الصفحة 37 من 715

""""صفحة رقم 52""""

والمبتدع قدم هوى نفسه على هدى الله فكان اضل الناس وهو يظن انه على هدى

وقد انجز هنا معنى يتأكد التنبيه عليه وهو ان الاية المذكوره عينت للاتباع في الاحكام الشرعية طريقين احدهما الشريعة ولا مرية في انها علم وحق وهدى والاخر الهوى وهو المذموم لانه لم يذكر في القرآن الا في سياق الذم ولم يجعل ثم طريقا ثالثا

ومن تتبع الآيات الفى ذلك كذلك

ثم العلم الذي أحيل عليه والحق الذي حمد انما هو القرآن وما نزل من عند الله كقوله تعالى ) قل آلذكرين حرم أم الأنثيين أما اشتملت عليه أرحام الأنثيين نبئوني بعلم إن كنتم صادقين ( وقال بعد ذلك ) أم كنتم شهداء إذ وصاكم الله بهذا فمن أظلم ممن افترى على الله كذبا ليضل الناس بغير علم(

وقال )قد خسر الذين قتلوا أولادهم سفها بغير علم وحرموا ما رزقهم الله افتراء على الله قد ضلوا وما كانوا مهتدين ( وهذا كله لاتباع اهوائهم في التشريع بغير هدى من الله وقال ) ما جعل الله من بحيرة ولا سائبة ولا وصيلة ولا حام ولكن الذين كفروا يفترون على الله الكذب(

وهو اتباع الهوى في التشريع اذ حقيقته افتراء على الله وقال )أفرأيت من اتخذ إلهه هواه وأضله الله على علم وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوة فمن يهديه من بعد الله ( أي لا يهديه دون أي شيء

وذلك بالشرع لا بغيره وهو الهدى

وإذا ثبت هذا وان الامر دائر بين الشرع والهوى تزلزلت قاعدة حكم العقل المجرد فكأنه ليس للعقل في هذا الميدان مجال الا من تحت نظر الهوى فهو اذا اتباع الهوى بعينه في تشريع الاحكام

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام