واعتداء على نسائهم وأطفالهم هو من اعتقادات وأفكار فرق الضلال كالخوارج، ومن تأثر بهم، وقد سبق بيان ذلك في الفصل الخامس من هذه الرسالة، وهو مذهب دخيل على منهج أهل السنة والجماعة المتبعين لطريقة السلف الصالح، وقد سبق في الفصل الرابع من هذه الرسالة ذكر طريقة سلف هذه الأمة في هذا الباب، وذكر نصوص كثيرة عن علماء أهل السنة والجماعة كشيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم وابن أبي العز الحنفي وشيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب، ونصوص كثيرة عن أئمة الدعوة الإصلاحية في نجد تبين عقيدة أهل السنة في هذا الباب، وترد على مذاهب من غلا في هذه المسائل، وتبين خطأه وضلاله.
8 -أن التوسع في مسائل التكفير في هذا العصر وما ترتب على ذلك من استحلال للدماء والأموال المعصومة كما سبق بيانه في الفصل الخامس حدث أول ما حدث من بعض الشباب الأحداث الجهال في مصر، وتطور لدى بعضهم لما سجنوا في بلادهم، فكونوا جماعات اعتنقت عقيدة الخوارج وسارت على طريقتهم، وكان هؤلاء الشباب ينتمون في أول الأمر إلى جماعة الإخوان المسلمين في مصر، ثم انشقوا عنها [1] وأخذوا في نشر أفكارهم وضلالاتهم في بلاد المسلمين الأخرى، فتأثر بهم بعض الشباب والجهال في كثير من بلاد المسلمين، فتوسعوا في التكفير وعملوا بعض الأعمال التي بنوها على هذه الأفكار الدخيلة، كما حصل في فتنة الحرم السوداء عام 1400هـ [2] ، ثم إن هذه الأفكار انتشرت انتشاراً واسعاً في أفغانستان وباكستان وقت الجهاد ضد الشيوعيين حين ذهب إلى هناك بعض الشباب الأحداث الجهال من شتى بلاد المسلمين، فالتقوا بمن يحمل هذه الأفكار، فأخذوها عنهم ثم قاموا بنشر هذه الأفكار في بلادهم لما رجعوا إليها، وقد نشر هذه الأفكار أيضاً وحرض عليها بعض الجهال وصغار طلاب العلم وغالبهم من
(1) ينظر: ما سبق في الفقرة (39) من الفصل الخامس.
(2) ينظر: ما سبق في آخر الفقرة (39) وفي الفقرة (40) من الفصل الخامس.