الصفحة 404 من 715

""""صفحة رقم 48""""

)ليس البيع مثل الربا

فهذه محدثة أخذوا بها مستندين إلى رأى فاسد فكان من جملة المحدثاث كسائر ما أحدثوا في البيوع الجارية بينهم المبنية على الخطر والغرر

وكانت الجاهلية قد شرعت أيضا اشياء في الأموال كالحظوظ التي كانوا يخرجونها للأمير من الغنيمة حتى قال شاعرهم

لك المرباع فيها والصفايا

وحكمك والنشيطة والفضول

فالمرباع ربع المغنم يأخذه الرئيس والصفايا جمع صفى وهو ما يصطفيه الرئيس لنفسه من المغنم والنشيطة ما يغنمه الغزاة في الطريق قبل بلوغهم إلى الموضع الذي قصدوه فكان يختص به الرئيس دون غيره والفضول ما يفضل من الغنيمة عند القسمة

وكانت تتخذ الأرضين تحميها عن الناس أن لا يدخولها ولا يرعوها فلما نزل القرآن بقسمة الغنيمة في قوله تعالى ) واعلموا أنما غنمتم من شيء( الآية ارتفع حكم هذه البدعة إلا بعض من جرى في الإسلام على حكم الجاهلية فعمل باحكام الشيطان ولم يستقم على العمل بأحكام الله تعالى

وكذلك جاء لا حمى إلا حمى الله ورسوله ثم جرى بعض الناس ممن آثر الدنيا على طاعة الله على سبيل حكم الجاهلية )ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون ( ولكن الآية والحديث وما كان في معناهما أثبت أصلا في الشريعة مطردا لا ينخرم وعاما لايتخصص ومطلقا لا يتقيد وهو أن الصغير من المكلفين والكبير والشريف والدنىء والرفيع والوضيع في احكام الشريعة

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام