الصفحة 183 من 216

«يواطىء اسمه اسمي, واسم أبيه اسم أبي» . صار يطمع كثير من الناس في أن يكون هو المهدي, حتى سمى (المنصور) (1) ابنه (محمدا) , ولقبه (بالمهدي) مواطأة لاسمه باسمه, واسم أبيه باسم أبيه, ولكن لم يكن هو الموعود به, و (أبو عبد الله محمد بن التومرت) الملقب (بالمهدي) (2) الذي ظهر بالمغرب, ولقب طائفته بالموحدين, وأحواله معروفة, كان يقول إنه المهدي المبشر به, وكان أصحابه يخطبون له على منابرهم, فيقولون في خطبتهم: الإمام المعصوم, المهدي المعلوم, الذي بشرت به في صريح وحيك, الذي اكتنفته بالنور الواضح, والعدل اللائح, الذي ملأ البرية قسطا وعدلا, كما ملئت ظلما وجورا, وهذا الملقب (بالمهدي) ظهر سنة بضع وخمسمائة, وتوفى سنة أربع وعشرين وخمسمائة, وكان ينتسب إلى

(1) - هو ابو جعفر المنصور ثاني خلفاء بني العباس المتوفى سنة هـ

(2) - قال الحافظ الذهبي في (سير أعلام النبلاء) (19\ 553) : قال اليسع بن حزم: سمى ابن تومرت المرابطين بالمجسمين, وما كان أهل المغرب يدينون إلا بتنزيه الله تعالى عما لا يجب وصفه بما يجب له, مع ترك خوضهم عما تقصر العقول عن فهمه, إلى أن قال: فكفرهم ابن تومرت لجهلهم العرض والجوهر, وأن من لم يعرف ذلك لم يعرف المخلوق من الخالق, وبأن من لم يهاجر إليه ويقاتل معه فإنه حلال الدم والحريم, وذكر أن غضبه لله وقيامه حسبة, قال ابن خلكان: قبره بالجبل معظم مات كهل, وكان أسمر ربعة عظيم الهامة حديد النظر مهيبا, وآثاره تغني عن أخباره, قدم في الثرى وهامة في الثريا, ونفس ترى إراقة ماء الحياة دون إراقة ماء المحيا, أغفل المرابطون ربطه وحله, حتى دب دبيب الفلق في الغسق, وكان قوته من غزل أخته رغيفا بزيت أو قليل سمن لم ينتقل عن ذلك حين الغرماء عليه الدنيا رأى أصحابه يوما وقد مالت نفوسهم إلى كثرة ما غنموه فأمر بإحراق جميعه وقال: من أراد الدنيا فهذا له عندي, ومن كان يبغي الآخرة فجزاؤه عند الله, ولم يفتتح شيئا من المدائن, وإنما قرر القواعد ومهد, وبغته الموت, وافتتح بعده البلاد عبد المؤمن, وبكل حال فالرجل من فحول العالم, رام أمرا فتم له وربط البربر بادعاء العصمة, وأقدم على الدماء إقدام الخوارج, ووجد ما قدم, قال الحافظ منصور بن العمادية في تاريخ الثغر: أملى علي نسبه فلان وفي ذلك نظر من حيث إن محمد بن الحسن لم يعقب. اهـ بتصرف

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام