""""صفحة رقم 173""""
في كلى واصل من اصول الدين - كان من الاصول الاعتقادية أو من الاصول العملية - فتراه آخذا ببعض جزئيات الشريعة في هدم كلياتها حتى يصير منها ما ظهر له بادى رايه من غير أحاطة بمعانيها ولا رسوخ في فهم مقاصده وهذا هو المبتدع وعليه نبه الحديث الصحيح أنه ( صلى الله عليه وسلم ) قال لا يقبض الله العلم انتزاعا ينتزعه من الناس ولكن يقبض العلم بقبض العلماء حتى إذا لم يبق عالم اتخذ الناس رؤساء جهالا فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا
قال بعض اهل العلم تقدير هذا الحديث يدل على أنه لا يؤتى الناس قط من قبل علمائهم وإنما يؤتون من قبل أنه إذا مات علماؤهم أفتى من ليس بعالم
فيؤتى الناس من قبله وقد صرف هذا المعنى تصريفا فقيل ما خان أمين قط ولكنه ائتمن غير امين فخان
قال ونحن نقول ما ابتدع على قط ولكنه استفتى من ليس بعالم
قال مالك بن أنس بكى ربيعة يوما بكاء شديدا فقيل له مصيبة نزلت بك فقال لا ولكن استفتى من لا علم عنده
وفي البخارى عن أبى هريرة رضى الله عنه قال قال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) قبل الساعة سنون خداعا يصدق فيهن الكاذب ويكذب فيهن