299 -لصانِعِ العالمِ أن يقضيْ بما ... شاءَ ولا يَلزمُهُ أن يُنعِما
300 -ولا عليهِ أن يُراعيْ الأصلحا ... لأحدٍ منَّا ولا أنْ يمْنحَا
301 -إذ ذاكَ لا حدَّ لهُ فيُحصَرا ... ولا لَهُ نهايةٌ فتذكَرَا
302 -فكلُّ ما يُقالُ هذا الأصلحُ ... ففوقَهُ مَا هوَ منهُ أرجَحُ
303 -فنُوضحُ القولَ معَ المعتزلةْ ... بجملةٍ تكشفُ سرَّ المسألةْ
304 -فأصلحُ الأشياءِ للعبادِ ... كَفُّهُمُ عن سبُلِ الفسادِ
305 -وأنْ يكونوا حالةَ الإنشاءِ ... في جنَّةٍ دائمةِ البقاءِ
306 -وليسَ للموتِ إليهم نَهَجُ ... يسلُكُهُ ولا عليهِم حَرَجُ
307 -وأن يكونَ الخلقُ ذا استواءِ ... في حالةِ الدَّوامِ والإنشاءِ
308 -على أتمّ الصُّورِ المستحسنَةْ ... فاعرفْ سبيلَ الحقّ والزمْ سُنَنهْ
309 -واعلمْ بأن فوقَ ما أصَّلتُهُ ... مَراتبًا ترجَحُ عما قلتُهُ
310 -وما نرى الخالقَ راعى الأصلحا ... للخلقِ لكن جَهلُهُم قدْ وضَحَا