ومقاصده؛ وبذلك أنتجت الهندسة المالية الإسلامية مجموعةً من الأدوات والصيغ التمويلية والاستثمارية الخاصة بها والخاضعة لضوابط المعاملات المالية في الاقتصاد الإسلامي" [1] ."
ومنه، فإن المهندس المالي الإسلامي مطالب بالتوفر على حدٍّ أدنى من هذه الشروط، أي ما لا يسعه جهله من العلوم الشرعية، وإلا فإنه مجبرٌ على الرجوع إلى المجتهدين والمفتين.
وتمر العملية الاستنباطية من القرآن الكريم بمراحل عدةٍ تتلاقح فيها مجموعةٍ من المجالات والتخصصات، لتطلع علينا بحكم الواقعة الاقتصادية، أو لإيجاد حلٍ لها، وفي تقدير الباحث، فإن هذه المراحل تتسلسل على النحو التالي:
المرحلة الأولى: تصور المستجد الاقتصادي تصوراً كافياً وشاملاً، وذكر راشد العليوي أن الفتوى الصحيحة هي التي تستقصي أولاً تكييف الواقعة وتصورها تصوراً صحيحاً مطابقاً للواقع [2] . فهذه المرحلة مفادها التوصيف الجيد للنازلة على أمل الحصول على تكييفٍ فقهيٍّ مناسبٍ لها، لأن الحكم عن الشيء فرعٌ عن تصوره.
المرحلة الثانية: البحث عن الأدلة الشرعية المناسبة للتوصيف والتكييف المنجزَيْن في المرحلة الأولى، فهذه مرحلةٌ تنزيليةٌ للأدلة على صورة المسألة؛ فينطلق المفتي إلى القرآن الكريم يغوص في معاني آياته، ويسبح في تفاسيره، طلباً لحكم النازلة، أو سعياً إلى إيجاد المخرج لها عبر هندسةٍ ماليةٍ منضبطةٍ.
المرحلة الثالثة: تحقيقٌ المناط والوصول للحكم الشرعي [3] ، أو العثور على المخرج المناسب.
(1) دور الهندسة المالية في تطوير الصناعة المصرفية الإسلامية -دراسة نقدية لبعض المنتجات المصرفية الإسلامية-، لآمال لعمش، ص 76 و 182 و 186 ونحوها.
(2) تفاوت"صيغ العقود"طبيعي لكن لا يتجاوز إلى التطبيق والإخلال ب"الفتوى"، مقال منشور بجريدة الرياض.
(3) هيئات الفتوى والرقابة الشرعية في المصارف الإسلامية (دراسة وتقويم) ، لعبد الحق حميش.