فهرس الكتاب
الصفحة 182 من 645

وغيره من العلماء منهم [1] .

ومن خلال دراسة اعتقاده رحمه الله تبين لنا أنه من أئمة السلف في الاعتقاد.

وأما القاضي أبو يعلى (ت - 458هـ) رحمه الله:

فقد نسب إليه القاضي أبو بكر بن العربي [2]

رحمه الله أنه يقول بالتشبيه فقال:

(أخبرني من أثق به من مشيختي أن أبا يعلى محمد بن الحسين الفراء - رئيس الحنابلة ببغداد - كان يقول إذا ذكر الله تعالى، وما ورد من هذه الظواهر في صفاته يقول:

ألزموني ما شئتم فإني ألتزمه، إلا اللحية والعورة ... ) [3] .

لكن ابن تيمية رحمه الله يشكك في صحة هذه القصة ويكذبها؛ لأنها رويت عن طريق مجهول لم يسم [4] .

لكنه مع ذلك لم يبرئ ساحة القاضي أبي يعلى (ت - 458هـ) تماماً، بل بين أن في كلامه ما هو مردود نقلاً وتوجيهاً، وفي كلامه شيء من التناقض [5] .

وقد ألصق ابن الأثير (ت - 630هـ) رحمه الله تهمة التجسيم بأبي يعلى (ت - 458هـ) رحمه الله بما جاء في كتاب القاضي (إبطال التأويلات) فقال عنه: (أتى فيه بكل عجيبة، وترتيب أبوابه يدل على التجسيم المحض - تعالى الله عن ذلك -) [6] .

(1) من خلال قراءتك لرسالته رحمه الله (شرح السنة) ، تجده ذكر أصول اعتقاد أهل السنة، على طريقة السلف في تآليفهم، وليست على طريقة المتكلمين.

(2) أبو بكر بن العربي: أحمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الله بن أحمد بن العربي الأندلسي الإشبيلي المالكي، تتلمذ على الغزالي وأبي بكر الشاشي، من مصنفاته: أحكام القرآن، ت سنة 543هـ.

انظر في ترجمته: الصلة لابن بشكوال 2/558، المغرب في حلي المغرب لمجموعة من المؤلفين 1/254، تاريخ قضاة الأندلس للنباهي ص105.

(3) العواصم من القواصم (ضمن آراء أبي بكر بن العربي الكلامية 2/283، وانظر: 2/306) ، وقد بينت سابقاً أن هذه المقولة لداود الجواربي.

(4) انظر: درء تعارض العقل والنقل 5/238.

(5) انظر: درء تعارض العقل والنقل 5/238.

(6) الكامل في التاريخ 8/104.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام