خطب ومحاضرات
من للمسلمين
الحلقة مفرغة
الحمد لله رب العالمين نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبد ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم أما بعد: فهذه الجلسة سوف تمر عبر العناوين التالية:
أولاً: تقارير عن أوضاع المسلمين هنا وهناك.
ثانياً: جوانب إيجابية.
ثالثاً: الحقد الصليبي يتحرك.
رابعاً: اليهود يدافعون عن حقوقهم.
خامساً: إيران تنشر مذهبيتها ولغتها.
سادساً: أين المسلمون.
سابعاً: لماذا نحجم؟
ثامناً: ما هو الواجب؟
وأعجب أن كل الكلام الذي سوف أقوله لكم، والتقارير والمعلومات التي سوف أقدمها، أنها وصلت إلي خلال هذا الأسبوع، فأنا حين أتحدث عن موضوع ما، لا أتكلم عنه على سبيل الاستقصاء والحصر، وإنما أقدم لكم حصيلة أسبوع واحد مما وصلني، وأقول والله شهيد على ما أقول: أن الذي وصل إلي -سوف أقدم لكم بعضه- لم أسع في تحصيله ولم أبحث عنه، وإنما وصلت إلي عفواً من جهود الإخوة، وتقارير جاءت من هنا وهناك.
التقارير الأسبوعية
لو أننا حرصنا خلال أسبوع، أن نجمع كل ما كتب، وكل ما قيل عن المسلمين، أو عن الموضوعات الأخرى التي سوف أتحدث عنها، بل كيف سيكون الموضوع لو أردنا أن نعالجه ونتحدث عنه بشمولية، ونذكر ما يتكلم عنه الإعلام، وما تتحدث عنه التقارير منذ زمن بعيد، لكان الأمر أكبر من طاقاتنا، وأكبر من إمكانياتنا، وأكبر من هذا الوقت المخصص لهذه المحاضرة.
النقطة الأولى: تقارير مجملة وسريعة عن أوضاع المسلمين في أكثر من مكان:
الصوماليون في كينيا وما حولها
وهناك نقصٌ شديد في المياه، حيث لا توجد آبار في المعسكرات، وإنما يشرب هؤلاء المسلمون من نهر ملوث، يشرب منه الناس والأنعام، ويغتسلون ويتوضئون منه، ولذلك فهو أحد مصادر الأمراض التي تفتك بهم وتنتشر بينهم.
وتقرير سمعته بأذني، من إحدى الإذاعات الغربية، يقول معد التقرير: إنه رأى طابوراً طويلاً في انتظار جرة من الماء، يحصل عليها الواحد، فيكتفي بها طيلة اليوم مع أنها لا تكفي، ولا تعادل (25%) من حاجته الحقيقية، وأنه يضطر إلى الوقوف في هذا الطابور على مدى اثنتي عشرة ساعة، من أجل الحصول على قارورة ماء، أما التعليم فهو شبه مفقود، فلا مدارس، ولا خلاوي لتحفيظ القرآن، ولا كتب ولا أشرطة ولا غيرها. أحد المعسكرات هناك تشرف عليه منظمة الصليب الأحمر الدولي، والآخر تشرف عليه السفارة الإيطالية، هرب المسلمون إلى هذه المعسكرات، والمخيمات فراراً من جحيم الحرب التي تدور رحاها في الصومال، ومنظمة الأمم المتحدة تتجاهل الأوضاع الصعبة، والسيئة التي يعيش فيها المسلمون هناك، ولا تعيرهم أي اهتمام، لأنهم من المسلمين أولاً، ولأنهم من السود ثانياً. وإذا كانت المنظمة الدولية، وكذلك قوانين الغرب والشرق، لا تعترف صراحة بالتفريق العنصري على أساس اللون، أو على أساس الدين أو المذهب، فإن الحقيقة أن هذه الدول وهذه المنظمات تعترف بذلك من باب الاعتراف بالأمر الواقع، فلا ترقب في المسلمين إلا ولا ذمة.
يقول التقرير أيضاً أن احتياجات المسلمين الأولية، كإسعاف، لابد منه عاجلاً لضمان حياتهم، يتوافر فيما يلي:
أولاً: ثلاثة آلاف كيس من الذرة يمكن تأمينها من كينيا كإسعاف أولي.
ثانياً: حفر ما لا يقل عن عشرة آبار بتكلفة البئر الواحد خمسة آلاف ريال.
ثالثاً: تعيين عشرة أطباء من الرجال، وعشر طبيبات من النساء، وقد يكون هؤلاء الأطباء موجودين أصلاً في تلك المخيمات، ولكنهم لا يستطيعون أن يباشروا عملهم في ظل الظروف الحالية، ويحتاج كل واحد منهم إلى مرتب، أقل ما يكون ألف ريال في قيامه بعمله، مع وجوب تأمين الأدوية والأجهزة الضرورية، كذلك تعيين عشرين داعية ومعلماً للقرآن الكريم، وبناء ثلاث مدارس ابتدائية، حتى ولو كان بناؤها من القش لحماية أبناء المسلمين، وبناء مساجد كافية بتلك المخيمات، وتكلفة المسجد تقارب، كما يقول التقرير ثلاثين ألف ريال، ويمكن أن يبنى المسجد من بنايات متواضعة -كما ذكرت- من القش، أو من الكراتين أو من الخرق البالية أو من غير ذلك، فتكون التكلفة أقل من ذلك بكثير جداً، وربما تُغطي هذه الثلاثون الألف بناء المساجد من هذه النوعية في جميع المخيمات.
كشمير
أحد الشباب أُحْرِقَ أمام والده الكفيف، الذي ليس له غيره، فصبوا عليه البنـزين، ثم أحرقوه إلى جوار والده الذي لا يرى، ولكنه أحس بهذا المشهد، وأن فلذة كبده وابنه الوحيد الذي هو يعتمد عليه بعد الله في العيش والذهاب والإياب، وتأمين الحياة والمعيشة قد أُحْرِقَ أمامه، بعد أن صُب عليه البنـزين، فعن التعذيب الوحشي حدِّث ولا حرج.. أجساد تمزق بالطلقات النارية، حتى أجساد الموتى لم تسلم فإحدى الجنائز لما مر بها المسلمون -وكانوا مجموعة- طلب منهم جنود الهند أن يبتعدوا، فلما رفضوا أطلقوا النار على من يحملون الجنازة وعلى الجنازة، نفسها التي أصيبت بثمان طلقات من الأعيرة النارية، وأحياناً يمنعون الإغاثة عنهم.
هناك مجموعة سقطوا في إحدى المحاولات التي قام بها المسلمون لإحداث نوع من المظاهرة، فضربهم الجنود واسقطوا منهم مجموعة، فلما جاء المسلمون لإغاثتهم هددوهم بالقتل، وقالوا: نحن لم نضربهم لكي تغيثوهم، وإنما ضربناهم لكي يموتوا، فإذا ماتوا شأنكم بهم.
أما التجمعات النسائية فإنهم يفرقونها بالقوة، ويستخدمون القوة لذلك إذا لزم الأمر، وهناك طعنات تمتد من أعلى العنق إلى أسفل البطن، وقد رأيت صوراً تعبر عن كل هذه الأشياء محفوظة في (ألبوم)، موجودة يمكن الاطلاع عليها لمن شاء ذلك، فترى المسلم وقد شق بالسكاكين والخناجر من أعلى عنقه إلى أسفل بطنه مروراً بصدره، ثم قام المسلمون بعد ذلك بخياطته قبل أن يودعوه إلى قبره.
هناك ثلاثون امرأة تفننوا في تعذيبهن وقتلهن أمام أطفالهن، وهناك حفر موجودة لضحايا القتل الجماعي، وتدمير المنازل حتى أصبح جزء من الناس بدون مأوى، ومجموعة من النساء، -وأحياناً- من كبيرات السن والعجائز، وأحياناً من الفتيات الصغيرات، صرن ضحايا للاغتصاب الجماعي من قبل جنود الجيش الهندي، يتناوب على المرأة الواحدة عشرات من الجنود، وبعضهن كما ذكرت كبيرات السن، وبعضهن أصبحن حوامل، وبعضهن يحملن بين أيديهن أطفالاً من الزنا بالإكراه.
وفرض تحديد النسل على المسلمين، حتى ولاية كشمير في الهند احتلت رقماً قياسياً في تحديد النسل، أما ما يتعلق بتجهيل المسلمين في تلك الولاية، فيكون ذلك عن طريق منع تحفيظ القرآن، وتشجيع السفر ومنع ذبح البقر، من أجل ترسيخ قدسية البقر في نفوس المسلمين؛ لأن الهندوس يقدسون البقر -كما هو معروف- كذلك تشجيع شرب الخمور والفجور، وتأسيس السينما والملاهي والكازينوهات وغيرها، والحيلولة بين المسلمين وبين تعلم دينهم، وهذا لا يمنع من وجود مدارس إسلامية، ومراكز لتحفيظ القرآن، ونشر الكتب الإسلامية، ولكنها تتم بالرغم من جهود الهنود الذين يحاولون النيل من أي بادرة من بوادر التعليم الإسلامي هناك.
وتقول تلك التقارير.. إن من المقترحات لإنقاذ المسلمين في كشمير، دعم الجهاد إعلامياً، وإرسال وفود من قبل المنظمات الإسلامية، لكتابة تقارير حقيقية عن الوضع هناك، وتزويد المسلمين بها، وكشف ما يعانيه المسلمون هناك للمسلمين في كل مكان إضافةً إلى الدعم المالي والدعم الصحي.
بورما
وقد نشر في جريدة الشرق الأوسط، عن جرح خمسمائة على الأقل، وأنه تم تدمير ما يزيد على ثلاثة آلاف منـزل عن طريق الإحراق.
العراق
الأكراد
مما تعلمناه من رسول الله صلى الله عليه وسلم {أن امرأة دخلت النار في هرة حبستها لا هي أطعمتها ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض} وهذا حديث متفق عليه، فما بال، وما ذنب الأبرياء في العراق في بلاد الأكراد؟! لماذا يُمنعون من شرب الماء النقي؟! ولماذا يُمنعون من أكل الطعام الذي به قوام حياتهم؟! ولماذا يحرم أطفالهم من الحليب؟! ولماذا يحال بينهم وبين حق العيش، وحق الحياة؟! إن هذه الخطة الظالمة الآثمة التي يديرها الغرب الصليبي على المسلمين في العراق، وعلى كردستان، وفي كل مكان، أحلف بالله.. لو أن تلك الشعوب كانت شعوباً نصرانية لانتفض الغرب من أقصاه إلى أقصاه، والشرق معه، وقام ينادي بحقوق الإنسان، وأنه لابد من إطعام هؤلاء، وإغاثتهم ومساعدتهم!! ما ذنب الشعب العراقي؟ أن سُلط عليه حاكم طاغية، فهل يريد الغرب أن يقضي على الشعب العراقي، حتى ينتهي عن آخره؛ ليقول لطاغية العراق صدام حسين إنك تحكم دولة بلا شعب؟ لأن شعبك قد أفنى ودمر وقضي عليه؟ إن هذه الخطة وهذه الوثيقة الظالمة الآثمة، وثيقة المقاطعة، تستهدف ضمن ما تستهدف الشعب العراقي ذاته، ولأمرٍ ما نجد أن القوى الغريبة قد أوقفت الحرب عند حد معين، ورضيت أن يبقى هذا الطاغية على العرش العراقي، ليكون ذلك ذريعة لتضييق الخناق على المسلمين.
والعجيب أنهم يُعطونه فرصة لضرب الأكراد، ويمنحون تركيا فرصةً أخرى لضرب الأكراد، وليس لهم ذنب، إلا لأنهم مسلمون أولاً، وسُنة ثانياً.
التقارير الأخرى
أحد التقارير التي وصلت إلي، تقرير يتحدث عن أوضاع المسلمين اللاجئين من الصوماليين الموجودين في كينيا وما حولها، وتقام لهم هناك عدة معسكرات، قد يصل عدد المسلمين في المعسكر الواحد ستين أو سبعين ألفاً -أحياناً-، يسكن هؤلاء المسلمون في أكواخٍ مصنوعة من الكراتين، أو مصنوعة من الخرق البالية، وقد يسكنون في أوقات كثيرة تحت الأشجار بلا مأوى!! تنتشر بين هؤلاء المسلمين الأمراض الفتاكة كالسل والملاريا، وتتردى الأوضاع الصحية في تلك المعسكرات والمخيمات يوماً بعد يوم، وذلك في ظل نقص المياه النقية، حيث لا توجد المياه النقية، وفي ظل نقص التغذية، وفي ظل عدم وجود المراحيض الملائمة، وفي ظل غياب المراكز الصحية التي تعالج المرضى من الكبار والصغار والنساء والأطفال.
وهناك نقصٌ شديد في المياه، حيث لا توجد آبار في المعسكرات، وإنما يشرب هؤلاء المسلمون من نهر ملوث، يشرب منه الناس والأنعام، ويغتسلون ويتوضئون منه، ولذلك فهو أحد مصادر الأمراض التي تفتك بهم وتنتشر بينهم.
وتقرير سمعته بأذني، من إحدى الإذاعات الغربية، يقول معد التقرير: إنه رأى طابوراً طويلاً في انتظار جرة من الماء، يحصل عليها الواحد، فيكتفي بها طيلة اليوم مع أنها لا تكفي، ولا تعادل (25%) من حاجته الحقيقية، وأنه يضطر إلى الوقوف في هذا الطابور على مدى اثنتي عشرة ساعة، من أجل الحصول على قارورة ماء، أما التعليم فهو شبه مفقود، فلا مدارس، ولا خلاوي لتحفيظ القرآن، ولا كتب ولا أشرطة ولا غيرها. أحد المعسكرات هناك تشرف عليه منظمة الصليب الأحمر الدولي، والآخر تشرف عليه السفارة الإيطالية، هرب المسلمون إلى هذه المعسكرات، والمخيمات فراراً من جحيم الحرب التي تدور رحاها في الصومال، ومنظمة الأمم المتحدة تتجاهل الأوضاع الصعبة، والسيئة التي يعيش فيها المسلمون هناك، ولا تعيرهم أي اهتمام، لأنهم من المسلمين أولاً، ولأنهم من السود ثانياً. وإذا كانت المنظمة الدولية، وكذلك قوانين الغرب والشرق، لا تعترف صراحة بالتفريق العنصري على أساس اللون، أو على أساس الدين أو المذهب، فإن الحقيقة أن هذه الدول وهذه المنظمات تعترف بذلك من باب الاعتراف بالأمر الواقع، فلا ترقب في المسلمين إلا ولا ذمة.
يقول التقرير أيضاً أن احتياجات المسلمين الأولية، كإسعاف، لابد منه عاجلاً لضمان حياتهم، يتوافر فيما يلي:
أولاً: ثلاثة آلاف كيس من الذرة يمكن تأمينها من كينيا كإسعاف أولي.
ثانياً: حفر ما لا يقل عن عشرة آبار بتكلفة البئر الواحد خمسة آلاف ريال.
ثالثاً: تعيين عشرة أطباء من الرجال، وعشر طبيبات من النساء، وقد يكون هؤلاء الأطباء موجودين أصلاً في تلك المخيمات، ولكنهم لا يستطيعون أن يباشروا عملهم في ظل الظروف الحالية، ويحتاج كل واحد منهم إلى مرتب، أقل ما يكون ألف ريال في قيامه بعمله، مع وجوب تأمين الأدوية والأجهزة الضرورية، كذلك تعيين عشرين داعية ومعلماً للقرآن الكريم، وبناء ثلاث مدارس ابتدائية، حتى ولو كان بناؤها من القش لحماية أبناء المسلمين، وبناء مساجد كافية بتلك المخيمات، وتكلفة المسجد تقارب، كما يقول التقرير ثلاثين ألف ريال، ويمكن أن يبنى المسجد من بنايات متواضعة -كما ذكرت- من القش، أو من الكراتين أو من الخرق البالية أو من غير ذلك، فتكون التكلفة أقل من ذلك بكثير جداً، وربما تُغطي هذه الثلاثون الألف بناء المساجد من هذه النوعية في جميع المخيمات.
وصلت إلي أيضاً مجموعة من التقارير عن كشمير، وكشمير تحتلُ جزءاً منها الهند، ويحتل الجزء الآخر منها الصين، أما الجزء الثالث فهو تابع لـباكستان، وجنود الهند الذين يحتلون كشمير، يجدرُ القول أنهم يزيدون أضعافاً مضعّفة على عدد الروس الذين كانوا يحتلون أفغانستان، وهم من الهندوس، والسيخ، والبوذيين، وألوان الديانات الوثنية: التي تحمل روح العداوة للموحدين المسلمين، وترى أن قتلهم والقضاء عليهم وإفناءهم جزء من ديانتها التي تربت عليها منذ صغرها ونعومة أظفارها، فمن أعمالهم حرق المساجد، والمدارس، والمستشفيات، وحرق البيوت على أصحابها.
أحد الشباب أُحْرِقَ أمام والده الكفيف، الذي ليس له غيره، فصبوا عليه البنـزين، ثم أحرقوه إلى جوار والده الذي لا يرى، ولكنه أحس بهذا المشهد، وأن فلذة كبده وابنه الوحيد الذي هو يعتمد عليه بعد الله في العيش والذهاب والإياب، وتأمين الحياة والمعيشة قد أُحْرِقَ أمامه، بعد أن صُب عليه البنـزين، فعن التعذيب الوحشي حدِّث ولا حرج.. أجساد تمزق بالطلقات النارية، حتى أجساد الموتى لم تسلم فإحدى الجنائز لما مر بها المسلمون -وكانوا مجموعة- طلب منهم جنود الهند أن يبتعدوا، فلما رفضوا أطلقوا النار على من يحملون الجنازة وعلى الجنازة، نفسها التي أصيبت بثمان طلقات من الأعيرة النارية، وأحياناً يمنعون الإغاثة عنهم.
هناك مجموعة سقطوا في إحدى المحاولات التي قام بها المسلمون لإحداث نوع من المظاهرة، فضربهم الجنود واسقطوا منهم مجموعة، فلما جاء المسلمون لإغاثتهم هددوهم بالقتل، وقالوا: نحن لم نضربهم لكي تغيثوهم، وإنما ضربناهم لكي يموتوا، فإذا ماتوا شأنكم بهم.
أما التجمعات النسائية فإنهم يفرقونها بالقوة، ويستخدمون القوة لذلك إذا لزم الأمر، وهناك طعنات تمتد من أعلى العنق إلى أسفل البطن، وقد رأيت صوراً تعبر عن كل هذه الأشياء محفوظة في (ألبوم)، موجودة يمكن الاطلاع عليها لمن شاء ذلك، فترى المسلم وقد شق بالسكاكين والخناجر من أعلى عنقه إلى أسفل بطنه مروراً بصدره، ثم قام المسلمون بعد ذلك بخياطته قبل أن يودعوه إلى قبره.
هناك ثلاثون امرأة تفننوا في تعذيبهن وقتلهن أمام أطفالهن، وهناك حفر موجودة لضحايا القتل الجماعي، وتدمير المنازل حتى أصبح جزء من الناس بدون مأوى، ومجموعة من النساء، -وأحياناً- من كبيرات السن والعجائز، وأحياناً من الفتيات الصغيرات، صرن ضحايا للاغتصاب الجماعي من قبل جنود الجيش الهندي، يتناوب على المرأة الواحدة عشرات من الجنود، وبعضهن كما ذكرت كبيرات السن، وبعضهن أصبحن حوامل، وبعضهن يحملن بين أيديهن أطفالاً من الزنا بالإكراه.
وفرض تحديد النسل على المسلمين، حتى ولاية كشمير في الهند احتلت رقماً قياسياً في تحديد النسل، أما ما يتعلق بتجهيل المسلمين في تلك الولاية، فيكون ذلك عن طريق منع تحفيظ القرآن، وتشجيع السفر ومنع ذبح البقر، من أجل ترسيخ قدسية البقر في نفوس المسلمين؛ لأن الهندوس يقدسون البقر -كما هو معروف- كذلك تشجيع شرب الخمور والفجور، وتأسيس السينما والملاهي والكازينوهات وغيرها، والحيلولة بين المسلمين وبين تعلم دينهم، وهذا لا يمنع من وجود مدارس إسلامية، ومراكز لتحفيظ القرآن، ونشر الكتب الإسلامية، ولكنها تتم بالرغم من جهود الهنود الذين يحاولون النيل من أي بادرة من بوادر التعليم الإسلامي هناك.
وتقول تلك التقارير.. إن من المقترحات لإنقاذ المسلمين في كشمير، دعم الجهاد إعلامياً، وإرسال وفود من قبل المنظمات الإسلامية، لكتابة تقارير حقيقية عن الوضع هناك، وتزويد المسلمين بها، وكشف ما يعانيه المسلمون هناك للمسلمين في كل مكان إضافةً إلى الدعم المالي والدعم الصحي.
-أيضاً- هناك تقرير وخبر ثالث.. يتحدث عن قتل مجموعة من الجنود البورميين، للمئات من المسلمين، واحتجاز الآلاف منهم، في ولاية أراكان، وذلك في غضون الأسبوعين الماضيين، كما يتكلم ذلك الخبر.
وقد نشر في جريدة الشرق الأوسط، عن جرح خمسمائة على الأقل، وأنه تم تدمير ما يزيد على ثلاثة آلاف منـزل عن طريق الإحراق.
أخبار شفهية كثيرة تتحدث عن ما يعانيه المسلمون في العراق، من مجاعة، الله تعالى أعلم بها، حيث يموت آلاف الأطفالِ وكبار السنِ، جوعاً بسبب عدم توافر الحاجات الضرورية لهم.
وفي بلاد الأكراد خاصة هناك حصار آخر فرضه النظام العراقي نفسه، فضلاً عن الحصار المفروض على العراق ككل، جعل المسلمين الأكراد يعانون من مجاعة لا تكاد توصف، وفوق هذا فإن أزيز الطائرات وتفجير القنابل، يهددهم صباح مساء، ليس من العراق فقط، بل من العراق تارة، ومن تركيا تارة أخرى، فقد أصبح المسلمون الأكراد بين فكي كماشة، تركيا تضربهم من جهة، والعراق يضربهم من جهة أخرى، والحصار الاقتصادي مفروض عالمياً على العراق ومفروض محلياً من العراق على الأكراد، ولك أن تتصور وضع المسلمين الأكراد في مثل تلك الظروف الصعبة.
مما تعلمناه من رسول الله صلى الله عليه وسلم {أن امرأة دخلت النار في هرة حبستها لا هي أطعمتها ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض} وهذا حديث متفق عليه، فما بال، وما ذنب الأبرياء في العراق في بلاد الأكراد؟! لماذا يُمنعون من شرب الماء النقي؟! ولماذا يُمنعون من أكل الطعام الذي به قوام حياتهم؟! ولماذا يحرم أطفالهم من الحليب؟! ولماذا يحال بينهم وبين حق العيش، وحق الحياة؟! إن هذه الخطة الظالمة الآثمة التي يديرها الغرب الصليبي على المسلمين في العراق، وعلى كردستان، وفي كل مكان، أحلف بالله.. لو أن تلك الشعوب كانت شعوباً نصرانية لانتفض الغرب من أقصاه إلى أقصاه، والشرق معه، وقام ينادي بحقوق الإنسان، وأنه لابد من إطعام هؤلاء، وإغاثتهم ومساعدتهم!! ما ذنب الشعب العراقي؟ أن سُلط عليه حاكم طاغية، فهل يريد الغرب أن يقضي على الشعب العراقي، حتى ينتهي عن آخره؛ ليقول لطاغية العراق صدام حسين إنك تحكم دولة بلا شعب؟ لأن شعبك قد أفنى ودمر وقضي عليه؟ إن هذه الخطة وهذه الوثيقة الظالمة الآثمة، وثيقة المقاطعة، تستهدف ضمن ما تستهدف الشعب العراقي ذاته، ولأمرٍ ما نجد أن القوى الغريبة قد أوقفت الحرب عند حد معين، ورضيت أن يبقى هذا الطاغية على العرش العراقي، ليكون ذلك ذريعة لتضييق الخناق على المسلمين.
والعجيب أنهم يُعطونه فرصة لضرب الأكراد، ويمنحون تركيا فرصةً أخرى لضرب الأكراد، وليس لهم ذنب، إلا لأنهم مسلمون أولاً، وسُنة ثانياً.
أما التقارير عن المسلمين في إريتريا، وأفغانستان، والفلبين، والسودان، وفلسطين، والجزائر، ويوغسلافيا، وجمهوريات الاتحاد السوفيتي، فهو أمرُ يطول ذكره، وسوف نتعرف على هذا -إن شاء الله- خلال الفقرات التالية، مع هذه الأوضاع العسيرة التي يعيشها المسلمون، والتي تنبئ عنها هذه التقارير التي أقول إنها اختيار عشوائي؛ لأنها حصيلة أسبوع فقط، وما خفي كان أعظم، وما هو ظاهر ولم يذكر فهو أكثر وأكثر!!
ومع ذلك فإننا لا نميل أبداً إلى النظرة التشاؤمية! بل ندعو إلى التفاؤل، والثقة بالله تعالى، وأن نعرض الصورة الإيجابية إلى جانب الصورة السلبية، هناك جوانب إيجابية لابد من الحديث عنها، ينبغي أن نعز الحديث ببعض انتصارات الإسلام، ليعلمَ الجميع أن تحقيق مكاسب لهذا الدين أمرٌ ممكن في جميع الظروف، وفي جميع البلدان، متى توافرت النية الصادقة، على سبيل المثال:
يوغسلافيا
منها: القلاقل الأمنية التي تهدد يوغسلافيا عن آخرها ومنها: الحصار الاقتصادي بسبب الحرب الدائرة ومنها: انتشار جنود الجيش في المدينة العاصمة وما حولها ومنها: مشكلة البطالة، حيث يواجه مليون وستمائة ألف عامل مشكلة البطالة ومنها: نقص التعليم هناك ومنها: احتمال عدم اعتراف الدول الغربية بجمهورية للمسلمين!! على رغم تصويت أكثر من (60%) لها بالاستقلال، ولكن هناك احتمال أن لا يعترف الغرب بهذه الجمهورية لماذا؟! لأنها جمهورية غالبية سكانها من المسلمين.
بريطانيا
الجمهوريات السوفيتية
المطلوب: كما تقول بعض التقارير.. تخصيص منح دراسية لبعض أبناء المسلمين من هناك في الجامعات العربية والإسلامية، إنشاء جامعة إسلامية، أو أكثر في تلك الجمهوريات بحيث تعلم الإسلام، وتستقبل أولاد المسلمين، وتكون حلقة الوصل بين العلماء والدعاة والأساتذة وبين طالبي العلم الشرعي هناك، كذلك نشر وترجمة الكتب والأشرطة الإسلامية إلى اللغة التي يتكلمها المسلمون هناك.
الصين ( ولاية سنكيانت )
ويُقضى الأمرُ حِين تغيبُ تيم ولا يستأمرون وهم شهودُ |
فهم ليس لهم من الأمر شيء، ولا يتحدثون ولا يشاركون، لكن السؤال عن موقف الغرب، هل سيشبه موقف الغرب موقفهم حينما كانت نقابة توامن في بولندا، تواجه الحكومة الشيوعية هناك؟ تكلم الغرب عنها في أجهزة إعلامه، ودعمها دعماً منقطع النظير بالاتصال، وبالإمكانيات وبالصحافة والمدد، بل وبالمشورة والمعونة، وظل يناصرها حتى انتصرت، واعترفت بها الحكومة، ووصلت إلى السلطة، هل سيكون موقف الغرب من انتفاضة المسلمين في الصين الشيوعية مشابهاً لموقف الغرب، وبالذات أمريكا من انتفاضة الطلبة المنادين بـالديمقراطية منذ سنتين في الصين نفسها؟ حيث واجهت أمريكا موقف الصين بشدة، وانتقدته بقوة، وعملت مجموعة من الإجراءات للضغط على الصين، بل فرضت نوعاً من المقاطعة على الصين بسبب شدتها في مقاومة وقمع ما يسمى بحركة المنادين بـالديمقراطية.
هل سيكون موقف الغرب من انتفاضة المسلمين في سنكيانت ضد الحكم الشيوعي مشابهاً لموقف الغرب في روسيا، حينما قام الشعب ينادي بإسقاط الشيوعية؟ فرفض الغرب الاعتراف بالحكم الشيوعي أثناء الانقلاب وطالب بمراعاة رغبة الشعب، الذي قام في الشوارع ينادي بإسقاط الحكم الشيوعي، وقرر أن يستخدم كافة الوسائل والإمكانيات وكافة الضغوط الاقتصادية، والسياسية، وغيرها، من أجل إسقاط الحكم الشيوعي، وتنفيذ ما يعتبره الغرب أنه رغبة الشعب الروسي هل سيفعل الغرب الفعل نفسه؟! أم أنه سوف يتجاهل صيحات المسلمين لأنهم مسلمون، والغرب شاءَ أم أبى يتحرك وفق نظرة عنصرية عرقية دينية واضحة، طبعاً الجواب هو الثاني: أن الغرب سيتجاهل صيحات المسلمين الآن، كما تجاهلها من قبل في أكثر من مكان، وقد لا يجد الغرب في إعلامه مكاناً للحديث عن آلام المسلمين وهمومهم، وعلى فرض أنه وجد حيزاً ضيقاً للحديث عن تلك الآلام وتلك الهموم وتلك المعاناة، فإنه لن يُصغيَ أذنيه، ولن يقف مع المسلمين في حال من الأحوال.
استمع المزيد من الشيخ سلمان العودة - عنوان الحلقة | اسٌتمع |
---|---|
أحاديث موضوعة متداولة | 5155 استماع |
حديث الهجرة | 5026 استماع |
تلك الرسل | 4157 استماع |
الصومال الجريح | 4148 استماع |
مصير المترفين | 4126 استماع |
تعرف على الله في الرخاء يعرفك في الشدة | 4054 استماع |
وقفات مع سورة ق | 3979 استماع |
مقياس الربح والخسارة | 3932 استماع |
نظرة في مستقبل الدعوة الإسلامية | 3874 استماع |
العالم الشرعي بين الواقع والمثال | 3836 استماع |