جاء في كتاب الله تعالى أن الدابة يُخرجها الله تعالى من الأرض؛ قال جل وعلا: {وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ} دون ذكر مكانها من الأرض بالتحديد.
قال الألوسي (ت 1270 هـ) :"وفي تقييد إخراجها بقوله سبحانه {مِنَ الْأَرْضِ} نوع إشارة إلى ما قيل إلى أن خلقها ليس بطريق التوالد، بل هو بطريق التولد؛ نحو خلق الحشرات، وقيل: إنه للإشارة إلى تكوينها في جوف الأرض، فيكون في إخراجها من الأرض رمز إلى ما يكون في الساعة، التي أخرجت هي بين يديها من: تشقق الأرض، وخروج الناس من جوفها، أحياء كاملة خلقتهم. وفي هذا وما قبله ذهاب إلى تعلق {مِنَ الْأَرْضِ} بـ {أَخْرَجْنَا} وهو الظاهر الذي ينبغي أن يعول عليه، دون كونه متعلقًا بمحذوف وقع صفة لدابة؛ أي دابة كائنة من الأرض [1] ."
وقال السعدي (ت 1376 هـ) : إن قوله تعالى: {أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ} معناه: دابة خارجة من الأرض، أو معناه: دابة من دواب الأرض، وليست من السماء [2] ، وقال محمد الطاهر بن عاشور
(1) روح المعاني (20/ 24) .
(2) انظر: تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان (610) .