فهرس الكتاب
الصفحة 280 من 645

المبحث الثاني

دعوى أن قول شيخ الإسلام بإمكان حوادث لا أول لها

يستلزم القول بقدم العالم ومناقشتها

المطلب الأول

دعوى أن قول شيخ الإسلام بإمكان حوادث لا أول لها يستلزم القول بقدم العالم

ادعى المناوئون لابن تيمية رحمه الله أنه يقول بقدم العالم بناء على قوله رحمه الله بإمكان حوادث لا أول لها، ظناً منهم أنه ليس في المسألة إلا قولان: قول المتكلمين الذين يرون امتناع حوادث لا أول لها رداً على القائلين بقدم العالم، وقول الفلاسفة الذين يرون قدم العالم، فقال أبو بكر الحصني (ت - 829هـ) في رده على ابن تيمية رحمه الله (مبحث الرد عليه في القول بقدم العالم) [1] .

وقال آخر عن ابن تيمية رحمه الله: (أنه أثبت قدم الزمان) [2] .

ويدّعون أن ابن تيمية رحمه الله هو أوّل من قال بإمكان حوادث لا أول لها، كما يقول علي السبكي (ت - 756هـ) : (هذا هو الذي ابتدعه ابن تيمية والتزم به حوادث لا أول لها) [3] . وحين يجدون ابن تيمية رحمه الله يستدل بأقوال السلف، يبدأون بالإجابة عن هذه النصوص واحداً تلو الآخر، ولا يجدون لها مخرجاً،

(1) دفع شبه من شبه وتمرد ونسب ذلك إلى الإمام أحمد ص60.

(2) انظر: المقالات السنية في كشف ضلالات أحمد بن تيمية للحبشي ص68.

(3) السيف الصقيل في الرد على ابن زفيل ص63.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام