الصفحة 105 من 151

لأنهم يكفّرونهم، ويكفّرون أبناءهم ونساءهم تبعاً لهم [1] ، وقد تأثر بالخوارج بعض الجهَّال في القديم و الحديث، فتوسَّعوا في التكفير، ورتّبوا على ذلك الخروج على ولاة أمور المسلمين، وزعزعة أمن كثير من البلاد الإسلامية، وقاموا بقتل من استطاعوا قتله ممن يرون كفره من المسلمين، أو ممن يرون عدم عصمة دمه من المستأمنين والمعاهدين والذميِّين.

وسأذكر فيما يلي بعض تلك الأحداث والفتن من قتل للمسلمين وغيرهم ممن هم معصومو الدم، وإخافة للآمنين، وقتلٍ للأطفال، وقطعٍ للطريق، وسلبٍ للأموال، والتي فعلها الخوارج أو بعض من تأثر بهم

وهم يتقربون بها إلى الله تعالى ـ وهذا من جهلهم المركب ـ، وذلك بسبب تكفيرهم لجميع من ليس على طريقتهم ـ كما هو رأي بعض الخوارج ـ أو بسبب تكفيرهم لبعض المسلمين، وسأتكلم عن هذه الفتن والأحداث بشيء من الاختصار، فمن هذه الفتن والأحداث:

1 -كان من أوائل فتن الخوارج أنهم خرجوا في عهد أمير المؤمنين الخليفة الراشد علي بن أبي طالب ر فسفكوا الدماء، وقطعوا السبيل، واستحلوا أهل الذمة [2] ، ومن ذلك أنهم قتلوا عبدالله بن خباب صاحب النبي ×، وبَقَرُوا بطن أمِّ ولده عما في بطنها [3] .

2 -أنهم قاتلوا المسلمين في وقعة النهروان في عهد الخليفة

(1) الفرق بين الفِرَق ص63، 66، الفصل في الملل 4/ 189.

(2) رواه الإمام أحمد في المسند (656) من حديث عبدالله بن شداد لما سألته عائشة ـ رضي الله عنها ـ عن خبرهم مع علي ر، فذكر قصتهم بطولها. وقال الحافظ ابن كثير في البداية والنهاية 10/ 568: «إسناده صحيح» .

(3) رواه عبدالرزاق (17578) ، وأحمد (21064) ، وأبو يعلى (7215) وغيرهم. وسنده محتمل للتحسين، وله شواهد عند ابن أبي شيبة 15/ 308، 326 وغيره.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام