{كَذَّبُوا بِآياتِنَا كُلِّهَا فَأَخَذْنَاهُمْ أَخْذَ عَزِيزٍ مُقْتَدِرٍ} ... القمر: 42 الأخذ هنا يعني إنزال العذاب بالقوم الكافرين في الدنيا، قال تعالى:
{وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ} [1]
فإذا أراد الله تعالى أن ينزل عذابه بالقرى الظالمة، فلا أحد بمقدوره ردّ ذلك العذاب، فكان اسمه (العزيز) إشارة إلى ذلك المعنى.
والأخذ في عالم الواقع، وبين بني البشر، قد يكون عرضة للتحقق أو عدمه، ولكنه عندما يكون من (عزيز مقتدر) فإن التحقق واقع لا محالة، لأن صاحب هذه العزّة، سبحانه وتعالى مقتدر وقدير وقادر على كل شيء.
أ - (الواسع العليم)
{مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} البقرة: 261 بيّنت هذه الآية مقدار الجزاء الذي أعدّه الله تعالى للمنفقين في سبيل الله، فقد يضاعف الثواب إلى سبعمائة ضعف، وليس هذا فحسب بل إنّ السبعمائة قد تُضاعف إلى أضعاف كثيرة.
فما علاقة (الواسع العليم) بهذا الثواب المتضاعف؟
(1) هود: الآية 102