ثانياً: أن يمنع أبناء المسلمين من الشباب حديثي السن من الذهاب إلى الأماكن التي يكثر فيها الخوض في مسائل التكفير من قِبل الجهال وصغار طلاب العلم، وكذلك يمنع كل من لم يتحصن بالعلم الشرعي
ـ وبالأخص علم العقيدة الإسلامية ـ من الذهاب إلى تلك الأماكن.
ثالثاً: أن يقوم أهل العلم بدعوة من تأثر بلوثة التوسع في التكفير، وإقناعه بالحجة بضلال المنهج الذي يسير عليه، كما فعل الخليفة الراشد علي بن أبي طالب ر حين أرسل إليهم حبر الأمة عبدالله بن عباس رضي الله عنهما فبين لهم الحق ودعاهم إلى الرجوع إليه، فهدى الله على يديه كثيراً منهم [1] ، وكما فعل عمر بن عبدالعزيز ـ رحمه الله ـ حين ناظرهم [2] ، وحين أمر عامله على الكوفة أن يدعوهم إلى الحق، كما سبق في الفقرة «19» من المبحث الخامس.
رابعاً: من كان لديه انحراف في هذه المسائل واستعصى علاج انحرافه بالإقناع، فإن العلاج يكون حينئذ بالعقوبة التي تردعه وتردع غيره من أن يسلك مثل مسلكه، وبهذه الطريقة يمكن منع انتشار هذه الأفكار والآراء الباطلة بين أبناء المسلمين، فتجب إحالة مثل هؤلاء إلى القضاء الشرعي، ليرى العقوبة التي تكون سبباً في تركهم لهذه الآراء وفي عدم انتشارها بين المسلمين [3] .
خامساً: يجب على الوالدين تعاهد أبنائهما بالنصح والإرشاد، واختيار أصدقائهم وزملائهم الذين يتصفون بالأخلاق الحسنة والعقيدة الصحيحة، وإبعادهم عن الجلساء الذين يحملون أفكاراً
(1) وقد ورد هذا مفصلاً في حديث عائشة رضي الله عنها لما سألت عبدالله بن شداد الذي سبق تخريجه في المبحث الخامس في الفقرة الأولى منه، وفيه: أنه رجع منهم أربعة آلاف لما نصحهم ابن عباس رضي الله عنهما.
(2) ينظر: البداية والنهاية 12/ 665.
(3) ينظر: مجموع الفتاوى 28/ 205 - 209، الاعتصام 1/ 225، رسالة «حصاد الإرهاب» للدكتور ناصر الزهراني، وينظر أيضاً رسالة «مشكلة الغلو في الدين في العصر الحاضر» للدكتور عبدالرحمن اللويحق 3/ 770 - 1053 ففيها تفصيل جيد ومطول لعلاج الغلو في هذه المسألة.