الصفحة 29 من 87

(5) قول الإمام أحمد (نؤمن ونصدق بها ولا كيف ولا معنى) ، عن حديث الرؤية والنزول، وقصد الإمام نفي المعاني التي يذكرها أهل التأويل، أي لا معنى غير ما يظهر منها كما قال ابن تيمية رحمه الله (لا كيف ولا معنى أي لا نكيفها ولا نحرفها بالتأويل) (3) [[درء تعارض العقل والنقل 2/ 31] ]، وماذا عسى أن تفسر رؤية المؤمنين ربهم بغير أن يقال يرى المؤمنون فذلك قال (لا معنى) أي لا معنى غير هذا.

ولا يزال العجب يتزايد ممن لا يعلم أن الإمام أحمد قد تكلم في معاني نصوص الصفات مع كثرة ذلك عنه، ومما ورد عنه في ذلك، قال الخلال (وأنبأنا أبو بكر المروذي سمعت أبا عبد الله وقيل له إن عبد الوهاب قد تكلم وقال: من زعم أن الله كلم موسى بلا صوت فهو جهمي عدو الله وعدو الإسلام فتبسم أبو عبد الله وقال ما أحسن ما قال عافاه الله) (2) [[المصدر السابق] ].

ومن ذلك أيضاً مما يفسر معنى قوله (نرويها كما جاءت) ما رواه الخلال أيضاً: (قال عبد الله بن أحمد سألت أبي عن قوم يقولون لما كلم الله موسى لم يتكلم بصوت، قال أبي: بلى تكلم تبارك وتعالى بصوت وهذه الأحاديث نرويها كما جاءت) (3) [[المصدر السابق (2/ 39) ] ].

ومما يبين أنهم يريدون بقولهم لا نفسرها أي، لا نتكلم في الكيفية، أو لا نفسرها بما يخرجها عن كونها صفة الله ما رواه الذهبي بإسناده عن أبي عبيد القاسم بن سلام الإمام المشهور، أنه ذكر الباب الذي يروي فيه الرؤية، والكرسي موضع القدمين، وضحك ربنا، وأين كان ربنا، فقال (هذه أحاديث صحاح حملها أصحاب الحديث والفقهاء ن بعضهم عن بعض وهي عندنا حق لا نشك فيه، ولكن إذا قيل كيف يضحك؟ وكيف وضع قدمه قلنا لا نفسر هذا ولا سمعنا أحداً يفسره) (1) . [[سير أعلام النبلاء 10/ 505، ورواه الدارقطني في الصفات 68] ]

وقال الأثرم (قلت لأبي عبد الله حدث محدث وأنا عنده بحديث (يضع الرحمن فيها

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام