397 -وأخبرَ الناسَ عن الغيبِ بمَا ... يكونُ من بَعدُ على مَا أُلهِمَا
398 -فكانَ ما أخبرَ عنهُ حَقَّا ... ووجدوا ذلكَ منهُ صِدقَا
399 -حنَّ إليهِ الجِذعُ وانشقَّ القمَرْ ... وجاءَ سَحًّا عندما استسقى المَطَرْ
400 -ونبعَ الماءُ على التَّتَابُعِ ... في كَفِّهِ مِنْ خَلَلِ الأصابِعِ
401 -وهكذا خاطبَهُ الذّراعُ ... لفظًا وعتْ مضمونَهُ الأسماعُ
402 -فقالَ ذَرني إنَّني مَسموعُ ... وَهْوَ كلامٌ مُعربٌ مَفهومُ
403 -ونطَقَ الوَحشُ لهُ وصرَّحَا ... ثُمَّ الحَصى في كفّه قَدْ سَبَّحَا
404 -وأشبَعَ الخلقَ الكثير مَرَّةْ ... منَ اليسيرِ ورواهُ جَهرةْ
405 -أُسريَ بِهْ في ليلةٍ فعادَا ... فعرَفَ الأعلامَ والبِلادَا
406 -ما بينَ أرضِ المسجدِ الحرامِ ... والمسجدِ الأقصى بأرضِ الشامِ
407 -ولم يَكُنْ أضغاثَ أحلامٍ ولا ... يقولُهُ منْ نفسِهِ تقوُّلا
408 -فكيفَ قيلَ إنَّهُ افتراهُ ... وقدْ حكَى للناسِ ما رَآهُ
409 -فعلِموا صِحَّتَهُ إيقانَا ... وَقَدْ رَأَوْا ما قالهُ عِيانَا
410 -وللنبيّ معجزاتٌ جَمَّةْ ... مشهورةُ الوجودِ عندَ الأمَّةْ
411 -الناسُ في ذلكَ قد توسَّعُوا ... فاقنعْ وفيما قَد حكيتُ مقنَعُ