فهرس الكتاب
الصفحة 36 من 64

الثاني ..

وقد يعترض بعض المتعلقين بالقبور .. ويقولون:

نحن نتقرب إلى المقبورين .. من الأولياء والصالحين .. من أجل طلب الشفاعة .. فهؤلاء الموتى قوم صالحون كانوا في الدنيا صوامين في النهار .. بكائين في الأسحار .. فلهم جاه وقدر عند الله .. نحن نطلب منهم أن يشفعوا لنا عند الله ..

فنقول لهم .. يا قوم .. ويحكم أجيبوا داعي الله وآمنوا به ..

إن الله قد سمَّى اتخاذ الشفعاء شركاً .. فقال سبحانه: (وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ مَا لا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلاءِ شُفَعَاؤُنَا عِندَ اللَّهِ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللَّهَ بِمَا لا يَعْلَمُ فِي السَّمَوَاتِ وَلا فِي الأَرْضِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ) [يونس: 18] .

ونقول لهم أيضاً .. نحن نؤمن معكم .. بأن الله تعالى أعطى الأنبياء والأولياء الشفاعة .. وهم أقرب الناس إليه .. لكن ربنا نهانا عن سؤالهم ودعائهم ..

نعم .. الأنبياء والأولياء والشهداء .. لهم شفاعة عند الله .. ولكنها ليست بأيديهم يشفعون لمن شاؤوا .. ويتركون من شاؤوا .. كلا .. بل لا يشفعون إلا بعد أن يأذن الله لهم .. ويرضى عن المشفوع ..

الثالث ..

وقد يعترض بعض المتعلقين بالقبور فيقولون ..

إن الكثير من المسلمين في القديم والحديث يبنون على القبور .. ويتخذون المشاهد والقباب .. ويتحرون الدعاء عندها .. فهل الأمة كلها على باطل .. وأنتم على الحق ..

فنقول لهم: أكثر هذه المشاهد والأضرحة مكذوبة .. لا تصح نسبتها إلى أصحابها .. كما تقدم ..

وأيضاً .. فإن البناء على القبور وتحري الدعاء عندها .. من البدع المنكرة ..

كما في قوله صلى الله عليه وسلم: (لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد يحذّر ما صنعوا) متفق عليه ..

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام