202 -اعلم أصبتَ نهَجَ الخَلاصِ ... وَفُزْتَ بالتَّوحيدِ والإخلاصِ
203 -إنَّ الذي يُؤمنُ بالرحمنِ ... يُثبتُ ما قد جاءَ في القرآنِ
204 -مِنْ سائرِ الصفاتِ والتَّنزيهِ ... عنْ سَنَنِ التعطيلِ والتشبيهِ
205 -من غيرِ تجسيمٍ ولا تكييفِ ... لِما أتى فيهِ ولا تحريفِ
206 -فإنَّ منْ كيَّف شيئًا منها ... زَاغَ عن الحقّ وضلَّ عنها
207 -وهكذا ما جاءَ في الأخبارِ ... عن النبيّ المصطفى المختارِ
208 -فكُلُّ ما يُروى عنِ الآحادِ ... في النصّ في التجسيمِ والإلحادِ
209 -فاضربْ به وجهَ الذي رواهُ ... واقطعْ بأنَّه قد افتراهُ
210 -وإن يكُنْ رواهُ ذُو تعديلِ ... صَدِّقْهُ مهما شاعَ في التأويلِ
211 -وأفرَدَ الأستاذُ في الأخبارِ ... مُصَنَّفًا يصلُحُ للأحبارِ
212 -فاحفظْ هُديتَ هذهِ الأصولا ... ثمَّ الزمَنْهَا ودعِ الفُضولا
213 -فإنها مُجزئةٌ مَن قصَدا ... مَعرفةَ الحقّ ومنهاجِ الهُدى
214 -فهَهنا تشعَّبَ الإسلامُ ... فاستسلَمَ الأئمةُ الأعلامُ
215 -فأنكرتْ صِفاتِهِ المعتزلةْ ... سُبحانَ من أنشأنا مَا أعدلَهْ
216 -وجَعلوا كَلامَهُ في شجرةْ ... لعبدهِ مُوسى ألا ما أنكرَهْ
217 -وفِرقةٌ مالوا إلى القياسِ ... فأثبتوها كَصفاتِ الناسِ
218 -وبعضُهم أثبتَ منها البعضا ... ثمَّ نفى البعضَ فجاءَ عُرْضا
219 -ثمَّ الخلافُ بينَ مُثبتيهَا ... في نفسها أكثرُ منهُ فيها
220 -ولو أخذتُ أذكُرُ المذاهبَا ... كنتَ تَرى في خُلفِها عَجائِبا