الصفحة 203 من 216

أصحابه أحياء يأمرهم أن يقولوا للناس إنه المهدي الذي بشر به النبي - صلى الله عليه وسلم -, ثم يردم عليهم ليلا, لئلا يكذبوه بعد ذلك, وسمى أصحابه الجهمية الموحدين, نفاة صفات الرب وكلامه وعلوه على خلقه, واستوائه على عرشه, ورؤية المؤمنين له بالأبصار يوم القيامة, واستباح قتل من خالفهم من أهل العلم والإيمان, وتسمى بالمهدي المعصوم ثم خرج المهدي الملحد عبيد الله بن ميمون القداح, وكان جده يهوديا من بيت مجوسي, فانتسب بالكذب والزور إلى أهل البيت, وادعى أنه المهدي الذي بشر به النبي - صلى الله عليه وسلم -, وملك وتغلب وإستفحل أمره, إلى أن استولت ذريته الملاحدة المنافقون الذين كانوا أعظم الناس عداوة لله ولرسوله على بلاد المغرب, ومصر, والحجاز, والشام, واشتدت غربة الإسلامو ومحنته ومصيبته بهم, وكانوا يدعون الإلهية, ويدعون أن للشريعة باطنا يخالف ظاهرها, وهم ملوك القرامطة, الباطنية أعداء الدين فتستروا بالرفض والانتساب كذبا إلى أهل البيت, ودانوا بدين أهل الإلحاد وروجوه, ولم يزل أمرهم ظاهرا إلى أن أنقذ الله الأمة منهم, ونصر الإسلام بصلاح الدين يوسف بن أيوب, فاستنقذ الملة الإسلامية منهم, وأبادهم, وعادت مصر دار إسلام بعد أن كانت دار نفاق وإلحاد في زمنهم

والمقصود أن هؤلاء لهم مهدي, وأتباع ابن تومرت لهم مهدي, والرافضة الإثني عشرية لهم مهدي, فكل هذه الفرق تدعي في مهديها الظلوم الغشوم, والمستحيل المعدوم, أنه الإمام المعصوم والمهدي المعلوم الذي بشر به النبي - صلى الله عليه وسلم -, وأخبر بخروجه, وهي تنتظره كما تنتظر اليهود القائم الذي يخرج في آخر الزمان, فتعلو به كلمتهم, ويقوم به دينهم, وينصرون به على جميع الأمم, والنصارى تنتظر المسيح يأتي قبل

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام