فهرس الكتاب
الصفحة 367 من 645

المبحث الرابع

دعوى مخالفة ابن تيمية الصحابة في قولهم بجواز بناء المساجد على القبور ومناقشتها

المطلب الأول

دعوى مخالفة ابن تيمية الصحابة في قولهم بجواز بناء المساجد على القبور

يرى المناوئون لابن تيمية رحمه الله أن البناء على القبور، وتشييدها، وجعل الستور عليها، وبناء المساجد عليها كله من الدين، وأن بناء المساجد على القبور سنة رائجة في صدر الإسلام [1] ؛ وأن عبارات العلماء قد تضافرت على بيان جواز البناء على القبور فكأنه إجماع عملي منهم [2] .

ويرون - بعد ذلك - أن ابن تيمية رحمه الله هو مؤسس القول بحرمة بناء المساجد على القبور [3] ، زاعمين أن من شبهة ابن تيمية رحمه الله كما يذكر السبكي (ت - 756هـ) ، أن اتخاذ القبور مساجد - مطلقاً - من أصول الشرك، وقد رد السبكي (ت - 756هـ) على ابن تيمية رحمه الله هذا الإطلاق، مبيناً أن الشرك هو

(1) انظر: الوهابية في الميزان للسبحاني ص121 وقد نقل النجمي في أوضح الإشارة ص28 عن أحد الشيعة نصاً يدعي فيه أن ابن تيمية خرج على إجماع الصحابة في جواز بناء المساجد على القبور.

(2) انظر: التوسل بالنبي لأبي حامد مرزوق ص167، فيض الوهاب للقيلوبي 5/150.

(3) انظر: الوهابية في الميزان للسبحاني ص111.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام