أمر عجيب


الحلقة مفرغة

إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ [آل عمران:102]، يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا [النساء:1]، يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا [الأحزاب:70-71].

أما بعد:

فإن أصدق الحديث كلام الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.

أيها المسلمون! السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، طبتم وطاب ممشاكم، وتبوأتم من الجنة منزلاً، وحياكم الله وبياكم، وسدد على طريق الحق خطاي وخطاكم، أسأل الله العظيم رب العرش الكريم كما جمعني وإياكم في هذا المكان أن يجمعني وإياكم في دار كرامته إخواناً على سرر متقابلين، وأسأله سبحانه أن يحفظني وإياكم من الفتن ما ظهر منها وما بطن، وأن يجعلنا هداة مهتدين، لا ضالين ولا مضلين.

إن المقصد والهدف من هذا الاجتماع أن نسير أنا وإياكم يداً بيد كي ننجو من عذاب الله، ونفوز برحمته تبارك وتعالى؛ لذا اخترت لكم حديثاً عن نعمة عظيمة الكل يتمناها، والكل يقول: ادعوا لي بهذه النعمة، وهذه النعمة التي سأحدثك عنها هي سر السعادة في الدنيا والآخرة، وصاحب هذه النعمة سعيد مرتاح البال، مطمئن القلب، إذا أصابته سراء شكر، وإذا أصابته مصيبة صبر، فهو على خير على كل حال من أحواله، وهذه النعمة تنفع صاحبها في الدنيا وعند الموت وبعد الموت، فأما في الحياة فحياة طيبة، وأما عند الموت فثبات من رب الأرض والسماوات، وأما بعد الموت فأمن وأمان، قال الله: لا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الأَكْبَرُ وَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ [الأنبياء:103]، أي: أصحاب هذه النعمة، وَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ هَذَا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ * يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ [الأنبياء:103-104].

والناس بدون هذه النعمة لا قيمة لهم، فهم أموات في صور الأحياء وإن أكلوا وإن شربوا، وإن غدوا وراحوا، فلعلك عرفت هذه النعمة، إنها نعمة الهداية، إنها الميلاد الجديد والحياة الجديدة، إن لكل واحد منا ميلادين: الميلاد الأول: هو يوم أن خرجنا من بطون أمهاتنا لا نعرف شيئاً، فخرجنا نبكي لا ندري ماذا يراد بنا في هذه الحياة:

أنت الذي ولدتك أمك باكياً

والناس حولك يضحكون سروراً

فاعمل لنفسك أن تكون إذا بكوا

في يوم موتك ضاحكاً مسروراً

وأما الميلاد الثاني وهو الأهم: فهو يوم أن يسلك العبد طريق الهداية والاستقامة، ويعلن التوبة والرجعة والإنابة إلى الله، يقول النبي صلى الله عليه وسلم لـكعب بن مالك يوم أن تنزل القرآن يعلن فيها توبة الله على أولئك الثلاثة الذين خُلِّفوا: (يا كعب ! أبشر بخير يوم منذ ولدتك أمك)، فيوم التوبة ويوم سلوك طريق الاستقامة هو أعظم وأفضل يوم في الحياة، يوم أن يرجع العبد إلى الله، فيفرح الله تبارك وتعالى بذلك وهو الغني تبارك وتعالى عن عباده.

أيها المسلمون! كلنا ذوو خطأ، وخير الخطائين التوابون، وليس عيباً أن نخطئ، لكن العيب كل العيب أننا نتمادى في الخطأ ونستمر فيه، وأنا أعرف وعلى يقين أن أمامك فتناً كثيرة، ومغريات كبيرة، لكن طريق الاستقامة واضح بيِّن، فقد سلكه الكثير فوجدوا فيه الراحة والسعادة والطمأنينة، فإن كانوا قد استطاعوا أن يسلكوا هذا الطريق فأنت أيضاً تستطيع أن تسلكه، فالفتن تواجههم كما تواجهك أنت، لكنهم عرفوا معنى: إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ [الفاتحة:5]، وأنت كذلك تعرفها، وأنت من أهل هذه الكلمة العظيمة، فاسلك الطريق ففيه سعادة الدنيا وسعادة الآخرة.

بذل السبب في الحصول على الحق

إن المطلوب مني ومنك أن نبذل السبب حتى نحصل على ما نريد، والعجب كل العجب أننا نبذل الأسباب لكل شيء إلا لنعمة الهداية، وصدق من قال:

ترجو السلامة ولم تسلك مسالكها

إن السفينة لا تجري على اليبس

وتأمل معي هذه المواقف وقل عجباً: عجيب أنك ترى ساعة في طاعة الله طويلة مملة، ثم في المقابل أنت تجلس تسعين دقيقة في ملعب كرة القدم، بل وتفرح إذا كان هناك وقتاً إضافياً.

وعجيب أنك لا تستطيع أن تقرأ جزءاً واحداً من القرآن، ثم في المقابل أنت تقلب الجرائد والمجلات لساعات طويلة.

عجيب أنك لا تستطيع أن تجلس ساعة واحدة في المسجد لخطبة أو محاضرة، ثم في المقابل أنت تجلس ساعات وساعات أمام الشاشات والقنوات.

وعجيب أنك لا تستطيع أن تحفظ سورة من القرآن، ثم أنت في المقابل تحفظ القصائد وتحفظ الأشعار، بل حتى الأغاني والألحان.

وعجيب أنك تريد أن تكون من أهل الجنة التي فيها (ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر)، فماذا عملت لها حتى تكون من أهلها؟

فما نيل المطالب بالتمني

ولكن تؤخذ الدنيا غلابا

فلا زلت مصراً على ترك الصلوات، وارتكاب المعاصي والمنكرات، فنهارك نوم وكسل، وليلك غفلة وفشل.

فتعال معي نصنع مقارنة بين شاب مستقيم وبين شاب آخر، ثم نقرر أيهما خير:

إن المطلوب مني ومنك أن نبذل السبب حتى نحصل على ما نريد، والعجب كل العجب أننا نبذل الأسباب لكل شيء إلا لنعمة الهداية، وصدق من قال:

ترجو السلامة ولم تسلك مسالكها

إن السفينة لا تجري على اليبس

وتأمل معي هذه المواقف وقل عجباً: عجيب أنك ترى ساعة في طاعة الله طويلة مملة، ثم في المقابل أنت تجلس تسعين دقيقة في ملعب كرة القدم، بل وتفرح إذا كان هناك وقتاً إضافياً.

وعجيب أنك لا تستطيع أن تقرأ جزءاً واحداً من القرآن، ثم في المقابل أنت تقلب الجرائد والمجلات لساعات طويلة.

عجيب أنك لا تستطيع أن تجلس ساعة واحدة في المسجد لخطبة أو محاضرة، ثم في المقابل أنت تجلس ساعات وساعات أمام الشاشات والقنوات.

وعجيب أنك لا تستطيع أن تحفظ سورة من القرآن، ثم أنت في المقابل تحفظ القصائد وتحفظ الأشعار، بل حتى الأغاني والألحان.

وعجيب أنك تريد أن تكون من أهل الجنة التي فيها (ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر)، فماذا عملت لها حتى تكون من أهلها؟

فما نيل المطالب بالتمني

ولكن تؤخذ الدنيا غلابا

فلا زلت مصراً على ترك الصلوات، وارتكاب المعاصي والمنكرات، فنهارك نوم وكسل، وليلك غفلة وفشل.

فتعال معي نصنع مقارنة بين شاب مستقيم وبين شاب آخر، ثم نقرر أيهما خير:

الشاب المستقيم طاهر القلب، سليم الصدر، يشع وجهه بالنور، وتكسوه لحية وهبها أحسن الخالقين إليه؛ كي تكون علامة فارقة وسمة تميزه عن غيره من الغافلين، وأما الآخر فخبيث النفس، ضيق الصدر، معتم الوجه، يسعى جاهداً لتغيير خلق الله، دائماً يبحث عن السعادة المزعومة فلا يجدها، فأيهما خير؟

والشاب المستقيم يلجأ إلى الله في كل حين مستيقناً قلبه قائلاً إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ * اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ * صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ [الفاتحة:5-7].

والآخر يتوجه إلى غير الله من المخلوقات والجمادات، فيدعوها ويستعينها ويستهديها، ويوالي من حاد الله ورسوله، ويتبرأ من أهل الخير، وينعتهم كما نعتهم به أسياده من التزمت والرجعية والإرهاب والتطرف، فمثله كمثل الإمعة، إِنْ هُمْ إِلَّا كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ [الفرقان:44]، فأيهما خير؟

والشاب المستقيم يزاحم إخوانه عند أبواب المساجد وبين أيدي العلماء، ويتعلم العلم النافع، ويتقرب إلى الله بحب الدعاة والعلماء، وأما الآخر فإنه يزاحم أقرانه عند أبواب المجمعات والأسواق والجسور المهلكة؛ بحثاً عن السعادة: نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ [التوبة:67]، فأيهما خير؟

والشاب المستقيم تسمعه يقول لإخوانه: جزاك الله خيراً، وزوجك بكراً، وبارك الله فيك، ولا تنسنا من صالح الدعاء، ورحمك الله ووالديك، وأما الآخر فلسانه دائماً يقذف بالشرر من اللعن والسباب ونابي الألفاظ، وأسماؤهم وأنعاتهم: أبو غضب وأبو عاصي والمحروم والمجرم.. وهلم جراً، والصفة تتبع الموصوف، فأيهما خير هذا أم ذاك؟

والشاب المستقيم منتج للمجتمع، فهو يفشي السلام، ويطعم الطعام، ويصل الأرحام، ويقيم حقوق الجيران، فهو لا يقف أمام مصالح المسلمين، فلا يسد باباً، ولا يعترض مرئاباً للسيارات، ويبتسم في كل حين من أثر السعادة التي غمرت قلبه، وانعكست على جوارحه، ويحافظ على أنظمة المرور من باب طاعة ولاة الأمور، وشعاره: اجعل المكان كما كان أو أحسن مما كان، لا يعرف معنى الفراغ، فهو كالنحلة لا يكل ولا يمل في العمل لهذا الدين، فهو كالنور والزهر والماء والهواء للمجتمع.

وأما الآخر فهو أداة تخريب وهدم ودمار للمجتمع، فهو لا يفعل مما سبق ذكره، بل يملأ الشوارع تفحيطاً وتجديعاً، ومخالفة للأنظمة، وإضراراً بالآخرين، ولا يعرف معنى الوقت ولا معنى الحياة، ودائماً يردد: الحياة ملل في ملل، فهو كالحنظلة للمجتمع، وهو صفراً على الشمال، بل الشمال على الصفر له قيمة في بعض الأحيان.

والشاب المستقيم أفضل من يبر بوالديه، ويحترم إخوانه، فيوقر الكبير، ويرحم الصغير، وأما الآخر فعباراته لوالديه: أف وآه، واللهم طولك يا روح، وكلمات كلها تجرح الوالدين، وهو أناني لا يحب إلا نفسه، ولا يقضي إلا حاجاته، فأيهما خير هذا أم ذاك؟

والشاب المستقيم قدوته النبي صلى الله عليه وسلم، والصحابة الأطهار، والعظماء الفاتحين، وأما الآخر فقدوته في هذه الدنيا اللاعب الفلاني، والمغني فلان، بل بعضهم قدوته من الكفار، نسأل الله العفو والعافية، فأيهما خير؟

والشاب المستقيم يكتم شهواته بالصيام، والصلاة والقيام، وخدمة الإخوان، وأما الآخر فيفتح شهواته بالإنترنت والفيديو والشوارع والأسواق وغير ذلك من أنواع المحرمات، فأيهما خير؟

والشاب المستقيم يذكر الله كثيراً، وهو مبارك أينما حل، ومبارك في زوجه وفي ماله وفي ولده، وأما الآخر فلا يذكر الله إلا قليلاً، وقد محقت بركة رزقه وبركة أولاده، بل حتى البركة في نفسه ووقته، فالله المستعان.

لكن قل لي: أيهما خير هذا أم ذاك؟

والشاب المستقيم يحمل هم الأمة، فيدعو لها، ويعمل لنصرتها، وهو بعيد النظر في التفكير، ودقة في التحليل، ودائماً يفكر في معالي الأمور، وأما الآخر فيحمل هم بطنه وهم شهوته، ولا يدري من هو ولا إلى أين يسير، فمثله في الدنيا: مع الخيل يا شقراء، وحشر مع الناس عيد، وأكبر همه كل سافل وحقير.

والشاب المستقيم إذا مات مات ميتة كريمة، فينطق لسانه بالشهادة، ويشع وجهه نوراً، ولعلك تشم منه رائحة المسك، وقد لا يتعفن، فهو يدعو الله أن يرزقه الشهادة في سبيل الله آناء الليل وأطراف النهار، (من طلب الشهادة بحق بلغه الله مرتبة الشهداء وإن مات على فراشه) ، وأما الآخر إذا مات مات ميتة حقيرة، فتسحب روحه سحباً، وتقطع بها أحشاؤه، ولا يستطيع النطق بالشهادة، كالح الوجه، منتفخ ثقيل، لا يترحم عليه أقرانه في الدنيا، ولا يذكرونه بخير.

وكم سمعنا عن شباب ماتوا في الحمامات، وبعضهم في أحضان المومسات على سكر ومخدرات، فأي الفريقين تريد؟ وأيهما خير هذا أم ذاك؟ وماذا تنتظر؟

وكثير من الشباب ينتظر مصيبة تحل على رأسه، وكثير من الشباب اغتر بإمهال الله له، فينتظر مصيبة تحل على رأسه أو قارعة تصيبه في أهله حتى يرجع إلى الله، وما يدريك لعلها إن حلت المصيبة أو القارعة أنها تكون القاضية.

هذا شاب صغير يروي قصة الضياع، ثم يروي كيف اهتدى إلى طريق الاستقامة والهداية، يقول:

لما بلغت الرابعة عشرة من عمري، وكنت في السنة الثانية من المرحلة المتوسطة، حدث حادث في حياتي كان سبباً في تعاستي وشقائي فترة من الزمن، فقد تعرفت على شلة من رفقاء السوء، وكانوا ينتظرون الفرصة المناسبة لإيقاعي في شباكهم، وجاءت الفرصة مناسبة أثناء فترة الامتحانات، فجاءوني بحبوب بيضاء منبهة، فكنت أسهر عدداً من الليالي المتوالية في المذاكرة دون أن يغلبني النعاس، وما كنت أشعر بحاجة إلى النوم، فانتهت الامتحانات ونجحت بتفوق، وبعد الامتحانات داومت على تعاطي هذه الحبوب البيضاء فأرهقني السهر وتعبت تعباً شديداً، فجاءني أولئك الشياطين وقدموا لي في هذه المرة حبوباً، لكن اختلفت الألوان، في المرة الأولى كانت الحبوب بيضاء، وفي المرة الثانية كانت الحبوب حمراء، قالوا لي: إنها تطرد عني السهر وتجلب لي النوم والراحة، ولم أكن أدرك حقيقة هذه اللعبة وهذا التآمر والمكر الخبيث من هؤلاء الشياطين: شياطين الإنس الذين هم أخطر من شياطين الجان.

يقول: فأخذت أتعاطى هذه الحبوب مرات ومرات في اليوم، وبقيت على هذه الحال ثلاث سنوات تقريباً أو أكثر، ففشلت في دراستي وفي كل شأن من شئون حياتي، ولم أتمكن حتى من إتمام المرحلة المتوسطة من الدراسة بعد أن كنت من المتفوقين، فصرت أتنقل من مدرسة إلى مدرسة لعليّ أن أحصل على هذه الشهادة، ولكن دون جدوى!

وبعد هذا الفشل الذريع الذي كان سببه هذه الحبوب وهذه المخدرات فكرت في الانتقال إلى مدينة أخرى حيث يقيم عمي وأبناء عمي في تلك المدينة لعلي أغير شيئاً من حياتي، وكان والدي قد اشترى سيارة جديدة، فأخذت السيارة في تلك الليلة دون علم والدي وتوجهت إلى تلك المدينة، وكنت أحمل في جيبي كمية كبيرة من هذه الحبوب الحمراء، وفي الطريق توقفت عند بعض الأصحاب، وفي تلك الليلة أسرفت في تناول هذه الحبوب حتى أصبحت في وضع يرثى له، لا أميز من الغادي ومن الرائح، وقبيل الفجر ركبت السيارة وأنا في حالة لا يعلمها إلا الله، وانطلقت مسرعاً في طريقي، وما هي إلا دقائق حتى غبت عن الدنيا، ولم أفق إلا وأنا في المستشفى في حالة سيئة، كسرت ساقي اليمنى، وأصبت بجروح بالغة بعد أن مكثت في غرفة الإنعاش ثمانياً وأربعين ساعة، فأخرجوني إلى الغرفة التالية، ثم بعد أن تعافيت وخرجت من المستشفى مكثت في البيت أياماً يداويني أهلي ويرعوني، ومن رحمة الله بي أن كتب لي حياة جديدة، ومنح لي فرصة جديدة؛ لعلي أن أتوب وأرجع وأقلع عما أنا فيه، ولكن شيئاً من ذلك لم يحدث، فنقلت من المستشفى إلى بيت والدي، وفي البيت كنت أتعاطى هذه الحبوب النكدة، وقد تسألني وتقول: من أين لك هذه الحبوب وأنت ترقد على فراش المرض؟ فأقول لك: كان أولئك الشياطين يأتون لزيارتي في البيت، فيعرضون علي بضاعتهم فأشتري منهم ما يكفيني لأيام، وبالرغم من حالتي السيئة بقيت على هذه الحال أياماً، وبعدها أحسست بتحسن بسيط.

وكانت فكرة السفر إلى تلك الديار حيث يقيم عمي وأبناء عمي تراودني، فأنا أريد أن أغير الواقع وأن أرجع إلى ما كنت عليه، فخرجت يوماً بعكازي وأخذت أبحث عن سيارة تأخذني إلى تلك المدينة، فما توقف لي أحد، فذهبت إلى مواقف سيارات الأجرة واستأجرت سيارة أوصلتني إلى تلك المدينة، وهناك بادرت بالتسجيل في إحدى المدارس المتوسطة، فكبرت في السن ولا زلت في المرحلة المتوسطة، بعد جهود بذلها عمي وغيره تم قبولي في تلك المدرسة وحصلت على شهادة الكفاءة، لكني كنت مستمراً على تعاطي المسكرات والمخدرات حتى بدلت الحبوب المخدرة وبدأت بتعاطي الخمر في كل يوم!

لقد انتقلت من حفرة إلى أخرى، وهكذا الذنوب تقود بأصحابها من ورطة إلى أخرى، فتركت الحبوب ولكني أصبحت مدمناً للخمر والعياذ بالله، وكنت أقوم في نفس الوقت بترويج تلك الحبوب الحمراء وبيعها بسعر مضاعف، لم أكن أدرك فداحة هذا الأمر، وأني أفسد الآخرين، وأني أجمع المال من طريق حرام -أسأل الله أن يتوب علي-.

ثم بعد الخمر انتقلت إلى الحشيش وأدمنت عليه، وكنت أتعاطاه عن طريق التدخين، فكنت أذهب إلى المدرسة وأنا في حالة هستيرية فأرى الناس حولي كأنهم ذباب أو حشرات صغيرة، ولم أكن أتعرض لأحد؛ لأن الذي يتعاطى هذا البلاء يكون جباناً يخاف من كل شيء، بقيت على هذه الحال سنتين تقريباً، وكنت أقيم في غرفة في طرف المدينة حتى لا يراني عمي وأبناء عمي على تلك الحال.

وفي يوم من الأيام جاءني اثنان من شياطين الإنس الذين أعرفهم، وكان أحدهما متزوجاً، فأوقفت سيارتي وركبت معهم وكان ذلك بعد صلاة العصر، فأخذنا ندور وندور في شوارع البلد بلا هدف ولا غاية ولا مقصد.

وأمثال هؤلاء كثير يتجولون في الشوارع بلا هدف ولا غاية، وبعد جولة دامت ساعات أوقفوني عند سيارتي فركبتها وتوجهت إلى البيت، ولكني ظللت الطريق ولم أستطع أن أرجع إلى بيتي فقد كنت في حالة سكر شديد، ظللت مدة ساعتين أو أكثر أبحث عن البيت فلم أجده، وفي نهاية المطاف وبعد جهد جهيد وصلت إلى البيت، فلما رأيت البيت فرحت فرحاً شديداً، فلما هممت بالنزول من السيارة أحسست بألم شديد في قلبي، وبصعوبة بالغة نزلت ودخلت البيت، وفي تلك اللحظات تذكرت الموت، نعم تذكرت الموت كأنه أمامي شبح أسود يريد أن يهجم علي، ورأيت أشياء عجيبة أعجز عن وصفها الآن، فقمت مسرعاً من غير شعور ودخلت دورة المياه وتوضأت، سبحان الله! سنوات طوال وأنا لا أعرف الركوع والسجود، فدخلت دورة المياه وتوضأت، وبعد خروجي من الدورة عدت مرة ثانية وتوضأت، ثم أسرعت إلى إحدى الغرف وكبرت ودخلت في الصلاة، وتذكرت في تلك اللحظة أنني لم أصل ولم أركع ولم أسجد لله لسنوات طوال، وأتذكر أنني قرأت في الركعة الأولى الفاتحة وقل هو الله أحد، ولا أتذكر ما قرأته في الركعة الثانية، فالمهم أنني أديت تلك الصلاة بسرعة شديدة قبل أن أموت، ثم ألقيت بنفسي على الأرض على جنبي الأيسر واستسلمت انتظاراً للموت، وتذكرت في تلك اللحظات أنني سمعت أن الميت الأفضل أن يوضع على جنبه الأيمن فتحولت إلى الجنب الأيمن، وأنا أحس بأن شيئاً ما يهز كياني هزاً عنيفاً، ومرت في خاطري صور متلاحقة من سجل حياتي الحافل بالضياع والشهوات والمجون، وأيقنت أن روحي على وشك الخروج، ومرت لحظات كنت أنتظر فيها الموت، وفجأة حركت قدماي فتحركتا ففرحت بذلك فرحاً شديداً، وعلمت أنني لم أمت إلى الآن، لقد رأيت بصيصاً من الأمل يشع من بين تلك الظلمات الحالكة، فقمت مسرعاً وخرجت من البيت وركبت سيارتي وتوجهت إلى بيت عمي، فدفعت الباب ودخلت وسقطت مغشياً علي، لقد وجدتهم مجتمعين يتناولون طعام العشاء، فألقيت بنفسي بينهم، فقام عمي فزعاً، ثم لما أفقت سألني: ما بك؟ فقلت له: إن قلبي يؤلمني، فقام أحد أبناء عمي وأخذني إلى المستشفى، وفي الطريق أخبرته بحالي وأني قد أسرفت على نفسي في تعاطي ذلك البلاء، وطلبت منه أن يذهب بي إلى طبيب يعرفه، فذهب بي إلى إحدى المستشفيات الأهلية، فلما كشف علي الطبيب وجد حالتي في غاية السوء حيث بلغت نسبة الكحول في جسمي نسبة عالية، فامتنع عن علاجي، وقال: لا بد من حضور الشرطة، وبعد محاولات مستمرة وإلحاح شديد وإغراءات وافق على علاجي، فقام بعمل تخطيط للقلب، ثم بدأ بعلاجي.

كان والدي قد أتى إلى تلك المدينة في ذلك اليوم لزيارة عمي ولزيارتي، فلما علم أني في المستشفى جاء ليزورني، فرأيته واقفاً على رأسي، فلما شم رائحتي الكريهة ضاق صدره وخرج ولم يتكلم، فأمضيت ليلة تحت العلاج، وفي غرفة الإنعاش وقبل خروجي نصحني الطبيب بالابتعاد عن المخدرات والمسكرات، وأخبرني بأن حالتي سيئة جداً وأني إذا استمريت على هذه الحال فستكون النهاية مؤلمة، فخرجت من المستشفى وأحسست بأني قد منحت حياة أخرى جديدة، وأن الله أراد بي خيراً، فكنت فيما بعد كلما شممت رائحة الحشيش أصابني مثل ما أصابني في تلك الليلة: ألم في قلبي، وضيق في التنفس، فيأتيني ذكر الموت في تلك اللحظات فأطفئ السيجارة، وأتذكر تلك اللحظات التي مررت بها وأنا في المستشفى، وكنت كلما نمت بالليل أشعر بأن أحداً يوقظني ويقول لي: قم واستيقظ وصل لله، فأتذكر الموت، وأتذكر الجنة والنار والقبر، كما كنت أتذكر اسمين من أصحابي لقيا حتفهما على حال لا يعلمها إلا الله، فكنت أخاف أن يكون مصيري كمصيرهما، فكنت أقوم آخر الليل فأصلي ركعتين، ولم أكن أعرف صلاة الوتر في ذلك الحين، ثم بدأت بعدها أحافظ على الصلوات المفروضة، وكنت كلما شممت رائحة الحشيش أو الدخان أتذكر الموت فأتركهما، وبقيت على هذه الحال أربعة أشهر أو أكثر حتى قيض الله لي أحد الشباب الصالحين، فالتقطني من بين أولئك الأشرار وأخذني معه إلى مكة المكرمة لأداء العمرة، وبعدها رأيت حياة جديدة ورأيت نوراً بدأ يشع في قلبي، فبدأت أستشعر نعمة الهداية والإيمان، وعدت إلى الله وتبت إليه بعد أن أمهلني الله مرات ومرات.

فنصيحتي للشباب أن يحذروا من شياطين الإنس ورفقاء السوء الذين كانوا سبباً في شقائي وتعاستي لسنوات طويلة، ولولا رأفة الله ورحمته حيث أنقذني من بين أيديهم لكنت من الخاسرين، فأسأل الله أن يتوب علي وعلى جميع المذنبين والعاصين إنه تواب رحيم.

فهذه قصة ومثلها كثير، فإن كان الله أمهل هذا الشاب فكثيرون قد ماتوا في دورات المياه، وفي أحضان المومسات والفاجرات.

فيا صاحب الخطايا

أين الدموع الجارية

ويا أسير المعاصي

ابك على الذنوب الماضية

ويا مبارزاً لله بالقبائح

أتصبر على النار الهاوية

ويا ناسياً ذنوبه

والصحف للمنسي حاوية

أسفاً لك إذا جاءك

الموت وما أنبت

واحسرة لك إذا

دعيت إلى التوبة فما أجبت

كيف تصنع إذا نودي

بالرحيل وما تأهبت

ألست الذي بارزت

بالكبائر وما لله راقبت

إن لسان حال الغافلين: قد مضى في اللهو عمري، وتناهى فيه أمري.

شمر الأكياس وأنا واقف قد شيب أمري

بان ربح الناس دوني وأنا قد بان خسري

ليتني أقبل وعظي ليتني أسمع زجري

كل يوم أنا رهن بين آثامي ووزري

ليت شعري هل أراني همة في فك أسري

أو أرى في ثوب صدق قبل أن أنزل قبري

وتأمل قوله:

وحملوني على الأكتاف أربعة

من الرجال وخلفي من يشيعني

وقدموني إلى المحراب وانصرفوا

خلف الإمام فصلى ثم ودعني

صلوا علي صلاة لا ركوع لها

ولا سجود لعل الله يرحمني

وأنزلوني إلى قبري على مهل

وقدموا واحداً منهم يلحدني

وكشف الثوب عن وجهي لينظرني

وأسبل الدمع من عينيه أغرقني

وقال هلوا عليه الترب واغتنموا

حسن الثواب من الرحمن ذي المنن

في ظلمة القبر لا أم هناك ولا

أب شقيق ولا أخ يؤنسني

من منكر ونكير ما أقول لهم

قد هالني أمرهم جداً فأفزعني

وأقعداني وجدوا في سؤالهم

ما لي سواك إلهي من يخلصني

ما أحلم الله عني حيث أمهلني

وقد تماديت في ذنبي ويسترني

تمر ساعات أيامي بلا ندم

ولا بكاء ولا خوف ولا حزني

أنا الذي أغلق الأبواب مجتهداً

على المعاصي وعين الله تنظرني

يا زلة كتبت في غفلت ذهبت

يا حسرة بقيت في القلب تحرقني

دعني أنوح على نفسي وأندبها

وأقطع الدهر بالتذكير والحزن

دع عنك عذلي يا من كان يعذلني

لو كنت تعلم ما بي كنت تعذرني

دعني أسح دموعاً لا انقطاع لها

فهل عسى عبرة منها تخلصني

فماذا تنتظر؟ هل تنتظر مصيبة، أو قارعة تحل، وماذا يقول أهل القبور إذا وصدوا في قبورهم؟ فالكل يتمنى حينها الرجوع، وحتى الصالح يتمنى أن يرجع حتى يزيد في صلاحه.

قصة حبيب بن زيد مع مسيلمة الكذاب

اسمع بارك الله فيك وأنت تتساقط أمام فتن وشهوات ومغريات اسمع كيف ثبت الشباب، واسمع بارك الله فيك هذا الخبر.

في آخر فترات النبي صلى الله عليه وسلم خرج كذابان يدعيان النبوة أحدهما بصنعاء، وهو الأسود بن كعب العنسي ، وخرج الثاني باليمامة وهو مسيلمة الكذاب ، وراح الكذابان يحرضان الناس على المؤمنين الذين استجابوا لله وللرسول، وفوجئ الرسول صلى الله عليه وسلم يوماً بمبعوث بعثه مسيلمة بكتاب إلى النبي صلى الله عليه وسلم يقول فيه: (من مسيلمة رسول الله إلى محمد رسول الله سلام عليك، أما بعد: فإني قد أشركت في الأمر معك، وإنا لنا نصف الأرض ولقريش نصفها الآخر، ولكن قريشاً قوم يعتدون)، فرد النبي صلى الله عليه وسلم كتابه وكتب إليه كتاباً يقول فيه: (بسم الله الرحمن الرحيم، من محمد رسول الله إلى مسيلمة الكذاب ، السلام على من اتبع الهدى، أما بعد. فإن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده، والعاقبة للمتقين).

فلقد ظن الكذاب أن النبوة ملكاً يريد أن يتقاسمه، فلما وصل إليه الكتاب ما زاده إلا ضلالاً وإضلالاً، ومضى ينشر إفكه وبهتانه، فرأى النبي صلى الله عليه وسلم أن يبعث إليه رسالة ينهاه فيها عن حماقاته، وعن كذبه وافتراءاته، لكن من سيحمل هذه الرسالة إلى هذا المتكبر العاتي الجبار، فوقع الاختيار على أحد الشباب، ومن للمهمات العظام والمدلهمات إلا الشباب وقع الاختيار على حبيب بن زيد رضي الله عنه وأرضاه، وهو شاب ملأ الإيمان قلبه، وهو على أتم الاستعداد للتضحية من أجل الله ورسوله، ومن أجل نصرة هذا الدين.

ومن للمهمات العجيبة والمهمات العظيمة إلا الشباب يا شباب! لكن أين الشباب الذين تربوا على الوحي: كتاب وسنة، وتربوا على تقوى من الله ورضوان:

شباب ذللوا سبل المعالي

ما عرفوا سوى الإسلام دينا

تعهدهم فأنبتهم نباتاً كريماً

طاب في الدنيا غصونا

إذا شهدوا الوغى كانوا كماة

يدكون المعاقل والحصونا

شباب لم تحطمه الليالي

ولم يسل إلى الخصم العرينا

وما عرفوا الأغاني مائعات

ولكن العلا صيغت لحونا

فسافر حبيب رضي الله عنه في هذه المهمة الخطيرة وهو فرح مسرور لاختيار النبي صلى الله عليه وسلم له، وللثقة التي وكلت إليه، فلما وصل حبيب إلى مسيلمة الكذاب الذي لم يعرف المروءة ولا العروبة ولا الرجولة، جمع الكذاب قومه بعد أن قيد حبيباً بالقيود، وأنزلوا به صنوف العذاب والهوان، وأرادوا من ذلك أن يسلبوه الشجاعة والإقدام حتى يفتتن أمام الجميع ويعلن إيمانه بالكذاب، لكن أنى لهم ذلك، فقال مسيلمة لـحبيب : أتشهد أن محمداً رسول الله؟ قال حبيب : نعم أشهد أن محمداً رسول الله، فعلا الخزي والعار وجه مسيلمة ، وعاد يسأل ويقول: وتشهد أني رسول الله؟ فأجاب حبيب بسخرية قاتلة: إني لا أسمع ما تقول، فاشتد غضب الكذاب، وعلم أن تعذيبه للشاب المؤمن لم يؤثر فيه، بل زاده ثباتاً وإيماناً فهاج كالثور المذبوح، ونادى الجلاد أن أحضر السيف، ثم راح يقطع جسد حبيب قطعة قطعة وعضواً عضواً، وكان كلما قطع منه قطعة قال له: أتشهد أني رسول الله، فيقول حبيب : لا أسمع شيئاً، ولا أشهد إلا أنه لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، فلا زالوا يقطعونه عضواً عضواً، وفي كل مرة يرددون عليه: أتشهد أن مسيلمة رسول الله؟ وهو يقول: أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، ولا زالوا يقطعونه عضواً عضواً وهو صابر محتسب حتى فارقت الروح الجسد.

فأسألك بالله: أما كان باستطاعته أن يساير الكذاب ويظهر تصديقه به وهو معذور بهذا، لكنه الإيمان الذي صنع أولئك الشباب الأبطال، فقد ثبت وجسده يقطع قطعة قطعة، وثبت وهم يساومونه على دينه ومعتقده، وثبت لأنه يعلم أن الجنة غالية وأن السلعة غالية، فأنى لطالب الجنان أن يتنازل، وأنى لطالب الحور الحسان أن يتنازل.

قصة خباب في طريق الثبات

لقد ثبت خبيب قبله حين طلبوه في التنعيم وسألوه: أتحب أن يكون محمداً مكانك وأنت بين أهلك؟ قال: والله ما أحب أن محمداً يشاك بشوكة، وأن جالس مطمئن بين أهلي، ثم رفع بصره إلى السماء منادياً ربه: اللهم! إنا قد بلغنا رسالة نبيك، اللهم! بلغ نبيك ما يفعل بنا، ثم رددها خالدة إلى أن يرث الله الأرض والسماء.

ولست أبالي حين أقتل مسلماً

على أي جنب في الله كان مصرعي

ولقد خيروني الكفر والموت دونه

ولقد هطلت عيناي من غير مجزع

وما بي حذار الموت إني لميت

ولكن حذاري جحم نار ملفع

فقد ثبتوا كالجبال أمام العذاب والهوان، وأنت تضعف أمام شاشات وقنوات، وأمام أغاني وملهيات، لكن صدق الله حين قال: أَفَمَنْ يَعْلَمُ أَنَّمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمَى إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الأَلْبَابِ * الَّذِينَ يُوفُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَلا يَنقُضُونَ الْمِيثَاقَ * وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الْحِسَابِ * وَالَّذِينَ صَبَرُوا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلانِيَةً وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ أُوْلَئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ * جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَالْمَلائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ * سَلامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ [الرعد:19-24].


استمع المزيد من الشيخ خالد الراشد - عنوان الحلقة اسٌتمع
انها النار 3543 استماع
بر الوالدين 3428 استماع
أحوال العابدات 3413 استماع
يأجوج ومأجوج 3350 استماع
البداية والنهاية 3336 استماع
وقت وأخ وخمر وأخت 3271 استماع
أسمع وأفتح قلبك - ذكرى لمن كان له قلب 3255 استماع
أين دارك غداً 3205 استماع
هذا ما رأيت في رحلة الأحزان 3099 استماع
أين أنتن من هؤلاء؟ 3097 استماع