الأمير والناس مجتمعين, ثم رجع إلى سعيد بن المسيب فقال: يا أبا محمد دخلت دار مروان فلم أر أحدا أقول هذا المهدي, فقال له سعيد بن المسيب وأنا أسمع: هل رأيت الأشج عمر بن عبد العزيز القاعد على السرير؟ قال: نعم قال: فهو المهدي
ثم روى عن العرزمي يقول سمعت محمد بن علي يقول: «النبي منا, والمهدي من بني عبد شمس, ولا نعلمه إلا عمر بن عبد العزيز, قال: وهذا في خلافة عمر بن عبد العزيز» .
وعن أبي يعفور عن مولى لهند بنت أسماء قال: قلت لمحمد بن علي: «إن الناس يزعمون أن فيكم مهديا؟ فقال: إن ذاك كذاك, ولكنه من بني عبد شمس, قال: كأنه عنى عمر بن عبد العزيز» . قلت: وفي إسناده مجهول.
5 -وادعاها كذبا وزورا (صالح بن طريف البرغواطي) المتنبئ الذي ادعى النبوة بتامسنا (1) , وكان أبوه طريف يكنى أبا صبيح, وكان من قواد ميسرة الخفير القائم بدعوة الخوارج الصفرية, ولما انقرض أمر ميسرة بقي طريف قائما بأمر برغواطة بتامسنا, ويقال إنه تنبأ أيضا, وشرع لهم الشرائع, ثم هلك وولى مكانه ابنه صالح هذا, وقد كان شهد مع أبيه حروب ميسرة, قال ابن خلدون: وكان من أهل العلم والخير, ثم انسلخ من آيات الله وانتحل دعوى النبوة, وشرع لهم الديانة التي كانوا عليها من بعده, وهي معروفة في كتب المؤرخين, وقد قيل إن ظهوره كان لأول الهجرة, وأنه انتحل ذلك عنادا ومحاكاة لما بلغه من شأن النبي- صلى الله عليه وسلم -,والأول أصح ثم زعم أنه (المهدي) الأكبر الذي يخرج في آخر الزمان, وأن عيسى - صلى الله عليه وسلم - يكون صاحبه, ويصلي خلفه, وأن اسمه في اللسان العربي (صالح) , وفي السرياني (مالك) , وفي العجمي (عالم) , وفي العبراني (روبيل) , وفي البربري (واربا) ومعناه الذي ليس بعده نبي, ثم خرج إلى المشرق بعد أن ملكهم سبعا وأربعين سنة,
(1) - من بلاد المغرب الأقصى على ساحل البحر المحيط, وبرغواطة بطن من المصامدة من قبائل البربر