الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده.
أما بعد:
فمن خلال هذا البحث لهذه المسألة المهمة «مسألة التكفير» توصلت إلى نتائج مهمة أجملها مع تلخيص لأهم المسائل التي تطرقت إليها في هذا البحث فيما يلي:
1 -أن الأمور التي توقع المسلم في الكفر وتخرجه من ملة الإسلام كثيرة، تجتمع في الشرك الأكبر، والكفر الأكبر، والنفاق الأكبر.
2 -أن هذه المكفرات لها ضوابط دقيقة، يجهلها كثير من صغار طلاب العلم، والناس فيها بين مُفَرِّط ومُفْرِط.
3 -أن من وقع في شيء من المكفرات التي تخرج الإنسان من الملة لا يحكم عليه بالكفر حتى تجتمع فيه جميع شروط الحكم عليه بالكفر، وحتى تنتفي عنه جميع موانع الحكم بتكفيره.
4 -أنه لا يجوز أن يحكم على معيَّن فرداً كان أو جماعة إلا أهلُ العلم الراسخون فيه، وأنه يحرم على الجهّال وصغار طلاب العلم الحكم على معيَّن بالكفر.
5 -أنه يحرم على الجهال وصغار طلاب العلم مجالسة الذين يخوضون في مسائل التكفير وهم ممن لا يجوز لهم ذلك لقلة علمهم.
6 -أنه قد حصلت في الأمة الإسلامية بسبب التساهل في أمر التكفير والتوسع فيه منذ صدر الإسلام وإلى يومنا هذا أضرار كبيرة وفتن عظيمة قتل بسببها مئات الآلاف من المسلمين، واعتدي فيها على نسائهم وأطفالهم، وزعزع فيها أمن كثير من بلاد المسلمين، وحصل بأسبابها فوضى واضطراب في كثير من ديار الإسلام، وقد سبقت الإشارة إلى شيء من ذلك في الفصل الخامس من هذا البحث.
7 -أن التوسع في التكفير والتساهل فيه وما يترتب على ذلك من استحلال لدماء المسلمين والمستأمنين والمعاهدين والذميين وأموالهم