""""صفحة رقم 133""""
رجل يجمعهم يقول رحم الله من قال كذا وكذا مره سبحان الله فيقول القوم
ويقول رحم الله من قال كذا وكذا مره الحمد لله فيقول القوم
ثم ان ما استدل به مالك من الآيات الكريمة نزلت في شأن المنافقين حين امر رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) بحفر الخندق وهم الذين كانوا يتسللون لواذا
وقد تقدم ان النفاق من اصله بدعة لانه وضع بدعة في الشريعة على غير ما وضعها الله تعالى ولذلك لما اخبر تعالى عن المنافقين قال ) أولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى(
فمن حيث كانت عامة في المخالفين عن أمره يدخلون ايضا من باب أحرى
فهذه جملة يستدل بها على ما بقي اذ ما تقدم من الآيات والاحاديث فيها مما يتعلق بهذا المعنى كثير وبسط معانيها طويل فلنقتصر على ما ذكرنا وبالله التوفيق
فصل
وبقي مما هو محتاج إلى ذكره في هذا الموضع شرح معنى عام يتعلق بما تقدم
وهو ان البدع ضلالة وان المبتدع ضال ومضل والضلالة مذكورة في كثير من النقل المذكور ويشير اليها في الآيات الاختلاف والتفرق شيعا وتفرق الطرق بخلاف سائر المعاصي فإنها لم توصف في الغالب بوصف الضلالة الا ان تكون بدعة أو شبه البدعه
وكذلك الخطأ الواقع في المشروعات وهو المعفو لا يسمى ضلالا ولا يطلق على المخطئ اسم ضال كما لا يطلق على المتعمد لسائر المعاصي
وانما ذلك والله اعلم لحكمة قصد التنبيه عليها وذلك ان الضلال والضلاله ضد الهدى والهدى والعرب تطلق الهدى حقيقة فى الظاهر المحسوس فتقول هديته الطريق وهديته إلى الطريق
ومنه نقل إلى طريق الخير والشر قال تعالى )إنا هديناه السبيل ( وهديناه النجدين ) اهدنا الصراط المستقيم ( والصراط والطريق والسبيل بمعنى واحد فهو حقيقة في الطريق المحسوس ومجاز في