قال المحقق: سعيد بن أبي راشد مقبول من السادسة.

يعني: أنه مقبول إذا توبع.

وحديث يعلى بن مرة يدور على سعيد بن أبي راشد ، وعلى كل حال يكون الحديث حسناً، والمعنى صحيح، وله شواهد.

قال المؤلف رحمه الله تعالى: [ حدثنا الحسن بن علي الخلال وعلي بن المنذر قالا: حدثنا أبو غسان قال: حدثنا أسباط بن نصر عن السدي عن صبيح مولى أم سلمة رضي الله عنها عن زيد بن أرقم رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لـعلي وفاطمة والحسن والحسين رضي الله عنهم: (أنا سلم لمن سالمتم، وحرب لمن حاربتم) ].

وهذا فيه صبيح مولى أم سلمة متكلم فيه، لكن المعنى صحيح، فلا شك أن من حاربهم وعاداهم فهو محارب للنبي صلى الله عليه وسلم.

قال في التقريب: صبيح مصغراً مولى أم سلمة ، ويقال: مولى زيد بن أسلم ، مقبول من السادسة.

يعني: مقبول إذا توبع، يعني: قد يكون الحديث حسناً بشواهده.

وبعد الحديث السابق جاء في المطبوع: حدثنا علي بن محمد قال: حدثنا وكيع عن سفيان مثله.

ولا معنى لها غير هذا الحديث؛ إذ لم يذكره المزني في التحفة ولا البوصيري في مصباح الزجاجة، ولا علاقة له بهذا الحديث.

وعلى كل حال يعني زيادة السند.

والمؤلف لم يذكر حديث: (الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة) وكان ينبغي للمصنف أن يذكره في هذا؛ فإن حديث: (الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة) حديث مشهور.

شرح حديث قول رسول الله لعمار: (مرحباً بالطيب المطيب)

قال المؤلف رحمه الله تعالى: [ فضل عمار بن ياسر رضي الله عنه:

حدثنا عثمان بن أبي شيبة وعلي بن محمد قالا: حدثنا وكيع حدثنا سفيان عن أبي إسحاق عن هانئ بن هانئ عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: (كنت جالساً عند النبي صلى الله عليه وسلم فاستأذن عمار بن ياسر ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ائذنوا له، مرحباً بالطيب المطيب) ].

هذا الحديث ضعيف؛ لأن هانئ بن هانئ يضعف في الحديث، وعمار بن ياسر رضي الله عنه معروف فضله فإنه من السابقين إلى الإسلام، ومن الذين أوذوا في الله.

شرح حديث: (ملئ عمار إيماناً إلى مشاشه)

قال المؤلف رحمه الله تعالى: [ حدثنا نصر بن علي الجهضمي قال: حدثنا عثام بن علي عن الأعمش عن أبي إسحاق عن هانئ بن هانئ قال: (دخل عمار على علي فقال: مرحباً بالطيب المطيب، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ملئ عمار إيماناً إلى مشاشه) ].

وهذا الحديث أيضاً كسابقه ضعيف من أجل هانئ بن هانئ ، وفيه عنعنة الأعمش وعنعنة أبي إسحاق .

قوله: (ملئ عمار إيماناً إلى مشاشه) يعني: إلى رءوس العظام.

قال المصنف رحمه الله تعالى: [ حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا عبيد الله بن موسى ح وحدثنا علي بن محمد وعمرو بن عبد الله قالا جميعاً: حدثنا وكيع عن عبد العزيز بن سياه عن حبيب بن أبي ثابت عن عطاء بن يسار عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (عمار ما عرض عليه أمران إلا اختار الأرشد منهما) ].

وهذا الحديث لا بأس بسنده، وفيه فضل عمار رضي الله عنه، وأنه يختار الأرشد من الأمرين.