الصفحة 38 من 67

258 -ما أمرَ اللهُ به عبادَهْ ... ففيهِ ما لم يَجرِ في إرادَة

259 -لأنَّهُ قد أمرَ الخليلا ... في الوحيِ أن يذبحَ إسماعيلا

260 -ولم يُرِدهُ إذ أتاهُ منهُ ... وَحيًا لقد صدَّقتَ أمسكْ عنهُ

261 -فكلُّ ما يبدو من التأويلِ ... نُبطلُهُ في الحالِ بالدليلِ

262 -وهكذا أخبرَ عَن أبي لهَبْ ... عمّ النبيّ وابنِ عبدِ المطلبْ

263 -بأنَّه يموتُ وهو كافرُ ... ثُمّ سيصلى النَّارَ وهْوَ خاسرُ

264 -لم يُغنِ عنهُ مالُه وما كسبْ ... تبَّتْ يداهُ إذ عصى اللهَ وتَبْ

265 -وكُلّفَ الإيمانَ بالإجماعِ ... مِنْ غيرِ تأويلٍ ولا نِزاعِ

266 -وينتهي القولُ إلى تكليفِ ... مَا لا يُطاقُ فافهَمْنَ تعريفي

267 -وهكذا قد كُلّف السُّجودا ... إبليسُ حتما فعصى المعبُودا

268 -فكيفَ يأتي مارِدٌ سُلطانُ ... بضدّ ما يُريدُهُ الرحمنُ

269 -وقد ترى ذلكَ في العقولِ ... مُجوَّزًا في المثَلِ المنقولِ

270 -فنذكرُ الآنَ المثالَ لفظَا ... فاسمعْهُ نَقلاً واحكمْنَهُ لفظَا

271 -عبدٌ شكَى مولىً إلى السلطانِ ... ونسبَ المولى إلى العُدوانِ

272 -فاستُدعيَ المولَى فجاءَ ذَعِرَا ... أنَّبَهُ السلطانُ لمَّا حضَرا

273 -أرادَ أن يعرِفَ مَن قدْ أنَّبَهْ ... على تعدّيهِ عليهِ سَبَبَهْ

274 -وأنَّهُ يخالفُ الأوامِرا ... يُعَانِدُ المولى عنادًا ظاهرَا

275 -فقالَ للسلطانِ يا مولانا ... مَهلاً ترى عِصيانَهُ عِيانَا

276 -فاستحضرَ العبدَ إلى مجلسِهِ ... ولمْ يُفاجئْهُ بما في نفسِهِ

277 -وأمرَ العبدَ بما أرادا ... خِلافَهُ كي يُظهرَ العِنادَا

278 -ليعلمَ السلطانُ صدقَ عُذرِهِ ... ولم يرِدْ منهُ امتثالَ أمرِهِ

279 -فانظرْ مثالاً حسنًا عجيبَا ... نهايةً رتّبتُهُ ترتيبَا

280 -أعملتُ جَهدي غايةَ الإعمالِ ... إذ هُوَ منْ شواردِ الأمثالِ

281 -مثّلَهُ مَن أحكمَ العلوما ... وعرَفَ الخصوصَ والعُمومَا

282 -مُستشهدًا بشاهدِ العقولِ ... لينظُرَ الحكمةَ في المنقولِ

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام