ج - (الغفور الحليم)
قال تعالى
{لاَ يُؤَاخِذُكُمُ اللهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ وَاللهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ} البقرة: 225 ... جاء في تفسير النسفي:
(اللغو)
الساقط الذي لا يُعْتَدّ به من كلام وغيره، وهو ما يجري على لسان الإنسان من غير قصد للحلف، نحو: لا والله، وبلى والله.
(بما كسبت قلوبكم)
بما اقترفته من إثم القصد إلى الكذب في اليمين، وهو أن يحلف على ما يعلم أنه خلاف ما يقوله.
(والله غفور حليم) حيث لم يؤاخذكم باللغو في إيمانكم. [1]
إن المؤاخذة من الله تعالى تعني الحساب والعقاب في الدنيا والآخرة.
وصياغة كلمات الآية تشير إلى أن الأيمان الكاذبة ذنب كبير، يستوجب عدم الصبر على صاحبه، ولكنه، سبحانه، (حليم) لا يستخفّه عصيان العصاة، ولا يستفزّه الغضب عليهم، بل إنه يغفر لهم.
ولو لم يكن جل شأنه (حليماً) لما كانت المغفرة، فقد علمنا من أحوالنا أن الذي لا يملك حِلْماً يصب جام غضبه على من يؤذيه، ولكنه إذا كان حليماً، تغاضى عن كثير مما قد يُوقعه الآخرون به من أذى.
(1) تفسير النسفي: ج 1، ص 178