الصفحة 396 من 715

""""صفحة رقم 40""""

حلالا بحكم الشريعة المتقدمة

ولقد هم بعض أصحاب رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) أن يحرموا على أنفسهم ما أحل الله وإنما كان قصدهم بذلك الانقطاع إلى الله عن الدنيا وأسبابها وشواغلها فرد ذلك عليهم رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) فأنزل الله عز وجل ) يا أيها الذين آمنوا لا تحرموا طيبات ما أحل الله لكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين(

وسيأتى شرح هذه الآية في الباب السابع إن شاء الله تعالى وهو دليل على أن تحريم ما أحل الله - وإن كان بقصد سلوك طريق الآخرة - منهى عنه وليس فيه اعتراض على الشرع ولا تغيير له ولا قصد فيه الابتداع فما ظنك به إذا قصد به التغيير والتبديل كما فعل الكفار أو قصد به الابتداع في الشريعة وتمهيد سبيل الضلالة

فصل

ومثال ما يقع في النفس ما ذكر من نحل الهند في تعذيبها أنفسها بانواع العذاب الشنيع والتمثيل الفظيع والقتل بالاصناف التى تفزع منها القلوب وتقشعر منها الجلود كل ذلك على جهة استعجال الموت لنيل الدرجات العلى - في زعمهم - والفوز بالنعيم الاكمل بعد الخروج عن هذه الدار العاجلة ومبنى على اصول لهم فاسدة اعتقدوها وبنوا عليها اعمالهم

حكى المسعودى وغيره من ذلك أشياء فطالعها من هنالك وقد وقع القتل في العرب الجاهلية ولكن على غير هذه الجهة وهو قتل الأولاد لشيئين أحدهما خوف الإملاق والاخر دفع العار الذى كان لاحقا لهم بولادة الإناث حتى أنزل الله في ذلك قوله تعالى )ولا تقتلوا أولادكم خشية إملاق نحن نرزقهم وإياكم ( - وقوله تعالى - ) وإذا الموؤودة سئلت بأي ذنب قتلت ( - وقوله - ) وإذا بشر أحدهم بالأنثى ظل وجهه مسودا ( الآية

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام