""""صفحة رقم 155""""
وكلامه وترتيبه بالنسبة إلى ما نحن فيه لائق أن يؤتى به على وجهه فاتيت به على تحرى معناه دون لفظه لطوله فحكى ة عن جماعة أنهم قالوا لا شىء من أمر الدين إلا وقد بينه الله تعالى بنص عليه أو بمعناه فإن كان حلالا فعلى العامل به إذا كان عالما تحليله أو حراما فعليه تحريمه أو مكروها غير حرام فعليه اعتقاد التحليل أو الترك تنزيها
فأما العامل بحديث النفس والعارض في القلب فلا فإن الله حظر ذلك على نبيه فقال ) إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس بما أراك الله ( فأمره بالحكم بما اراه الله لا بما رآه وحدثته به نفسه فغيره من البشر أولى أن يكون ذلك محظورا عليه
وأما إن كان جاهلا فعليه مسألة العلماء دون ما حدثته نفسه
ونقل عن عمر رضى الله عنه أنه خطب فقال ايها الناس قد سنت لكم السنن وفرضت لكم الفرائض وتركتم على الواضحة أن تضلوا بالناس يمينا وشمالا
وعن ابن عباس رضى الله عنهما ما كان في القرآن من حلال أو حرام فهو كذلك وما سكت عنه فهو مما عفى عنه
وقال مالك قبض رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) وقد تم هذا الأمر واستكمل فينبغى ان تتبع آثار رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) واصحابه ولا يتبع الرأى فإنه من اتبع الراى جاءه رجل آخر أقوى في الرأى منه فاتبعه فكلما غلبه رجل اتبعه ارى أن هذا بعد لم يتم