خطب ومحاضرات
المرأة المسلمة أسئلة ومشكلات
الحلقة مفرغة
إن الحمد لله،نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
أما بعــد:
فهذه ليلة الجمعة، الثالث عشر من شهر رمضان، لعام ألف وأربعمائة وأحد عشر للهجرة، وقد جاءتني طلبات عديدة من أكثر من واحد من الإخوة والأخوات؛ يطلبون تخصيص الحديث في هذه الليلة عن المرأة، وهذا مطلب عادل، لأن المرأة نصف المجتمع كما يقال.
بل هي أكثر من نصف المجتمع من الناحية العددية، فإن عدد النساء في كل مجتمع يفوق عدد الرجال، أحياناً يفوقه بأكثر من النصف، ففي بعض المجتمعات كل مائة رجل يقابلهم مائة وخمسون أو مائة وستون امرأة، وهذا يكشف عن جانب من سر التشريع في إباحة الإسلام تعدد الزوجات، لأن عدد النساء في الدنيا أكثر من عدد الرجال إجمالاً.
كما أن عدد النساء في الآخرة أيضاً أكثر من عدد الرجال، فالنساء في النار أكثر من الرجال، كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم:{تصدقن ولو من حُليكن فإني رأيتكن أكثر أهل النار} وكذلك في الجنة، النساء فيها أكثر من الرجال، وهذا سرٌ يجب أن يعلم، بل ليس بسر، فكل رجل من أهل الجنة على الأقل له زوجتان، ومنهم من يكون له سبعون زوجة من الحور العين كما هو الحال بالنسبة للشهيد، نسأل الله تعالى أن يجعلنا وإياكم جميعاً من الشهداء في سبيله.
المهم أن النساء في الجنة أكثر من الرجال بكثير، وكذلك الحال في النار، فالنساء في الآخرة أكثر، والنساء في الدنيا أكثر أيضاً، ولهذا فإن تخصيص الحديث عن المرأة -ولو لبعض الوقت- هو مطلب عادل، وخاصة مع توفر النساء في مثل هذا الشهر الكريم في المساجد، وهي فرصة لا تتكرر ولا تعوض.
الشريعة تخاطب الرجال والنساء إلا ما خصص
وكل شريعة في الإسلام، فالأصل أن المخاطب بها الرجل والمرأة على حد سواء، فما خوطب به الرجال خوطبت به النساء، ولا تحتاج المرأة إلى دليل خاص للإيجاب أو للتحريم، إلا إذا ورد دليل يخصص الرجل أو يخصص المرأة فهنا نقف عند الدليل.
وإلا فالأصل العموم، فمثلاً قوله تعالى: وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ [البقرة:43] هذا نص عام يشمل الرجل والمرأة على حد سواء، فإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة هو حكم عام للرجل والمرأة، ولا نحتاج دليلاً خاصاً يخاطب المرأة بوجوب الصلاة، أو يخاطب المرأة بوجوب الزكاة، وهكذا بقية الأحكام.
مثال على بعض ما يخص الرجال دون النساء
من هذا أجمع أهل العلم على أن الجماعة ليست بواجبة في حق النساء، وكذلك ذهب جماهير العلماء، بما في ذلك الأئمة الأربعة، إلى أن الأفضل للمرأة أن تصلي في بيتها، لكن لو صلت في المسجد فإنه لا حرج عليها، سواءً الفريضة أم النافلة.
وقل مثل ذلك فيما يتعلق بقضية الإقامة، فقد عُرف من نصوص الشرع أن الأذان والإقامة للرجال، لأن الأذان نداء إلى الصلاة لحضور الجماعة، وما دام أن وجوب الجماعة خاص بالرجال، فكذلك الأذان خاص بالرجال ولا تدخل فيه النساء، ومثله الإقامة، فإن المرأة ليست مطالبة بأن تقيم الصلاة، لأن الإقامة أيضاً دعوة من المقيم للحاضرين لأن يقوموا إلى الصلاة، فهي دعوة للرجال وليس للنساء. لكن لو أن امرأة أقامت الصلاة؛ لم يكن عليها في هذا مأخذ أو حرج، لأن الإقامة ذكرٌ لله تعالى وثناءٌ عليه، فلا حرج فيها، ولكنها ليست مشروعة في حقها.
لكن من المعلوم -أيها الإخوة- أن نصف ساعة نخصصها للحديث عن النساء لا تكاد تغني شيئاً، اللهم إلا اليسير.
ومن المعلوم أن الحديث العام يشمل الرجال والنساء، فنحن حين نتحدث -مثلاً- عن التسبيح، والتهليل والذكر، أو عن عثرات اللسان، أو الاستغفار، أو الصدقة، أو عن غير ذلك من الأعمال، فإن هذا الحديث يشمل الرجال والنساء.
وكل شريعة في الإسلام، فالأصل أن المخاطب بها الرجل والمرأة على حد سواء، فما خوطب به الرجال خوطبت به النساء، ولا تحتاج المرأة إلى دليل خاص للإيجاب أو للتحريم، إلا إذا ورد دليل يخصص الرجل أو يخصص المرأة فهنا نقف عند الدليل.
وإلا فالأصل العموم، فمثلاً قوله تعالى: وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ [البقرة:43] هذا نص عام يشمل الرجل والمرأة على حد سواء، فإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة هو حكم عام للرجل والمرأة، ولا نحتاج دليلاً خاصاً يخاطب المرأة بوجوب الصلاة، أو يخاطب المرأة بوجوب الزكاة، وهكذا بقية الأحكام.
أما إذا ورد دليل خاص فيعمل به -فمثلاً-: الجماعة، ورد دليل على أن صلاة الجماعة واجبة على الرجال، لكن جاءت نصوص أخرى ووقائع كثيرة، تؤكد أن هذا الحكم ليس عاماً للنساء، بل إن الأولى للمرأة أن تصلي في بيتها، ولو صلت مع الرجال والنساء منعزلات في مكان خاص؛ لكانت صلاتهن صحيحة وجائزة -أيضاً- بلا شك.
من هذا أجمع أهل العلم على أن الجماعة ليست بواجبة في حق النساء، وكذلك ذهب جماهير العلماء، بما في ذلك الأئمة الأربعة، إلى أن الأفضل للمرأة أن تصلي في بيتها، لكن لو صلت في المسجد فإنه لا حرج عليها، سواءً الفريضة أم النافلة.
وقل مثل ذلك فيما يتعلق بقضية الإقامة، فقد عُرف من نصوص الشرع أن الأذان والإقامة للرجال، لأن الأذان نداء إلى الصلاة لحضور الجماعة، وما دام أن وجوب الجماعة خاص بالرجال، فكذلك الأذان خاص بالرجال ولا تدخل فيه النساء، ومثله الإقامة، فإن المرأة ليست مطالبة بأن تقيم الصلاة، لأن الإقامة أيضاً دعوة من المقيم للحاضرين لأن يقوموا إلى الصلاة، فهي دعوة للرجال وليس للنساء. لكن لو أن امرأة أقامت الصلاة؛ لم يكن عليها في هذا مأخذ أو حرج، لأن الإقامة ذكرٌ لله تعالى وثناءٌ عليه، فلا حرج فيها، ولكنها ليست مشروعة في حقها.
لكن من المعلوم -أيها الإخوة- أن نصف ساعة نخصصها للحديث عن النساء لا تكاد تغني شيئاً، اللهم إلا اليسير.
من الموضوعات التي سأتحدث عنها: قضية اللباس، وهي من المعضلات والمشكلات بالنسبة للمرأة، بل تكاد أن تكون من أعظم القضايا، فمن المعلوم أن اللباس مظهر ولكنه نعمة قال تعالى: يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاساً يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشاً وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ [الأعراف:26] فهو نعمة للجنسين على حد سواء.
وبالنسبة للمرأة بصفة خاصة، فاللباس يشكل جزءاً مهماً من حياتها، وتجد أن المرأة تقضي جزءاً غير قليل من وقتها في العناية بلباسها، سواء في اختيار الملابس، أو بخياطتها، أو بتصليحها، أو بشرائها إلى غير ذلك.
فاللباس يشكل بالنسبة للمرأة -بطبيعتها- جزءاً مهماً من حياتها، ولهذا لابد من الوقوف عند اللباس، ولن نتحدث عن التفاصيل لأنه كثيراً ما ترد أسئلة عن لباس المرأة، كأين تضع المرأة جيبها؟
من الأمام أم من الخلف؟
وما صفة اللباس؟
وهل يجوز أن تلبس المرأة كيت وكيت؟
نريد أن نحدد شروطاً عامة، وكل ما توافرت فيه هذه الشروط فهو جائز، وما اختلت فيه هذه الشروط فهو محرم، فبالنسبة للباس المرأة المسلمة يشترط:-
أن يكون اللباس ساتراً للبدن
يقول الله تعالى: وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا [النور:31] ثم يقول بعد ذلك: وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ [النور:31] إلى آخر الآية.
ويقول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه الترمذي وابن خزيمة: {المرأة عورة} إذن لابد أن يكون اللباس الذي تلبسه المرأة ساتراً لبدنها.
ألا يكون اللباس زينة في نفسه
بمعنى أن هناك بعض الملابس قد يستر البدن، ولكنه بنفسه زينه، وهو مثير وملفت للأنظار، وهو يستدعي فضول الرجال أكثر مما لو كان العضو مكشوفاً، وهذا كثيراً ما يوجد، ففي الآية السابقة يقول الله تعالى: وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا [النور:31] وليس معقولاً أن تستر المرأة الزينة من بدنها بزينة أخرى، هي أكثر مدعاة للإثارة وجلباً للفضول.
مثلاً: كثيرٌ من النقوش والزخارف الموجودة في الثياب ملفتة للنظر، بل إن كثيراً من الألوان ملفتة للنظر، أو كون الثوب مكوناً من ألوان عديدة فاقعة ولماعة وجذابة، هذا الثوب يكون زينة في نفسه.
كذلك العباءة، فالعباءة ستر ولاشك، مطلوب من المرأة أن تستر ثيابها بالعباءة، وهي الجلباب قال الله: يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ [الأحزاب:59] هذه العباءة قد تكون -أحياناً- مطرزة بتطريزات، وموشاة بألوان من الرسوم والزخارف والنسيج، الذي هو أكثر إثارة مما لو ظهرت المرأة بثيابها دون أن تلبس العباءة، ومثل ما يسمونه بـ"الكاب" وقد تلبسه بعض النساء بديلاً عن العباءة.
وقد أتاني عدد من الشباب الإخوة العاملين في هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر -جزاهم الله خيراً- بنماذج من هذا الكاب الذي يباع في الأسواق وتشتريه النساء، فرأيت في ذلك عجباً، من ألوان التطريز والتجميل والجاذبية التي هي في حد ذاتها مدعاة للإثارة، فمثل هذا لاشك أنه لا يحقق الغرض المقصود من لبسه؛ لأن المرأة حين تلبس الكاب أو العباءة، إنما لبسته لمزيد من التستر، فما بالك إذا كان هو يدعو إلى مزيد من الفضول ولفت الأنظار.
وقل مثل ذلك بالنسبة لغطاء الوجه، فالمرأة مأمورة أن تغطي وجهها بالغطاء، أو بالخمار الذي تستر به وجهها وشعرها، حتى لا ينظر الرجال إلى وجهها فيفتتنوا به، لأن الوجه هو مجتمع محاسن المرأة، ومظهر من أهم مظاهر جمالها، والناس إذا وصفوا المرأة بجمال أو غيره، فإنما يصفون غالباً وجهها، فأمرت بستر وجهها بغطاء، فما بالك إذا كان هذا الغطاء نفسه جمالاً، قد يستر بعض عيوب المرأة ويظهر جمالها. مثل أن تلبس المرأة حجاباً خفيفاً شفافاً، يظهر الجمال ويستر القبيح، فهذا لا شك أن عدمه خير من وجوده، وهو أولى بالتحريم من كشف الوجه.
أو أن تلبس المرأة ما يسمى بالنقاب أو البرقع، فيكون هذا النقاب قد فتحت المرأة لعينيها فتحتين كبيرتين جداً، يظهر منهما العينان بكمالهما، ويظهر شعر الحواجب، ويظهر جزء غير قليل من الخدين. فيكون مدعاة للإثارة، ويستر ما قد يكون في المرأة من نقص أو عيب، لاشك أن هذا أيضاً هو زينة في نفسه.
فيشترط في لباس المرأة المسلمة وسترها؛ ألا يكون زينة في نفسه، لأن الزينة نفسها مأمور بعدم إبدائها، كما قال تعالى: وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ [النور:31] فكيف تستر الزينة بزينة أخرى؟
هذا لا يصلح ولا يسوغ!!
ألاَّ يكون اللباس ضيقاً
فبعض النساء قد تلبس ثوباً طويلاً، وليس زينة في نفسه، ساتراً لجميع البدن، لكن هذا الثوب ضيق جداً، يصف حجم عظام المرأة، ويصف تقاطيع بدنها، ويلفت النظر إليها، وقد أتى حديث أسامة بن زيد رضي الله عنه {أن النبي صلى الله عليه وسلم أعطاه ثوباً فلم يره عليه، فقال له: أين هو؟ قال: يا رسول الله، كسوته زوجتي فلانة. قال له النبي صلى الله عليه وسلم: مرها فلتجعل تحته غلالة، فإني أخاف أن يصف حجم عظامها
أما إذا كانت المرأة عند الرجال الأجانب، أو ستمر بأجانب، فلا شك أن كونها تلبس ثوباً ضيقاً يصف بدنها، أن هذا مدعاة الإثارة والفتنة، لكن حتى لو كانت عند محارم أو أقارب ليسو أجانب عنها، كالأخ والعم والخال أو كانت عند نساء، فإنه جدير بالمرأة المسلمة ألا تلبس هذا الثوب الضيق لأسباب، ولهذا أقل ما يقال فيه الكراهية، بل بعض العلماء أطلق عليه التحريم في مثل هذه الحالة:
أولاً: لأن هذا مدعاة لأن يقلدها بعض النساء، فيظهرن بهذا الثوب أمام المحارم وأمام الأجانب على حد سواء، كما أنه حتى عند المحارم ينبغي للإنسان أن لا يسترسل في الحديث والانطلاق في هذه الأمور، ولست بحمد الله ممن يبالغون في التخويف من فساد الواقع، بل نحن ندعو دائماً إلى الاعتدال، وأن يرى الإنسان الفساد ويرى الخير والصلاح إلى جانبه فلا يبالغ.
لكنني أحدثكم عن معايشة، وقد اتصل بي كثير من الشباب، وبعضهم كتبوا إليَّ رسائل يرتعد الإنسان منها ويتعجب أشد العجب، أن من الشباب من يفتتنون بمحارمهم!! ومنهم من يقع معهن بما لا يرضي الله عز وجل بل بما يسخطه! ومنهم من ينظر -وهذا ليس بالقليل- إلى محارمه نظرة إعجاب ونظرة شهوة! وقد تكون أخته أو عمته أو خالته أو قريبته ممن لا تحتجب منه.
ومع ذلك إذا تزينت وتجملت أثارت غريزته وشهوته وفضوله، فربما نظر إليها بشهوة، وربما اقترب منها، وربما حصل ما لا تحمد عقباه، لا أبالغ في هذا، ولا أقول إن هذا موجود في كل بيت، لكنني أقول إنه موجود حتى في بعض المجتمعات النظيفة. فلا تتساهل المرأة مع المحارم أو مع النساء، كما أن النساء مع النساء قد يحدث من ذلك أشياء وأشياء.
إذاً المرأة ينبغي أن تتحفظ، حتى في مثل المجتمعات البعيدة عن الرجال الأجانب، ولا تسترسل في لبس الثياب الضيقة أو الثياب القصيرة التي لا تستر.
ألا يكون اللباس شفافاً
وذلك لأن الثوب الشفاف لا يتحقق به مقصود الشارع في الستر، ولهذا وصف النبي صلى الله عليه وسلم النساء اللاتي رآهن في النار فقال كما في صحيح مسلم: {صنفان من أمتي من أهل النار لم أرهما، وذكر: نساء كاسيات عاريات} فهن كاسيات من جهة، عاريات من جهة أخرى، وأحسن وأصدق ما ينطبق عليه هذا الوصف، هي المرأة التي تلبس الثوب -كما قال الإمام ابن عبد البر- وغيره: الثوب الخفيف الذي يصف ولا يستر، فهن كاسيات في الاسم عاريات في الحقيقة، عليها ثوب لكنه ثوبٌ شفاف خفيف.
بل إن هذا الثوب الشفاف -أحياناً- يكون أكثر لفتاً للنظر من كون العضو نفسه مكشوفاً، ولهذا الذين يتفننون في الإثارة من اليهود، الذين يقفون أمام ووراء بيوت الأزياء الموجودة في أمريكا وفرنسا وبريطانيا وغيرها، ويصدرون الأزياء التي يقصدون من ورائها؛ أن تكون المرأة سلعة لمجرد متعة الرجل وقضاء شهوته ووطره، يحرصون على تصدير هذه الثياب الشفافة إلى نساء العالم، وبالذات إلى نساء المسلمين؛ لأنهم يعرفون مدى قدرة هذه الثياب الشفافة على تلميع وتجميل المرأة.
إذاً: لا يجوز أن تلبس المرأة المسلمة ثوباً شفافاً يـبين ما تحته، وليس بالضرورة أن يكون الثوب كله شفافاً، فقد يكون بعض الثوب، فبعض النساء -مثلاً- يكون الثوب شفافاً من عند أعلى الكتف إلى أسفل الذراع، أو إلى نهاية اليد، فيكون هذا القدر من الثوب شفافاً يـبين ما وراءه، وقد يـبين جزءاً من صدرها، أو يبين ساقيها أو جزءاً منهما، هذا كله لا يجوز.
ألا يكون اللباس مشابهاً للباس الرجل
التشبه هو: أن تلبس المرأة ثوب الرجل، أو يلبس الرجل ثوب المرأة، فمثلاً لو أن المرأة لبست طاقية، نقول: هذا تشبه، لأن الطاقية معروفة، أو غترة بيضاء أو حمراء فهذا تشبه، لأن هذه معروفة من ثياب الرجال، ومثله لو أن الرجل لبس ثوباً مخصصاً معروفاً للنساء، مثل الثياب المطرزة.
فليست القضية في الألوان، ليست المشكلة ما لون الثوب أبيض أو أحمر أو أسود أو غير ذلك المشكلة: لمن خصص هذا الثوب في المجتمع؟
إن كان خصص للنساء فيحرم عليكم أن تلبسوه معشر الرجال، وإن كان مخصصاً للرجال حرم عليكنَّ أن تلبسنه معشر النساء، فلا يجوز أن يكون الثوب الذي تلبسه المرأة المسلمة مشبهاً لباس الرجال.
ألا يشبه لباس المرأة لباس الكافرات
وفي سنن أبي داود ومسند أحمد من حديث ابن عمر بسند جيد، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: { من تشبه بقوم فهو منهم} فمن تشبه بالصالحين فهو منهم، من تشبهت بـأسماء وخديجة وعائشة وحفصة فهي منهنَّ وتحشر معهن يوم القيامة.
ومن تشبهت بالكافرات والفاجرات والفاسقات، من عارضات الأزياء والممثلات والمغنيات والراقصات، فهي منهن وتحشر معهن يوم القيامة {من تشبه بقوم فهو منهم} وفي صحيح مسلم عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه أنه قال: {رأى عليَّ النبي صلى الله عليه وسلم ثوبين معصفرين فقال لي: إن هذه من ثياب الكفار فلا تلبسها} فدل على أن التشبه يكون في كل شيء حتى في الثياب.
إذاً: هل صحيح أن بعض الأخوات المؤمنات الطيبات تذهب بنفسها، أو ترسل أخاها الصغير حتى يشتري لها ما يسمى بالبردة، وما هي البردة؟
يطلق النساء هذا اللفظ على مجلات الأزياء، وعلى المجلات التي يكون فيها صور للنساء، قد تكون جاءت من فرنسا، أو من تايلاند، أو حتى من بعض البلاد الإسلامية اسماً، والتي تأخذ تفصيلات الثياب عن الغرب وعن الأجانب، فتخيط المرأة أو تأمر أن يخاط ثوبها على نمط هذه الثياب بما فيه من فتحة واسعة للصدر، وبما فيه من عدم وجود الأكمام، بما فيه من قصر، بما فيه من ضيق، بما فيه من إبراز لمواضع الجمال في المرأة والفتنة، إلى غير ذلك، وكأن بيوت المسلمين وأسواقهم ونساءهم أصبحن أسواقاً مفتوحة لكل تقاليد الغرب وعادات الغرب، دون أن يكون لنا تميزنا نحن المسلمين.
وهذه في الواقع كارثة كبرى، فلم نعد أمة مستقلة، وأمة متميزة، حتى في هذه الأشياء العادية، أصبحنا نأخذها عن عدونا، وأمس البارحة، أتاني بعض الشباب بألوان من الثياب يلم الواحد منا رأسه إذا رآه، ثوب مرسوم عليه صواريخ (باتريوت) يا سبحان الله! وكتابات بلغات مختلفة.
وأعظم وأعجب من ذلك ثوب آخر، مرسومة عليه -إضافة إلى رمز معركة درع الصحراء- مرسومة عليه أعلام الدول الكافرة، أمريكا وفرنسا وبريطانيا وغيرها، وأعلام دول الكفر المعروفة كلها، فضلاً عن بعض الدول الإسلامية، ومنها علم المملكة بطبيعة الحال. وموضوعة على صدر الفتاة، أو على صدر الفتى.
فأعلام الكفار التي تمثل بلادهم يلبسها المسلم على صدره، وكأنه يقول إن قلبه أصبح مفتوحاً لهؤلاء ولهذه العادات، ولهذه الشعارات التي ما خرجت من بلاد الإسلام، ولا رفعت راية الإسلام يوماً من الأيام، وإن كان من بينها بعض شعارات الدول الإسلامية، لكن معظمها شعارات كافرة، فكيف يكون هذا؟!
وغداً -وليس بالبعيد- ستجد الثياب نفسها، وعليها صور لرجال رؤساء تلك الدول وزعمائها وكبرائها، ويلبسها الرجال وتلبسها النساء، ولماذا نستغرب هذا، ونحن نذكر أن هناك ملابساً كانت تأتي عليها صور مغنيين ومغنيات، أو فنانين أو فنانات، أو عليها كلمات مكتوبة باللغة الإنجليزية، وقد يلبسها الفتى أو تلبسها الفتاة، وهم لا يفقهون معنى الكلمة، وقد يكون معناها بذيئاً أو ساقطاً لكن لا يعرفون.
بل معناها هناك عبارات أحياناً قد تدل على نوع من الفساد، مكتوبة على الثوب ويلبسها الإنسان وهو لا يعرف معنى هذه الكلمة، أو قد يعرف أحياناً. فلا يجوز أن يتشبه الرجل المسلم أو المرأة المسلمة، بلباس الكفار بحال من الأحوال.
ألا يكون اللباس لباس شهرة
وما معنى شهرة؟
أن يكون الإنسان قصد بلبس الثوب أن يشتهر ويتكلم الناس عنه في المجالس، مثل أن تلبس الفتاة ثوباً غالياً جداً، بحيث يصبح حديث المجالس، حديث النساء: فلانة بنت فلان لابسة ثوباً شكله كذا، وصفته كذا، وخياطته كذا، وتفصيله كذا، وسعره كذا. فهذا ثوب شهرة.
وكذلك لو كان الثوب فيه أي مدعاة للشهرة، مثلاً: بعض النساء يكون الثوب تفصيله ملفتاً للنظر بشكل واضح وغير طبيعي وغير عادي، حتى إن بعض الناس يهمهم أن يذكروا ولو بالقبح، فهذا أيضاً ثوب شهرة، حتى لو كان هذا الثوب ثوب بلغ من البساطة مبلغاً عظيماً، بمعنى لو أنك تريد أن تظهر التواضع والزهد، فتلبس ثوباً بسيطاً جداً حتى يتحدث الناس عنك، فيقولون: فلان الزاهد لابس ثوباً من الأثواب البالية الرديئة جداً، وهذا -أيضاً- ثوب شهرة.
وفي الحديث الذي رواه أبو داود وابن ماجة، وهو حديث حسن يقول النبي صلى الله عليه وسلم: {من لبس ثوب شهرة ألبسه الله تعالى يوم القيامة ثوب مذلة، ثم ألهبه عليه ناراً} وهذا -أيضاً- دليل على أن هذا من الكبائر، فلبس ثياب الشهرة التي يقصد الإنسان من ورائها؛ أن يذكر في المجالس ويكون هو مجالاً لحديث الناس، فلانة لابسة ثوباً طوله كذا، وعرضه كذا، وشكله كذا.
أيها الإخوة والأخوات، إن من المشكلات: فقدان الأمة المسلمة -رجالها ونسائها- للهوية الإسلامية المتميزة، بحيث أصبحت مجتمعات المسلمين -كما قلتُ- باباً مفتوحاً لرياح التغريب، والتخريب، والتنصير، والعادات الغربية، يهودية أو نصرانية أو وثنية، أصبحت تفد إلينا من خلال رموز وشعارات وملابس وعادات وتقاليد، قد نفعلها نحن بدون وعي، لكن مع الوقت تصبح جزءاً من حياتنا، وجزءاً من تقاليدنا.
الشرط الأول: أن يكون اللباس ساتراً لبدن المرأة عند الأجانب.
يقول الله تعالى: وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا [النور:31] ثم يقول بعد ذلك: وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ [النور:31] إلى آخر الآية.
ويقول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه الترمذي وابن خزيمة: {المرأة عورة} إذن لابد أن يكون اللباس الذي تلبسه المرأة ساتراً لبدنها.
الشرط الثاني: ألا يكون اللباس زينة في نفسه.
بمعنى أن هناك بعض الملابس قد يستر البدن، ولكنه بنفسه زينه، وهو مثير وملفت للأنظار، وهو يستدعي فضول الرجال أكثر مما لو كان العضو مكشوفاً، وهذا كثيراً ما يوجد، ففي الآية السابقة يقول الله تعالى: وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا [النور:31] وليس معقولاً أن تستر المرأة الزينة من بدنها بزينة أخرى، هي أكثر مدعاة للإثارة وجلباً للفضول.
مثلاً: كثيرٌ من النقوش والزخارف الموجودة في الثياب ملفتة للنظر، بل إن كثيراً من الألوان ملفتة للنظر، أو كون الثوب مكوناً من ألوان عديدة فاقعة ولماعة وجذابة، هذا الثوب يكون زينة في نفسه.
كذلك العباءة، فالعباءة ستر ولاشك، مطلوب من المرأة أن تستر ثيابها بالعباءة، وهي الجلباب قال الله: يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ [الأحزاب:59] هذه العباءة قد تكون -أحياناً- مطرزة بتطريزات، وموشاة بألوان من الرسوم والزخارف والنسيج، الذي هو أكثر إثارة مما لو ظهرت المرأة بثيابها دون أن تلبس العباءة، ومثل ما يسمونه بـ"الكاب" وقد تلبسه بعض النساء بديلاً عن العباءة.
وقد أتاني عدد من الشباب الإخوة العاملين في هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر -جزاهم الله خيراً- بنماذج من هذا الكاب الذي يباع في الأسواق وتشتريه النساء، فرأيت في ذلك عجباً، من ألوان التطريز والتجميل والجاذبية التي هي في حد ذاتها مدعاة للإثارة، فمثل هذا لاشك أنه لا يحقق الغرض المقصود من لبسه؛ لأن المرأة حين تلبس الكاب أو العباءة، إنما لبسته لمزيد من التستر، فما بالك إذا كان هو يدعو إلى مزيد من الفضول ولفت الأنظار.
وقل مثل ذلك بالنسبة لغطاء الوجه، فالمرأة مأمورة أن تغطي وجهها بالغطاء، أو بالخمار الذي تستر به وجهها وشعرها، حتى لا ينظر الرجال إلى وجهها فيفتتنوا به، لأن الوجه هو مجتمع محاسن المرأة، ومظهر من أهم مظاهر جمالها، والناس إذا وصفوا المرأة بجمال أو غيره، فإنما يصفون غالباً وجهها، فأمرت بستر وجهها بغطاء، فما بالك إذا كان هذا الغطاء نفسه جمالاً، قد يستر بعض عيوب المرأة ويظهر جمالها. مثل أن تلبس المرأة حجاباً خفيفاً شفافاً، يظهر الجمال ويستر القبيح، فهذا لا شك أن عدمه خير من وجوده، وهو أولى بالتحريم من كشف الوجه.
أو أن تلبس المرأة ما يسمى بالنقاب أو البرقع، فيكون هذا النقاب قد فتحت المرأة لعينيها فتحتين كبيرتين جداً، يظهر منهما العينان بكمالهما، ويظهر شعر الحواجب، ويظهر جزء غير قليل من الخدين. فيكون مدعاة للإثارة، ويستر ما قد يكون في المرأة من نقص أو عيب، لاشك أن هذا أيضاً هو زينة في نفسه.
فيشترط في لباس المرأة المسلمة وسترها؛ ألا يكون زينة في نفسه، لأن الزينة نفسها مأمور بعدم إبدائها، كما قال تعالى: وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ [النور:31] فكيف تستر الزينة بزينة أخرى؟
هذا لا يصلح ولا يسوغ!!
الشرط الثالث: ألا يكون اللباس ضيّقاً يصف الجسد.
فبعض النساء قد تلبس ثوباً طويلاً، وليس زينة في نفسه، ساتراً لجميع البدن، لكن هذا الثوب ضيق جداً، يصف حجم عظام المرأة، ويصف تقاطيع بدنها، ويلفت النظر إليها، وقد أتى حديث أسامة بن زيد رضي الله عنه {أن النبي صلى الله عليه وسلم أعطاه ثوباً فلم يره عليه، فقال له: أين هو؟ قال: يا رسول الله، كسوته زوجتي فلانة. قال له النبي صلى الله عليه وسلم: مرها فلتجعل تحته غلالة، فإني أخاف أن يصف حجم عظامها
أما إذا كانت المرأة عند الرجال الأجانب، أو ستمر بأجانب، فلا شك أن كونها تلبس ثوباً ضيقاً يصف بدنها، أن هذا مدعاة الإثارة والفتنة، لكن حتى لو كانت عند محارم أو أقارب ليسو أجانب عنها، كالأخ والعم والخال أو كانت عند نساء، فإنه جدير بالمرأة المسلمة ألا تلبس هذا الثوب الضيق لأسباب، ولهذا أقل ما يقال فيه الكراهية، بل بعض العلماء أطلق عليه التحريم في مثل هذه الحالة:
أولاً: لأن هذا مدعاة لأن يقلدها بعض النساء، فيظهرن بهذا الثوب أمام المحارم وأمام الأجانب على حد سواء، كما أنه حتى عند المحارم ينبغي للإنسان أن لا يسترسل في الحديث والانطلاق في هذه الأمور، ولست بحمد الله ممن يبالغون في التخويف من فساد الواقع، بل نحن ندعو دائماً إلى الاعتدال، وأن يرى الإنسان الفساد ويرى الخير والصلاح إلى جانبه فلا يبالغ.
