صلّى الله عليه وسلّم.
فهل تظنّون أن أسماء الله تعالى، حال صدورها عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، يمكن أن يَغْفَل عنها المسلمون حتى لا نجدها إلا لدى الترمذي .. ؟
قد يغْفَل رواةُ الحديث عن فرع من الفروع اليسيرة، ولكنهم لن يغفلوا عن الأصول الكبيرة، لأن في معرفة هذه الأصول سلامة الدين والعقيدة.
فهل تظنّون أن أسماء الله الحسنى ليست أصلاً من الأصول الكبيرة؟
إن لأسماء الله الحسنى جلال كجلال ذاته سبحانه وتعالى، فلو كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم هو من ذكر تلك الأسماء لتلقفها المسلمون وحفظوها كما يحفظون كلمتي [الله والرحمن] أي أنها ستكون حاضرة في قلوب الجميع، حضوراً يجعلها مدوّنة في جميع كتب الحديث، مثلما رأينا في الجزء الأول من الحديث الذي ورد لدى البخاري ومسلم وأحمد والترمذي وابن ماجة، مع أنه، أي الجزء الأول لم يكن أعظم خطراً وأجلّ قدراً من الأسماء ذاتها.
4 -ثم إن أسماء الله الحسنى أسماء مقدسة قدسية ذاته سبحانه، فلا يجوز التغيير والتبديل فيما بينها بالشكل الذي رأيناه لدى الترمذي وابن ماجة.
5 -وفي التعليق الذي جاء على رواية الترمذي ورد ما يلي:
(قال أبو عيسى: هذا حديث غريب، حدثنا به غير واحد عن صفوان بن صالح، ولا نعرفه إلا من حديث صفوان بن صالح، وهو ثقة عند أهل الحديث، وقد رُوي هذا الحديث من غير وجه عن أبي هريرة عن النبي صلّى الله عليه وسلّم ولا نعلم في كبير شيء من الروايات له إسناد صحيح ذكر الأسماء إلا في هذا الحديث. وقد روى آدم بن أبي إياس هذا الحديث بإسناد غير هذا عن أبي هريرة عن النبي صلّى الله عليه وسلّم، وذكر فيه الأسماء، وليس له إسناد صحيح) .