الصفحة 116 من 715

""""صفحة رقم 131""""

رأيه فيقبله قلبه فاذا رجع إلى ما كان يعرفه وجده مظلما فاما ان يشعر به فيرده بالعلم أو لا يقدر على رده

وأما أن لا يشعر به فيمضي مع من هلك

قال ابن وهب وسمعت مالكا اذا جاءه بعض اهل الاهواء يقول اما انا فعلى بينة من ربي واما انت فشاك فاذهب إلى شاك مثلك فخاصمه ثم قرأ ) قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة( الآية

فهذا شأن من تقدم من عدم تمكين زائغ القلب ان يسمع كلامه

ومثل رده بالعلم جوابه لمن سأله في قوله )على العرش استوى( كيف استوى فقال له الاستواء معلوم والكيف مجهول والسؤال عنه بدعة

واراك صاحب بدعه ثم امر بإخراج السائل

ومثل مالا يقدر على رده ما حكى الباجي قال قال مالك كان يقال لا تمكن زائغ القلب من اذنك فانك لا تدري ما يعلقك من ذلك

ولقد سمع رجل من الانصار من اهل المدينة شيئا من بعض اهل القدر فعلق قلبه فكان يأتي إخوانه الذين يستنصحهم فاذا نهوه قال فكيف بما علق قلبي لو علمت ان الله يرضى ان القى نفسي من فوق هذه المناره فقلت

ثم حكى ايضا عن مالك انه قال لا تجالس القدرى ولا تكلمه إلا أن تجلس إليه فتغلظ عليه لقوله تعالى )لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله( فلا توادوهم

واما انه يخشى عليه الفتنة

فلما حكى عياض عن سفيان بن عيينة انه قال سألت مالكا عمن احرم من المدينة وراء الميقات فقال هذا مخالف لله ورسوله اخشى عليه الفتنة في الدنيا والعذاب الأليم في الاخره

اما سمعت قوله تعالى )فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم (

وقد امر النبي ( صلى الله عليه وسلم ) ان يهل من المواقيت

وحكى ابن العربي عن الزبير بن بكار قال سمعت مالك بن انس وأتاه رجل فقال يا أبا عبد الله من اين أحرم قال من ذي الحليفه حيث أحرم رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) فقال إني أريد ان احرم من المسجد فقال لا تفعل

قال فإني أريد ان احرم من المسجد من عند القبر

قال لا تفعل فإني اخشى عليك الفتنه

فقال واي فتنه هذه انما هي اميال ازيدها قال واي فتنو اعظم من ان ترى انك سبقت إلى فضيلة قصر عنها رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) اني سمعت الله يقول ) فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم (

وهذه الفتنة التي ذكرها مالك رحمه الله تفسير الآيه هي شأن أهل البدع وقاعدتهم التي يؤسسون عليها بنياتهم فإنهم يرون ان ما ذكره الله في كتابه وما سنه نبيه ( صلى الله عليه وسلم ) دون ما اهتدوا اليه بعقولهم

وفي مثل ذلك قال ابن مسعود رضي الله عنه فيما روى عن ابن وضاح لقد هديتم لما لم يهتد له نبيكم وإنكم لتمسكون بذنب ضلاله إذ مر بقوم كان

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام