توجيهات في طريق الصحوة


الحلقة مفرغة

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.

وبعد:

فإن الحديث عن الصحوة من الأمور الشيقة لكل مسلم، وكل من يهمه أمر الإسلام والمسلمين، والصحوة بالنسبة للمسلم أصبحت حقيقة واضحة جلية، ولذلك أرى أنه من الواجب على أهل العلم وطلابه، بل على كل مسلم أن يعنى بأمر الصحوة، وإن كنا نحتاج إلى تحديد لمعنى الصحوة بمفهومها الشرعي وبمفهومها عند الناس، لكنا مع ذلك نتفق على أن هناك شيئاً اسمه الصحوة، وهو أمر واقع لا بد أن نتعامل معه وأن يتعامل معه الآخرون، لذلك من المناسب أن أُعرف بالصحوة وبأهم سماتها، ثم أعرج على موضوع المحاضرة الأصلي: وهو التوجيهات.

فالصحوة: هي عودة المسلمين للإسلام بمفهومها العالمي العام، والصحوة بمفهومها الحقيقي الشرعي: هي قدر الله الذي لا يرد، وهي: وعد الله الذي لا يتخلف، وهي: سنة الله في خلقه، وهي: سنته الشرعية وسنته الكونية، وذلك أن الله سبحانه وتعالى وعد المؤمنين بالنصر، ووعد بظهور الإسلام وبقائه، ووعد بظهور طائفة من الأمة، تبقى على الحق ويبقى الحق بها بيناً للناس، وتقوم بها الحجة عليهم، ووعد الله سبحانه وتعالى بقوة الأمة بعد ضعفها، وبالصحوة بعد الغربة.

وكما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث: (لا يزال الله يغرس في هذا الدين غرساً يستعملهم في طاعته) .

فالصحوة أيضاً هي الخروج من حال الغربة التي يعيشها المسلمون، بل يعيشها الإسلام كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم: (بدأ الإسلام غريباً وسيعود غريباً كما بدأ) والخروج من حالة الغربة إلى محاولة تسلم القيادة قيادة البشرية.

كما أن الصحوة أيضاً في مظهرها العام ستخلص المارد الكبير والعظيم وهو الإسلام والمسلمين، العالم الإسلامي هذا العالم الضخم من الأغلال والقيود، من أغلال الانحراف والبدعة والضلالة والمحدثات في الدين والفرق والافتراق، ومن قيود الاحتلال والاستعمار والتنصير، وقيود الغزو الفكري، وقيود التسلط: تسلط الباطل على الحق وأهله، وتسلط الكفار على بلاد المسلمين وعلى أحوالهم وعلى رقابهم أيضاً.

إذاً: فالصحوة هي عودة المسلمين إلى الإسلام، وهي عودة عامة عارمة قوية، وهي ليست مجرد ظاهرة، وليست مجرد سمة لبلد أو مكان أو شعب من الشعوب، بل أصبحت حقيقة عالمية يحسب لها الناس ألف حساب.

تتمثل هذه الصحوة في مظاهر:

انتشار شباب الصحوة

أولها: هذا الشباب الذي انتشر في جميع العالم، إنه شباب الصحوة، فقد انتشر شباب الصحوة في كل بلد إسلامي وغير إسلامي، فهؤلاء الشباب عادوا عودة جادة إلى الإسلام، فهم يتلمسون طريق الحق والهدى والسنة، فمنهم من عرف، ومنهم من لا يزال يتحرى ويتعرف، ومنهم من ربما تجتاله الأهواء.. وغير ذلك من سبل الانحراف، لكن مع ذلك وفوق كل ذلك نجد أن الصحوة تتمثل في هذا الشباب الجاد القوي، المستعد لنبذ الماضي بذله وهوانه واستضعافه وبانحرافه وبدعه إلى محاولة تطبيق الإسلام الحق، كما نزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه والقرون الثلاثة الفاضلة.

شباب نراهم أحرص ما يكونون على السنة بحمد الله وفي كل مكان، حتى في البلاد التي لا ترى فيها مظاهر السنة كثيرة، نجد هناك محاولة جادة في الشباب لتلمس الطريق الحق، محاولة جادة لاستئناف الإسلام من جديد.

ظهور الجماعات الإسلامية

المظهر الثاني من مظاهر الصحوة: تلكم الجماعات الإسلامية التي نبتت في كل مكان، وفي كل صقع من هذه الأرض في البلاد الإسلامية وغير البلاد الإسلامية، ورغم ما في هذه الجماعات من سلبيات إلا أنا نراها مظهراً من مظاهر الصحوة، ومظهراً من تحقيق وعد الله تعالى بدخول الناس في دين الله أفواجاً، كما ذكر الله سبحانه وتعالى في صفة الإسلام، وبعدما اكتمل الدين بشر الله سبحانه وتعالى رسوله صلى الله عليه وسلم بتمكين الإسلام في الأرض، وهذا التمكين لا بد أن يبقى إلى قيام الساعة، وإن انحسر أو اغترب الإسلام بعض الوقت، فإنه لا بد من التمكين الذي وعد الله به، والأيام دول، والباطل قد ينتفش ويطغى بعض الوقت، لكن في النهاية الخاتمة أن الله ينصر عباده وينصر دينه.

إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ * وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا * فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا [النصر:1-3].

فمن علامات عودة المسلمين للإسلام، ومن أبرز دلائل وبشائر نصر الإسلام والمسلمين: عودة الناس إلى دين الله أفواجاً، كما هو الحاصل بحمد الله منذ سنين قليلة، وهو يزداد بحمد الله.

إذاً: من مظاهر الصحوة: تلكم الجماعات التي تتلمس الحق، وتدعو إلى الله، وتجتمع على نصر الدين، وعلى التفقه في الدين، ورغم ما في هذه الجماعات من سلبيات أو في بعضها، ورغم ما عندها من تقصير، فإنها تعد مظهراً من مظاهر نصر الله لدينه.

إعلان كثير من الدول والشعوب العودة إلى الإسلام

أيضاً من مظاهر هذه الصحوة: تلكم الأمم والدول والشعوب التي أعلنت العودة إلى الإسلام بعد طول غياب، بل قامت دول الآن في العالم بهويتها الإسلامية، ورغم ما يكتنف هذه الرجعة من شيء من القصور والانحراف والجهل إلا أن الظاهر أنها رجعة صادقة إن شاء الله، وتحتاج إلى شيء من التسديد والتعليم والتفهيم وبناء العقيدة والعلم الشرعي والتفقيه في الدين.

أما العزم والرجوع إلى الهوية الإسلامية فهذا أمر تحقق بحمد الله، فقد قامت دول كما تعرفون في الدول التي انجلى عنها غبار الشيوعية في الاتحاد السوفيتي وفي يوغسلافيا.. وغيرها، قامت دول كبرى ترفع راية الإسلام وتعتز بشعاره.

وهذا نصر للإسلام لو سعى إليه المسلمون مئات السنين لما وصلوا إليه بجهودهم الضعيفة، لكنه نصر الله والفتح، ونسأل الله أن يكون هذا تمهيداً للفتح الأعظم الذي وعد به الرسول صلى الله عليه وسلم، كفتح روما والانتصار الحاسم للإسلام.

إذاً: فالعودة للإسلام كما تتمثل بالشباب والجماعات تتمثل بدول وشعوب وأمم، أمم كبرى في العالم، ولذلك انتفض العالم الكافر أمام تلكم الموجة العارمة من العودة للإسلام، وخرج عن سمته وعن طوره، وهذه سنة الله في خلقه، فإن الباطل لا بد أن ينتفش وينتفخ، حتى يحقق الله النصر للمسلمين.

قيام المؤسسات برفع راية الإسلام والدعوة إليه

أيضاً: تتمثل الصحوة: بتلكم المؤسسات التي بدأت ترفع راية الإسلام وتدعو إلى الله سبحانه وتعالى بجمع قوة المسلمين وجمع قواهم، وجمع جهودهم المعنوية والمادية، مؤسسات صغرى وكبرى في العالم بدأت تظهر، وهي دلالة خير ودلالة نصر، وتحول من الضعف والهوان إلى القوة والنصر والاستعداد للجهاد، ولنصر الإسلام ونشره في الأرض.

ظهور النهضة العلمية بين المسلمين وانتشارها

أيضاً: تتمثل هذه الصحوة: في مظاهر النهضة العلمية في كل مكان، والتي تبدو في رغبة المسلمين في تحصيل العلم الشرعي بطرقه الصحيحة وبوسائله السليمة، وعلى أهله أهل العلم، وبمحاولة التفقه في الدين.

وهذه ظاهرة بحمد الله لا تخص بلداً أو مكاناً أو زماناً، إنما هي ظاهرة تزداد وتنتشر في كل مكان، بل هي أكبر من ما يعمله أهل العلم من نشر العلم، وهي تحتاج إلى جهود مكثفة، وإلى قيام أعمال فردية وجماعية ومؤسسية لتغطية حاجة المسلمين في نهمهم في طلب العلم الشرعي.

المهم أن هذه النهضة العلمية والإقبال على طلب العلم الشرعي علامة قوية، بل هي دليل وبرهان على أن هذه الصحوة قدر الله الذي سينصر الله به الإسلام إن شاء الله.

أولها: هذا الشباب الذي انتشر في جميع العالم، إنه شباب الصحوة، فقد انتشر شباب الصحوة في كل بلد إسلامي وغير إسلامي، فهؤلاء الشباب عادوا عودة جادة إلى الإسلام، فهم يتلمسون طريق الحق والهدى والسنة، فمنهم من عرف، ومنهم من لا يزال يتحرى ويتعرف، ومنهم من ربما تجتاله الأهواء.. وغير ذلك من سبل الانحراف، لكن مع ذلك وفوق كل ذلك نجد أن الصحوة تتمثل في هذا الشباب الجاد القوي، المستعد لنبذ الماضي بذله وهوانه واستضعافه وبانحرافه وبدعه إلى محاولة تطبيق الإسلام الحق، كما نزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه والقرون الثلاثة الفاضلة.

شباب نراهم أحرص ما يكونون على السنة بحمد الله وفي كل مكان، حتى في البلاد التي لا ترى فيها مظاهر السنة كثيرة، نجد هناك محاولة جادة في الشباب لتلمس الطريق الحق، محاولة جادة لاستئناف الإسلام من جديد.

المظهر الثاني من مظاهر الصحوة: تلكم الجماعات الإسلامية التي نبتت في كل مكان، وفي كل صقع من هذه الأرض في البلاد الإسلامية وغير البلاد الإسلامية، ورغم ما في هذه الجماعات من سلبيات إلا أنا نراها مظهراً من مظاهر الصحوة، ومظهراً من تحقيق وعد الله تعالى بدخول الناس في دين الله أفواجاً، كما ذكر الله سبحانه وتعالى في صفة الإسلام، وبعدما اكتمل الدين بشر الله سبحانه وتعالى رسوله صلى الله عليه وسلم بتمكين الإسلام في الأرض، وهذا التمكين لا بد أن يبقى إلى قيام الساعة، وإن انحسر أو اغترب الإسلام بعض الوقت، فإنه لا بد من التمكين الذي وعد الله به، والأيام دول، والباطل قد ينتفش ويطغى بعض الوقت، لكن في النهاية الخاتمة أن الله ينصر عباده وينصر دينه.

إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ * وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا * فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا [النصر:1-3].

فمن علامات عودة المسلمين للإسلام، ومن أبرز دلائل وبشائر نصر الإسلام والمسلمين: عودة الناس إلى دين الله أفواجاً، كما هو الحاصل بحمد الله منذ سنين قليلة، وهو يزداد بحمد الله.

إذاً: من مظاهر الصحوة: تلكم الجماعات التي تتلمس الحق، وتدعو إلى الله، وتجتمع على نصر الدين، وعلى التفقه في الدين، ورغم ما في هذه الجماعات من سلبيات أو في بعضها، ورغم ما عندها من تقصير، فإنها تعد مظهراً من مظاهر نصر الله لدينه.

أيضاً من مظاهر هذه الصحوة: تلكم الأمم والدول والشعوب التي أعلنت العودة إلى الإسلام بعد طول غياب، بل قامت دول الآن في العالم بهويتها الإسلامية، ورغم ما يكتنف هذه الرجعة من شيء من القصور والانحراف والجهل إلا أن الظاهر أنها رجعة صادقة إن شاء الله، وتحتاج إلى شيء من التسديد والتعليم والتفهيم وبناء العقيدة والعلم الشرعي والتفقيه في الدين.

أما العزم والرجوع إلى الهوية الإسلامية فهذا أمر تحقق بحمد الله، فقد قامت دول كما تعرفون في الدول التي انجلى عنها غبار الشيوعية في الاتحاد السوفيتي وفي يوغسلافيا.. وغيرها، قامت دول كبرى ترفع راية الإسلام وتعتز بشعاره.

وهذا نصر للإسلام لو سعى إليه المسلمون مئات السنين لما وصلوا إليه بجهودهم الضعيفة، لكنه نصر الله والفتح، ونسأل الله أن يكون هذا تمهيداً للفتح الأعظم الذي وعد به الرسول صلى الله عليه وسلم، كفتح روما والانتصار الحاسم للإسلام.

إذاً: فالعودة للإسلام كما تتمثل بالشباب والجماعات تتمثل بدول وشعوب وأمم، أمم كبرى في العالم، ولذلك انتفض العالم الكافر أمام تلكم الموجة العارمة من العودة للإسلام، وخرج عن سمته وعن طوره، وهذه سنة الله في خلقه، فإن الباطل لا بد أن ينتفش وينتفخ، حتى يحقق الله النصر للمسلمين.




استمع المزيد من الشيخ ناصر العقل - عنوان الحلقة اسٌتمع
المعيار في معرفة المتشبهين بالكفار 3325 استماع
أحكام الأعياد 3184 استماع
مسلمات في العقيدة 3014 استماع
حقيقة التدين 2991 استماع
علامات الساعة وقيامها 2904 استماع
الوسواس أسبابه وعلاجه 2783 استماع
منهج السلف في تقرير العقيدة ونشرها والرد على المخالفين 2718 استماع
مصير الانسان 2489 استماع
مفتريات حول دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب 2471 استماع
العلماء هم الدعاة 2398 استماع