150 -والعالمُ العلويُّ والسفليُّ ... أنشأهُ إلهُنا العَليُّ
151 -واعلمْ بأنَّ العُقلاءَ أطبقوا ... قَطعًا على حُدوثِهِ واتفقوا
152 -من سائرِ الأصنافِ كالجهميَّة ... ومنكري الرُّسْلِ مع الجبريَّة
153 -وشَذَّ عنهُم سائرُ الدَّهرية ... في فِرقٍ من الهَيولائِيَّة
154 -وأنكروا حُدوثَهُ في الأصلِ ... ثُمَّ ادَّعَوا بقاءَهُ عَنْ فَضلِ
155 -وكلُّ ما مضَى منَ الكلامِ ... في حدَثِ الأعراضِ والأجسامِ
156 -دَلَّ على الحُدوثِ بالمشاهدَةْ ... كَما ذَكرناهُ معَ الملاحدَةْ
157 -فالجسمُ لا يَخلو منَ الأعراضِ ... كما حَكيتُ في الكلامِ الماضي
158 -واعلمْ بأنَّ دَوَرَانَ الفَلَكِ ... في حَدَثِ العَالَمِ أقوى مَسْلَكِ
159 -لأنَّهُ يحدثُ في العِيانِ ... مُشاهدًا بحدَثِ الزَّمانِ
160 -فالدَّوراتُ الحادثاتُ كالتي ... في غابرِ الأعصارِ قدْ تولَّتِ
161 -إذْ كلُّ ما ليستْ لهُ نهاية ... يلزَمُ فرضُ الحُكمِ في البداية
162 -فنفرِضُ المقصودَ في كلامِنا ... في دورةٍ تحدُثُ في زَمانِنا
163 -وكلُّ شيءٍ حادثٍ لا بدَّ له ... مَنْ مُحدِثٍ فضَلَّ مَنْ قدْ جهِلَه
164 -هذا الذي يلزَمُ في العقولِ ... فافهمْ فذا أصلٌ من الأصولِ