ترجمة موجزة للسلطان المجاهد الناصر صلاح الدين الأيوبي
اسمه:
هو العالم الورع والفارس المجاهد السلطان الناصر صلاح الدين يوسف بن أيوب بن شادي بن مروان، أبو المظفر الأيوبي.
مولده:
ولد عام 532 هجري الموافق 1137 رومي في قلعة"تكريت"، وهي مدينة تقع على ضفاف دجلة جنوبي بغداد في العراق.
نشأته وحياته:
كان أبوه واليًا على المدينة ثم انتقل معه إلى الموصل واستقر فيها برعاية عماد الدين زنكي، وكان رحمه الله طاهر القلب عفيف اللسان، يردُّ الحقوق إلى أهلها ويمنع الرشوة ويعاقب عليها، لا يُحابي في الحق أحدًا، وكان رحمه الله سياسيًا بارعًا وقائدًا فذًا وفارسًا مقدامًا عمَّ ذكره في الآفاق شرقًا وغربًا.
انتقل والده نجم الدين أيوب مع أهله إلى بعلبك بعد أن عيَّنه عماد الدين واليًا عليها، ولكن لم يطل مقامهم في بعلبك حيث انتقلوا للعيش في دمشق، وقد تولَّى صلاح الدين رئاسة شرطة دمشق في عهد نور الدين، وبعد وفاة الأتابك نور الدين بن عماد الدين زنكي عام 569 هجري استقلَّ صلاح الدين بحكم مصر والشام وغيرها، ثم شمَّر عن ساعده لتوحيد البلاد الإسلامية وجهز الجيوش لقتال الإفرنج وانتزاع ما بقي من أراضي الشام، كما جهز جيشًا لاسترداد اليمن وبعثه إليها وعلى رأسه أخوه توران شاه بن أيوب، وبعث حملة إلى غربي مصر بقيادة"قراقوش"فاستولى على برقة وطرابلس الغرب وتونس، وهكذا تم توحيد البلاد الإسلامية في جبهة واحدة تمتد من برقة وتونس غربًا إلى الفرات شرقًا، ومن الموصل وحلب شمالاً إلى النوبة واليمن جنوبًا، وبقي لدى صلاح الدين هَمٌّ كبير وهو تحرير الأقصى من العدو الجاثم في فلسطين.
النصر الكبير في حطين:
تقع قرية حطين غربي"طبرية"، وهي غنية بالمياه وفيرة المرعى في جزء منها، وقد دارت المعركة في المنطقة الممتدة بين"طبرية"شرقًا و"صفورية"غربًا، وهذا الجزء جاف وعرٌ قليل المياه إلا من الآبار والينابيع المحلية النادرة، ومع أن استعادة بيت المقدس وتخليص الأقصى من يد الإفرنج كان الهدف الذي يسعى إليه السلطان المجاهد بعد أن وحَّد الجبهة الإسلامية
وأمَّن الحدود، غير أنه لم يشأ أن يكون هو البادئ بالحرب لحنكةٍ هو أرادها فانتظر حتى بدأ"أرناط"صاحب الكرك المشهور بالخيانة والغدر، فكانت القشة التي قصمت ظهر البعير والشرارة التي أشعلت نيران الحرب، وذلك أن"أرناط"اعتدى على قافلة كانت تمر بالكرك في طريقها من مصر إلى الشام، فنهبها وأسر وقتل من فيها، وقال للأسرى وهو يعذبهم:"فليأت محمدكم ليخلصكم"، فغضب صلاح الدين ونذر لئن مكَّنه الله منه ليقتلنه بيده، ودعا صلاح الدين إلى النفير والتعبئة الشاملة للجهاد، وبعد أن كملت الاستعدادات وجاءت الجيوش الإسلامية متطوعة من شتى الممالك الإسلامية، غادر صلاح الدين دمشق إلى بصرى وبدأ بمهاجمة"الكرك"ثم استولى على"طبرية"، وعنَّف صلاح الدين