ثالثاً: أنه قد حصل من آثار الجرأة على تكفير المسلمين من قبل من لا يحق لهم الكلام في ذلك لقلة علمهم أضرارٌ كبيرة في واقع المسلمين منذ صدر الإسلام إلى يومنا هذا، فقد حصل بسبب جرأة الخوارج وغيرهم من الجهال على تكفير بعض المسلمين مفاسد كبيرة، فقد قتل بسبب ذلك آلاف من المسلمين، وأزهقت أنفس بريئة، وأُتلفت أموال معصومة، وحصل إخلال بالأمن في كثير من بلدان المسلمين، وإشغال للمسلمين في بعض الأوقات عن الفتوحات وعن الدعوة إلى الله ونشر الإسلام، وغير ذلك مما سيأتي بيانه في هذا البحث إن شاء الله تعالى.
رابعاً: أن كثيراً من المسلمين يجهلون بعض الأمور التي توقع في الكفر، ولذلك تجد بعض أنواع الكفر المخرج من الملة تنتشر في بعض بلدان المسلمين، كسبِّ دين المسلم، أو سبِّ ربِّه ـ تعالى الله عما يقول الظالمون علواً كبيراً ـ، وفي المقابل تجد بعض المسلمين يجعل بعض الأمور المحرمة غير الكفرية من الكفر المخرج من الملة، وربما يحكم بعض الجهال على بعض المسلمين بالكفر من أجل وقوعه فيها.
خامساً: أنه قد حصل إفراط وتفريط في تكفير المعيَّن الذي ينتسب إلى الإسلام: إفراط بتكفير المعيَّن مع عدم توفر جميع شروط الحكم عليه بالكفر، أو مع وجود مانع من ذلك، وذلك في الغالب بسبب جهلهم بضوابط تكفير المعيَّن، وعدم تفريقهم بين الحكم المطلق على الشيء بأنه كفر، وبين الحكم على الشخص المعين إذا وقع في أمر مكفِّر، وتفريط بمنع تكفير المعين مطلقاً.
لذلك كله أحببتُُ أن أجمع أطراف هذه المسألة المهمة والخطيرة في رسالة واحدة، أبين فيها الأمور التي توقع المسلم في الكفر وتخرجه من ملة الإسلام، والتي بسبب وقوعه فيها قد يحكم عليه بالكفر، وتسمى «نواقض الإسلام» ، أو «نواقض التوحيد» ، أو «نواقض لا إله إلا الله» ، وهي تجتمع في الكفر