بلاد الشام ومصر، كما قام هؤلاء بتوجيه أولئك الشباب إلى القيام بالتفجيرات في بلاد المسلمين وغيرها، وبالأخص بلاد الحرمين الشريفين، وإلى الاعتداء على المستأمنين في هذا البلد [1] ، فقام كثير من هؤلاء الشباب الأحداث الجهال بعمل هذه الأعمال المحرمة في شرع الله تعالى.
ولذلك كله فإنني أذكر بعض المقترحات والتوصيات لعلاج الغلو في مسألة التكفير وللتخفيف من أضراره، فيما يلي:
أولاً: الاهتمام بتعليم شباب الأمة العلم الشرعي، وبالأخص علم العقيدة الإسلامية، وذلك في المدارس النظامية، وفي حلقات العلم، وفي المحاضرات وغير ذلك.
فالعلم الشرعي ـ وبالأخص علم العقيدة الإسلامية ـ أعظم وقاية للشباب من الوقوع في مزالق التكفير وما يترتب عليها من أعمال محرمة في شرع الله تعالى من تفجير واعتداء على الأنفس والأموال المعصومة.
وما وقع مَن وقع مِن الشباب في هذه المزالق وتلك الأعمال المحرمة إلا بسبب جهلهم بدين الله تعالى.
فيجب أن يتعلم أبناء المسلمين الأحكام المتعلقة بالمسائل التي توقع المسلم في الكفر، وضوابطها الدقيقة، وأن يتعلموا المسائل المتعلقة بتكفير المعيّن، وأنه لا يحكم على معين بالكفر حتى تجتمع فيه الشروط وتنتفي عنه الموانع، وأنه لا يجوز أن يحكم على معين بالكفر إلا العلماء الراسخون في العلم، وأنه لا يجوز لصغار طلاب العلم الخوض في هذه المسائل، وأنه لا يجوز مجالسة من يخوضون في هذه المسائل وهم ممن لا يجوز لهم ذلك لقلة علمهم، وأن يتعلموا تفاصيل أحكام الولاء والبراء وأقسام الكفار وتفصيل أحكام التعامل معهم على أيدي العلماء الكبار، وأن يتعلموا الأمور التي تحرم أو تجب أو تباح تجاه المعاهدين والذميين والمستأمنين، والضوابط الدقيقة المتعلقة بهذه المسائل.
(1) ينظر: ما سبق في الفقرة (41) والفقرة (42) من الفصل الخامس.