قدمه) وعنده غلام فأقبل على الغلام فقال: إن لهذا تفسيراً، فقال أبو عبد الله (انظر إليه كما تقول الجهمية سواء) (2) . [[مختصر العلو 191] ]
فهذا مع ما تقدم يدل على أن معنى قولهم أمروها كما جاءت، كما قال ابن تيمية (فقولهم أمروها كما جاءت يقتضي إبقاء دلالتها على ما هي عليه فإنها جاءت ألفاظاً دالة على معان فلو كانت دلالتها منتفية لكان الواجب أن يقال أمروا لفظها مع اعتقاد أن المفهوم منها غير مراد) (3) . [[مجموع الفتاوى 5/ 42] ]
وأن معنى قولهم بلا تفسير ولا معنى كما قال ابن تيمية (أي لا نكيفيها ولا نحرفها بتأويل) (4) . [[درء التعارض 2/ 31] ]
فما يدعيه الذين يزعمون أن القول بأن الله فوق عرشه تحكم وقول أقرب إلى التجسيم (5) ، قد يفسر بأنهم يتكلمون على وفق مذهبهم في هذا الباب، أما أن يدعي مدع أن هذا موافق لمذهب السلف، ويزيد على ذلك أن من مذهبهم عدم إطلاق مثل هذه العبارات، ولا تغيير ألفاظ النصوص لأنهم يفوضون معانيها، فهذا قول موغل في الخطأ، كما دل على ذلك النقول الكثيرة المتقدمة، لا سيما في باب العلو وقد وجد ذلك أيضاً في أشهر كتب السنة، فقد روى البخاري عن زينب رضي الله عنها قالت (زوجني الله من فوق سبع سماوات) (6) . [[فتح الباري 13/ 4040] ]
هذا وقد أوقع هؤلاء الذين غلوا على السلف هذا الغلط، أمران:
***الأول: اعتمادهم على من يتعمد ترك الروايات الكثيرة الدالة على حقيقة مذهب السلف مع علمه بها، ويظهر الروايات المحتملة ليثبت بذلك أن مذهب السلف هو اعتقاد عدم إرادة الظاهر، ثم السكوت عن الخوض في المراد إيثاراً للسلامة، ليبني على ذلك أن سكوتهم ليس دليلاً على التحريم، وبهذا يوهم عدم الخلاف بين الخلف والسلف، ومن هؤلاء الكوثري كما دل على ذلك تعليقه على (تعيين كذب المفتري) [[حاشية ص 28] ] ومقدمته لكتاب الأسماء والصفات للبيهقي، وتعليقه على