لكنني أحدثكم عن معايشة، وقد اتصل بي كثير من الشباب، وبعضهم كتبوا إليَّ رسائل يرتعد الإنسان منها ويتعجب أشد العجب، أن من الشباب من يفتتنون بمحارمهم!! ومنهم من يقع معهن بما لا يرضي الله عز وجل بل بما يسخطه! ومنهم من ينظر -وهذا ليس بالقليل- إلى محارمه نظرة إعجاب ونظرة شهوة! وقد تكون أخته أو عمته أو خالته أو قريبته ممن لا تحتجب منه.
ومع ذلك إذا تزينت وتجملت أثارت غريزته وشهوته وفضوله، فربما نظر إليها بشهوة، وربما اقترب منها، وربما حصل ما لا تحمد عقباه، لا أبالغ في هذا، ولا أقول إن هذا موجود في كل بيت، لكنني أقول إنه موجود حتى في بعض المجتمعات النظيفة. فلا تتساهل المرأة مع المحارم أو مع النساء، كما أن النساء مع النساء قد يحدث من ذلك أشياء وأشياء.
إذاً المرأة ينبغي أن تتحفظ، حتى في مثل المجتمعات البعيدة عن الرجال الأجانب، ولا تسترسل في لبس الثياب الضيقة أو الثياب القصيرة التي لا تستر.
الشرط الرابع: ألا يكون الثوب شفافاً يـبين ما تحته.
وذلك لأن الثوب الشفاف لا يتحقق به مقصود الشارع في الستر، ولهذا وصف النبي صلى الله عليه وسلم النساء اللاتي رآهن في النار فقال كما في صحيح مسلم: {صنفان من أمتي من أهل النار لم أرهما، وذكر: نساء كاسيات عاريات} فهن كاسيات من جهة، عاريات من جهة أخرى، وأحسن وأصدق ما ينطبق عليه هذا الوصف، هي المرأة التي تلبس الثوب -كما قال الإمام ابن عبد البر- وغيره: الثوب الخفيف الذي يصف ولا يستر، فهن كاسيات في الاسم عاريات في الحقيقة، عليها ثوب لكنه ثوبٌ شفاف خفيف.
بل إن هذا الثوب الشفاف -أحياناً- يكون أكثر لفتاً للنظر من كون العضو نفسه مكشوفاً، ولهذا الذين يتفننون في الإثارة من اليهود، الذين يقفون أمام ووراء بيوت الأزياء الموجودة في أمريكا وفرنسا وبريطانيا وغيرها، ويصدرون الأزياء التي يقصدون من ورائها؛ أن تكون المرأة سلعة لمجرد متعة الرجل وقضاء شهوته ووطره، يحرصون على تصدير هذه الثياب الشفافة إلى نساء العالم، وبالذات إلى نساء المسلمين؛ لأنهم يعرفون مدى قدرة هذه الثياب الشفافة على تلميع وتجميل المرأة.
إذاً: لا يجوز أن تلبس المرأة المسلمة ثوباً شفافاً يـبين ما تحته، وليس بالضرورة أن يكون الثوب كله شفافاً، فقد يكون بعض الثوب، فبعض النساء -مثلاً- يكون الثوب شفافاً من عند أعلى الكتف إلى أسفل الذراع، أو إلى نهاية اليد، فيكون هذا القدر من الثوب شفافاً يـبين ما وراءه، وقد يـبين جزءاً من صدرها، أو يبين ساقيها أو جزءاً منهما، هذا كله لا يجوز.
استمع المزيد من الشيخ سلمان العودة - عنوان الحلقة | اسٌتمع |
---|---|
أحاديث موضوعة متداولة | 5118 استماع |
حديث الهجرة | 5007 استماع |
تلك الرسل | 4155 استماع |
الصومال الجريح | 4146 استماع |
مصير المترفين | 4123 استماع |
تعرف على الله في الرخاء يعرفك في الشدة | 4052 استماع |
وقفات مع سورة ق | 3976 استماع |
مقياس الربح والخسارة | 3929 استماع |
نظرة في مستقبل الدعوة الإسلامية | 3872 استماع |
التخريج بواسطة المعجم المفهرس | 3833 استماع |