فهرس الكتاب
الصفحة 198 من 645

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: (وأما الحيز فإنه فيعل من حازه يحوزه إذا جمعه وضمه، وتحيز وتفيعل، كما أن يحوز يفعل، كما قال تعالى: {وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلَّا مُتَحَرِّفاً لِقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزاً إِلَى فِئَةٍ} [الأنفال: 16] ، فالمقاتل الذي يترك مكاناً وينتقل إلى آخر لطائفة تفيء إلى العدو، فاجتمع إليها وانضم إليها فقد تحيز إليها) [1] .

وأما عند المتكلمين: فالتحيز أعم منه في اللغة العربية، فهم (يجعلون كل جسم متحيزاً، والجسم عندهم: ما يشار إليه، فتكون السموات والأرض وما بينهما متحيزاً على اصطلاحهم، وإن لم يسم ذلك متحيزاً في اللغة) [2] .

والجهة لغة: بالكسر والضم: الناحية كالوجه، والوجهة بالكسر.

ومعناهما: الموضع الذي تتوجه إليه وتقصده.

وتطلق الجهة على الجانب، والناحية [3] .

وبين شيخ الإسلام رحمه الله أن الجهة: تارة تضاف إلى المتوجه إليها كما يقال في الإنسان: له ست جهات؛ لأنه يمكنه التوجه إلى النواحي الست المختصة به التي يقال: إنها جهاته.

وتارة ما يتوجه منها المضاف، كما يقول القائل إذا استقبل الكعبة: هذه جهة الكعبة، وكما يقول وهو بمكة: هذه جهة الشام، وهذه جهة اليمن، أو ناحية الشام وناحية اليمن.

والمراد: هذه الجهة والناحية التي يتوجه منها أهل الشام وأهل اليمن [4] .

(1) بيان تلبيس الجهمية 2/117، 118.

(2) منهاج السنة النبوية 2/555، وانظر: الفتاوى الكبرى 5/36 - 37.

(3) انظر: لسان العرب لابن منظور 13/556 مادة (وجه) ، القاموس المحيط للفيروزآبادي 4/296 - 297 مادة (الوجه) .

(4) انظر: بيان تلبيس الجهمية 2/117 - 118، وأما معنى الحيز والجهة عند الفلاسفة والمتكلمين (اصطلاحاً) فليس هذا موضعه، ومن شاء الاستزادة فليرجع إلى: المبين في شرح ألفاظ الحكماء والمتكلمين للآمدي (ضمن الفيلسوف الآمدي دراسة وتحقيق للأعسم ص86، 89) ، المعجم الفلسفي لجميل صليبا 1/419 - 420.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام