(من سعته)
من غناه، أي يرزقه زوجاً خيراً من زوجه، وعيشاً أهنأ من عيشه.
(وكان الله واسعاً حكيماً)
(واسعاً) بتحليل النكاح، (حكيماً) بالإذن في السّراح، فالسِّعة: الغنى والقدرة، والواسع: الغني المقتدر. [1]
جاء قوله تعالى (وَكَانَ اللَّهُ وَاسِعاً حَكِيماً) تالياً لقوله (يُغْنِ اللَّهُ كُلاًّ مِنْ سَعَتِهِ) ولا يكون إلإغناء حاصلاً إلا مع وفرة العطاء، ومهما كان العطاء كبيراً فإنه لن يكون شيئاً أمام اتساع مُلك الله تعالى واتساع قدرته، وهذا الاتساع ليس اتساعاً عشوائياً، لا نظام له ولا حساب، بل اتساع دقيق ترى الحكمة في كل امتداد من امتداداته، مع التذكير بأن الحكمة هي معرفة أفضل الأشياء بأفضل العلوم.
أ - (الغفور الرحيم)
{إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللَّهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلا عَادٍ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} ... البقرة: 173
ذكر جل شأنه في هذه الآية بعضاً ممّا حرّمه على عباده، فمن اجترأ على شيء من ذلك فقد ارتكب إثماً يُوجب العقاب، ولكنه سبحانه، أراد أن يرحم عباده
(1) تفسير النسفي: ج 1، ص 371