للنساء فقط


الحلقة مفرغة

الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم، مالك يوم الدين، وصل اللهم وسلم وبارك على خاتم النبيين وعلى آله وصحبه أجمعين.

أما بعــد:

أخواتي المؤمنات: السلام عليكن ورحمة الله وبركاته.

الحديث -في هذه الأيام- عن المرأة ذو شجون -كما يقال- إن من نعمة الله عز وجل علينا وعلى الناس، أنه كتب الحفظ لهذا الدين، وحفظ الله عز وجل لهذا الدين هو أمر تكفل به سبحانه ولم يكل حفظه إلينا فقال: إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ [الحجر:9]. وليس حفظ الدين فقط بحفظ القرآن والسنة من التحريف، والزيادة، والنقصان، وإن كان هذا جزءاً من حفظه لهذا الدين؛ لكن حفظ الدين يكون -مع ذلك- بأن الله عز وجل يقيض في كل زمان وفي كل مكان، من يقوم من الناس -رجالاً ونساءً- بأمر هذا الدين، ويعمل به في خاصة نفسه، ويدعو إليه غيره، ويواجه حملات المغرضين والمشككين، من الكفار المعلنين بكفرهم: كاليهود، والنصارى، والشيوعيين، ومن المنافقين الذين يتسترون باسم الإسلام، وحقيقة قصدهم: طعن الدين خفية وتقية من الداخل:

والمدعون هوى الإسلام سيفهم      مع الأعادي على أبنائه النجب

يخادعون به أو يتقون به     وما له منهم رفد سوى الخطب<

هجوم الأعداء على المرأة المسلمة

أختي المسلمة: الله عز وجل يصنع، والبشر يحاولون فيفشلون.. لقد هجم أعداء الإسلام على المرأة المسلمة منذ زمن بعيد.. هجموا على المرأة المسلمة في تركيا يوم قام مصطفى أتاتورك ينادي بـالعلمانية، ويمنع الالتزام بأحكام الإسلام، ويعتبر أن دخول المرأة المسلمة إلى الجامعة بالحجاب مناقض لتعاليم العلمانية التي نادى بها، فتمنع المرأة المسلمة من ذلك، وتبعه على ذلك رموز العلمانية في مصر، وبلاد المغرب العربي، والشام، وأخيراً في عدد من دول الخليج كـالكويت وغيرها.

فسارت المرأة على الركاب، واختلطت بالرجل في مكان العمل، والمدرسة، والجامعة، وفي كل مكان، وأصبح التزام المرأة بالحجاب هناك -خاصة في أماكن العمل والدراسة- مناقضاً لأنظمة الدول التي تنادي بـالعلمانية وتفرضها.. ولكن بلاد الإسلام في هذه الجزيرة ظلت حافظة للأمانة، ممتنعة على هجمات الأعداء الغربيين والمستغربين.

وضع المرأة في المملكة

في هذه الأوقات بلغ السيل الزبى -كما يقال- وغضب العدو -غضبةً كبيرة- أن هذه البلاد ما زالت متمنعة، وما زالت تحارب تقاليد الغرب، وتحافظ على أخلاقيات الإسلام، خاصة فيما يتعلق بالمرأة. والعدو منذ زمن طويل، هو يخطط، وقد درس مجموعة من الفتيات في بلاده، وزرعهن هنا؛ للدعوة إلى العلمانية والتغريب، والتخريب، وإخراج المرأة من بيتها، وتشويه تعاليم الإسلام؛ حتى وجدنا منهن من تعتبر أن تعاليم الإسلام تعوق مسيرة المرأة نحو التقدم، ووجدنا من تسخر من العلماء، ومن تسميهم برجال الدين؛ وتسخر من أئمة الدعوة إلى الإسلام في هذه البلاد وفي غيرها، وتنادي بما تنادي به أخواتها في الشرق والغرب -من تحرير المرأة- ووجدنا في أعلى وأرقى المستويات في هذه البلاد من يدندن على هذه النعرة الجاهلية التي سمعناها منذ قديم.

ولا شك أن هؤلاء النسوة أثرن في طبقة من الفتيات؛ لكن يبدو أن العدو لا يروق له أبداً أنه يعمل على خطوات بطيئة؛ كأنه نفد صبره، وجن جنونه؛ إنه على رغم تلك الجهود الجبارة كانت الثمرات قليلة، وأقل مما يريد.

ولذلك بدأت أجهزة الإعلام الغربي تضرب على هذا الوتر، وتتكلم بجراءة، ووقاحة عن وضع المرأة في السعودية، وأنه وضع لا يطاق، وأن المرأة ما زالت تعيش ما يسمونه بعصر الحريم، حيث لا يرى من المرأة شيء، ولا بيدو منها شيء، وأن المرأة منعزلة عن الرجل في كل شيء، حتى في المنـزل، فضلاً عن السوق، فضلاً عن المدرسة، والجامعة، ومكان العمل.

فبدأت أجهزة الإعلام الغربية تتكلم بصورة مذهلة عن وضع المرأة هنا! وتركز على أن الجيل الجديد من النساء، وأن المرأة الجديدة في المملكة تريد أن تتمرد على هذه التعاليم؛ لكنها لا تستطيع أن تفعل ذلك؛ بسبب ضغوط المجتمع، وبسبب الأنظمة المرعية القائمة، المعمول بها هنا.. فظلوا يضربون على هذا الوتر، ويتكلمون بهذه اللهجة؛ وكأنهم يحرضون مجموعة من صنائعهم في هذه البلاد، على أن يقمن بحركة قوية لإماطة اللثام عن الخطة التي يعملون بها، وأن ينتقل عملهم من السر إلى العلن، ومن كونه عملاً بطيئاً، إلى كونه عملاً سريعاً.

أختي المسلمة: الله عز وجل يصنع، والبشر يحاولون فيفشلون.. لقد هجم أعداء الإسلام على المرأة المسلمة منذ زمن بعيد.. هجموا على المرأة المسلمة في تركيا يوم قام مصطفى أتاتورك ينادي بـالعلمانية، ويمنع الالتزام بأحكام الإسلام، ويعتبر أن دخول المرأة المسلمة إلى الجامعة بالحجاب مناقض لتعاليم العلمانية التي نادى بها، فتمنع المرأة المسلمة من ذلك، وتبعه على ذلك رموز العلمانية في مصر، وبلاد المغرب العربي، والشام، وأخيراً في عدد من دول الخليج كـالكويت وغيرها.

فسارت المرأة على الركاب، واختلطت بالرجل في مكان العمل، والمدرسة، والجامعة، وفي كل مكان، وأصبح التزام المرأة بالحجاب هناك -خاصة في أماكن العمل والدراسة- مناقضاً لأنظمة الدول التي تنادي بـالعلمانية وتفرضها.. ولكن بلاد الإسلام في هذه الجزيرة ظلت حافظة للأمانة، ممتنعة على هجمات الأعداء الغربيين والمستغربين.

في هذه الأوقات بلغ السيل الزبى -كما يقال- وغضب العدو -غضبةً كبيرة- أن هذه البلاد ما زالت متمنعة، وما زالت تحارب تقاليد الغرب، وتحافظ على أخلاقيات الإسلام، خاصة فيما يتعلق بالمرأة. والعدو منذ زمن طويل، هو يخطط، وقد درس مجموعة من الفتيات في بلاده، وزرعهن هنا؛ للدعوة إلى العلمانية والتغريب، والتخريب، وإخراج المرأة من بيتها، وتشويه تعاليم الإسلام؛ حتى وجدنا منهن من تعتبر أن تعاليم الإسلام تعوق مسيرة المرأة نحو التقدم، ووجدنا من تسخر من العلماء، ومن تسميهم برجال الدين؛ وتسخر من أئمة الدعوة إلى الإسلام في هذه البلاد وفي غيرها، وتنادي بما تنادي به أخواتها في الشرق والغرب -من تحرير المرأة- ووجدنا في أعلى وأرقى المستويات في هذه البلاد من يدندن على هذه النعرة الجاهلية التي سمعناها منذ قديم.

ولا شك أن هؤلاء النسوة أثرن في طبقة من الفتيات؛ لكن يبدو أن العدو لا يروق له أبداً أنه يعمل على خطوات بطيئة؛ كأنه نفد صبره، وجن جنونه؛ إنه على رغم تلك الجهود الجبارة كانت الثمرات قليلة، وأقل مما يريد.

ولذلك بدأت أجهزة الإعلام الغربي تضرب على هذا الوتر، وتتكلم بجراءة، ووقاحة عن وضع المرأة في السعودية، وأنه وضع لا يطاق، وأن المرأة ما زالت تعيش ما يسمونه بعصر الحريم، حيث لا يرى من المرأة شيء، ولا بيدو منها شيء، وأن المرأة منعزلة عن الرجل في كل شيء، حتى في المنـزل، فضلاً عن السوق، فضلاً عن المدرسة، والجامعة، ومكان العمل.

فبدأت أجهزة الإعلام الغربية تتكلم بصورة مذهلة عن وضع المرأة هنا! وتركز على أن الجيل الجديد من النساء، وأن المرأة الجديدة في المملكة تريد أن تتمرد على هذه التعاليم؛ لكنها لا تستطيع أن تفعل ذلك؛ بسبب ضغوط المجتمع، وبسبب الأنظمة المرعية القائمة، المعمول بها هنا.. فظلوا يضربون على هذا الوتر، ويتكلمون بهذه اللهجة؛ وكأنهم يحرضون مجموعة من صنائعهم في هذه البلاد، على أن يقمن بحركة قوية لإماطة اللثام عن الخطة التي يعملون بها، وأن ينتقل عملهم من السر إلى العلن، ومن كونه عملاً بطيئاً، إلى كونه عملاً سريعاً.

عندما جاءت تلك المحاولة المعروفة لقيادة المرأة للسيارة، وبصورة مظاهرة -كما هو معروف- ولم يكن المقصود هذا المظاهرة بذاتها، وإنما كان في الأمر أمرٌ وراء ذلك وفوق ذلك، كان المقصود من ذلك أمور أولها:

رفع راية للنساء

-كما يقولون- إلقاء حجر في هذا الماء الراكد؛ لتحريك وضع المرأة، وحياة المرأة، وحالة المرأة، وإثارة المعاني والمشاعر عند كل من يوجد في قلبها مرض.. كأنهن يردن بهذا العمل رفع راية تلتف حولها النساء الراغبات في التحرر -كما يقال- في كل مكان.

ولذلك: لا غرابة أن تجد أصواتاً منكرة هنا وهناك تنادي بما نادت به أولئك النسوة، أو تنادي بأمر قريب منه، أو شبيه به، وإن كانت أصواتاً قليلة، وأصواتاً هزيلة، وأصواتاً هي شذوذ يثبت القاعدة ويؤكدها ويحققها، إلا أن هذه الأصوات إنما ظهرت وارتفعت، يوم سمعت بذلك الصوت المنكر من تلك الفئة الباغية التي تنادي بقيادة المرأة للسيارة، ومن وراء ذلك تنادي بالحرية، وهي إنما تقصد أن ترفع راية تلتف حولها النساء الداعيات إلى التحرر.

وقد اتصل بي عدد من الطلاب من أمريكا يتكلمون عما يفعله الإعلام الغربي بعد هذه الحادثة الكبيرة، وكيف أنه أصبح ينفخ في نار الفتنة، ويحاول أن يبرز الشذوذات الموجودة في مجتمعنا، ويرسم نماذج للنساء المنحرفات والفاسقات، وماذا يطالبن به؟! ويعمل المقابلات مع أعداد كبيرة من هؤلاء النسوة، حتى البالغات إلى غاية الشذوذ ممن يطالبن بالرذيلة علانية، وإتاحة الفرصة للفساد وللفجور، ويطالبن بذلك بشكل صريح، وألفاظ لا تحتمل اللبس.. ليبرز مثل هذه الشذوذات، ويحاول أن يصور أن المجتمع أو أن الجيل الجديد من المرأة السعودية يطالب بذلك -يطالب بكل تعاسة الغربيين، حتى ممارستهم للجنس قبل الزواج- لا يمانع في ذلك.. فيحاول الغرب، وإعلامه أن يبرز المرأة في هذه البلاد على أنها كذلك، وإنما يمنعها من ذلك العادات والتقاليد، والأنظمة المفروضة بالقوة. هكذا يريد الغرب أن يصور لنا واقع الفتاة المسلمة، وواقع الجيل الجديد من المرأة السعودية -كما يقول.

فهذا هو الأمر الأول الذي تريده أولئك النسوة، أن يلتف حولهن عدد من الأصوات المنافقة، الأصوات التي تربت على موائد الغرب، وعلى مدارسه، وتخرجت من جامعاته، وعاشت فيه؛ حتى ترتفع هذه الأصوات في كل مكان؛ فتحدث خلخلة في المجتمع، يصعب تلافيها أو إسكاتها.. هذا من أهم مقاصدهم.

بداية حقيقية لتحرير المرأة

والأمر الآخر الذي كانوا يحلمون به هو أن تمر هذه الحركة بسلام، أو بردود فعل ضعيفة، فتكون بداية حقيقية لأن يعملوا علانية في تغيير وضع المرأة في هذه البلاد. فكانوا وما زالوا يعتبرون هذه نقلة نوعية في عمل تحرير المرأة في السعودية، ولذلك يقولون إن يوم الثلاثاء الذي تمت فيه تلك المظاهرة، سوف يظل يوماً تاريخياً مجيداً، وسوف يظل ذكرى تحييها الأجيال -كما يتوقعون- وتعتبرها بداية حقيقية لتحرير المرأة، وظهورها على الشوارع تقود السيارة، وتتمرد على تلك التعاليم الجائرة.. تلك أمانيهم، وهذه مطامعهم، وهذا ما كانت تمليه عليهم رغباتهم الفاسدة، وظنونهم الكاذبة، وجهلهم بالمجتمع الذي يتحركون فيه.

-كما يقولون- إلقاء حجر في هذا الماء الراكد؛ لتحريك وضع المرأة، وحياة المرأة، وحالة المرأة، وإثارة المعاني والمشاعر عند كل من يوجد في قلبها مرض.. كأنهن يردن بهذا العمل رفع راية تلتف حولها النساء الراغبات في التحرر -كما يقال- في كل مكان.

ولذلك: لا غرابة أن تجد أصواتاً منكرة هنا وهناك تنادي بما نادت به أولئك النسوة، أو تنادي بأمر قريب منه، أو شبيه به، وإن كانت أصواتاً قليلة، وأصواتاً هزيلة، وأصواتاً هي شذوذ يثبت القاعدة ويؤكدها ويحققها، إلا أن هذه الأصوات إنما ظهرت وارتفعت، يوم سمعت بذلك الصوت المنكر من تلك الفئة الباغية التي تنادي بقيادة المرأة للسيارة، ومن وراء ذلك تنادي بالحرية، وهي إنما تقصد أن ترفع راية تلتف حولها النساء الداعيات إلى التحرر.

وقد اتصل بي عدد من الطلاب من أمريكا يتكلمون عما يفعله الإعلام الغربي بعد هذه الحادثة الكبيرة، وكيف أنه أصبح ينفخ في نار الفتنة، ويحاول أن يبرز الشذوذات الموجودة في مجتمعنا، ويرسم نماذج للنساء المنحرفات والفاسقات، وماذا يطالبن به؟! ويعمل المقابلات مع أعداد كبيرة من هؤلاء النسوة، حتى البالغات إلى غاية الشذوذ ممن يطالبن بالرذيلة علانية، وإتاحة الفرصة للفساد وللفجور، ويطالبن بذلك بشكل صريح، وألفاظ لا تحتمل اللبس.. ليبرز مثل هذه الشذوذات، ويحاول أن يصور أن المجتمع أو أن الجيل الجديد من المرأة السعودية يطالب بذلك -يطالب بكل تعاسة الغربيين، حتى ممارستهم للجنس قبل الزواج- لا يمانع في ذلك.. فيحاول الغرب، وإعلامه أن يبرز المرأة في هذه البلاد على أنها كذلك، وإنما يمنعها من ذلك العادات والتقاليد، والأنظمة المفروضة بالقوة. هكذا يريد الغرب أن يصور لنا واقع الفتاة المسلمة، وواقع الجيل الجديد من المرأة السعودية -كما يقول.

فهذا هو الأمر الأول الذي تريده أولئك النسوة، أن يلتف حولهن عدد من الأصوات المنافقة، الأصوات التي تربت على موائد الغرب، وعلى مدارسه، وتخرجت من جامعاته، وعاشت فيه؛ حتى ترتفع هذه الأصوات في كل مكان؛ فتحدث خلخلة في المجتمع، يصعب تلافيها أو إسكاتها.. هذا من أهم مقاصدهم.

والأمر الآخر الذي كانوا يحلمون به هو أن تمر هذه الحركة بسلام، أو بردود فعل ضعيفة، فتكون بداية حقيقية لأن يعملوا علانية في تغيير وضع المرأة في هذه البلاد. فكانوا وما زالوا يعتبرون هذه نقلة نوعية في عمل تحرير المرأة في السعودية، ولذلك يقولون إن يوم الثلاثاء الذي تمت فيه تلك المظاهرة، سوف يظل يوماً تاريخياً مجيداً، وسوف يظل ذكرى تحييها الأجيال -كما يتوقعون- وتعتبرها بداية حقيقية لتحرير المرأة، وظهورها على الشوارع تقود السيارة، وتتمرد على تلك التعاليم الجائرة.. تلك أمانيهم، وهذه مطامعهم، وهذا ما كانت تمليه عليهم رغباتهم الفاسدة، وظنونهم الكاذبة، وجهلهم بالمجتمع الذي يتحركون فيه.


استمع المزيد من الشيخ سلمان العودة - عنوان الحلقة اسٌتمع
أحاديث موضوعة متداولة 5155 استماع
حديث الهجرة 5026 استماع
تلك الرسل 4157 استماع
الصومال الجريح 4148 استماع
مصير المترفين 4126 استماع
تعرف على الله في الرخاء يعرفك في الشدة 4054 استماع
وقفات مع سورة ق 3979 استماع
مقياس الربح والخسارة 3932 استماع
نظرة في مستقبل الدعوة الإسلامية 3874 استماع
العالم الشرعي بين الواقع والمثال 3836 استماع