الصفحة 25 من 136

الله ولا طلباً لمرضاته فحكيم بن حزام توفر عنده ثلاثة أشياء وبقي شيء واحد وهو الإيمان فعندما أسلم كتب الله عز وجل له الأعمال التي أداها فوجه الشاهد في الحديث الذي ذكرناه في ما سبق هو أردنا أن نبين أن المشركين كانوا يتصدقون ويعتقون لله عز وجل وفي حديث حكيم بن حزام أيضاً في رواية مسلم الذي من طريق هشام بن عروة عن أبيه عن حكيم بن حزام قال: اعتقت يارسول الله في الجاهلية مائة نفس وتصدقت أيضاً بمائة لعل ذكر مائة من الإبل قال: أسلمت على ما أسلفت من خير كانوا كذلك أيضاً يعتكفون في المسجد طلباً لمرضات الله ومن ذلك ما جاء في صحيح البخاري من حديث عبيد الله وأيوب كلاهما عن نافع عن ابن عمر أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه نذر أن يعتكف ليلة في الجاهلية فقال له الرسول عليه الصلاة والسلام أوف بنذرك لولا أنه نذر لله وإلا ما قال له أوف بنذرك فالخلاصة أن حالة الناس في الجاهلية أنهم كانوا يعبدون الله وكانوا يصومون ويتصدقون ويعتقون وكذلك أيضاً ينذرون القربات لله عز وجل وكما سوف يأتي في كلام المصنف رحمه الله كانوا يذكرون الله صباحاً ومساءاً طيب ما الذي جعل الله عز وجل يحكم عليهم بأنهم كفار وأن دماءهم وأموالهم مستباحة وأنهم في النار هو قال ولكنهم يجعلون بعض المخلوقات وساط بينهم وبين الله فهذا هو الذي جعلهم مشركين وكفار ويعبدون من دون الله مالا يضرهم ولا ينفعهم ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله فهم ما عبدوا الأصنام فإنما عبدوه حتى تقربهم لله (والذين اتخذوا من دون الله أولياء ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى) فكانوا ليس مقصودهم من دعوة هؤلاء هو لذات الله وإنما حتى تقربهم من الله عز وجل زلفى وفربى ومنزلة عنده ومع ذلك فهم كفار ومشركين بالله عز وجل والعياذ بالله وذلك أنهم جعلوا وساط بينهم وبين الله وهذا هو حال كثيراً ممن ينتسب إلى الإسلام ويجعل بينه وبين الله عز وجل وسائط وأي واحد تسأل الآن أسأل شخص قال: أنا جئت للحسين ذبحت لحسين نذرت لحسين والا لبدوي والا لفلان أو لفلان أسأله قل لماذا أنت

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام